د. شاي ماركو الخبير في أعصاب الأطفال وتطور الطفل، والخبير في طب الأطفال، طب نوم الأطفال، يوضح لنا كيف نتحضر لعودة الدراسة، وما الذي علينا فعله من أجل تخفيف العبء في الأيام الأولى من المدرسة.
في العطلة الصيفية ما فيها من كسر للروتين، والرحلات، والاستمتاع بالوقت، النقارش والحلويات، وساعات الجلوس الطويلة أمام التلفاز واضطراب ساعات النوم، وهذا ما يميز الصيف لدى أطفالنا، أما نحن، نستمتع معهم بالإجازة من الساعات المنبهة وجدول الأعمال المضغوط. لكن العام الدراسي قد صار على الأبواب، ومن المهم أن نعيدهم إلى المسار الصحيح، لكي نسهّل من تكيّفهم ولكي نخفف عليهم في الأيام الأولى في إطار جديد على وجه الخصوص، وفي الحياة عموما.
قبل نحو أسبوعين من بدء الدراسة، ننصح بالشروع في العودة التدريجية للروتين وإلى جدول أعمال منظم.
عليكم البدء بالالتزام بنظام يومي ثابت، يشمل ساعات نوم ونهوض تشبه تلك المتّبعة أثناء السنة الدراسية. اهتموا بتقديم الوجبات في ساعات ثابتة تقريبا وافرضوا قيودا على استخدام الحواسيب، والشاشات، والتلفاز.
استغلوا الهدوء الكامن في الصيف لكي تتدربوا قليلا على "الدراسة" بواسطة الألعاب، والأعمال الفنية، والتمارين البسيطة.
يؤثر النوم الجيد على قدرات الإصغاء والتركيز والتعلم، كما أنه يحسن من قدرات الذاكرة، ويخلق توازنا في الردود العاطفية، ويعزز القدرة البدنية، بل ويؤثر على اختيار أطعمة أكثر صحية.
يحتاج الأطفال في عمر المدرسة الابتدائية إلى 10 ساعات من النوم في الليل. عليكم احتساب الساعات بالرجوع إلى الخلف من الساعة التي ينبغي للأطفال النهوض فيها (اختاروا ساعة تسمح لجميع أفراد العائلة النهوض براحة، لكي ترتب نفسها وتتناول وجبة الفطور)، وافحصوا متى ينصح بإطفاء الأضواء، أضيفوا إلى ذلك وقتا للاستحمام، الاستعداد، القراءة في السرير، ووقت الهدوء قبل النوم، وابدأوا روتين الليل في ساعة مبكرة وبصورة مريحة. إن كنتم تشعرون بأن الأطفال لا يزالون متعبين، فعليكم بتبكير ساعة النوم بصورة تدريجية.
تحدثوا مع أطفالكم، اتخذوا قرارا بالتشارك معهم، واستغلوا نهاية العطلة لتجريب احتمالات مختلفة لأطعمة صحية تعودونهم عليها أثناء السنة الدراسية. يمكن للطعام الصحي أن يغير بصورة هائلة قدرات الأطفال على التعلم، وقدراتهم على الإصغاء، وقدراتهم الاجتماعية
استغلوا الأسابيع الأخيرة من العطلة للتجوال قرب المدرسة، والتعرف على الطريق، والإطلال على المبنى، ابذلوا جهدا في حضور الاجتماعات التحضيرية لبداية السنة الدراسية. إن كانت المدرسة مفتوحة، فاطلبوا إذنا بالدخول إلى الصف، ورؤيته عن قرب، وكذلك ساحة اللعب، والمراحيض، وغيرها. من شأن هذه المعرفة أن تهدّئكم وتشعركم بالاطمئنان.