مرشد مختصر للوالدين الجدد: كل ما أردتم معرفته عن اليرقان (الصفراء) لدى الأطفال

اليرقان الوليدي ظاهرة شائعة بين الأطفال حديثي الولادة. يقدم الدكتور شموئيل يورمان، مدير وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة والأطفال المبتسرين في المركز الطبي هيلل يافي، لمحة عامة عن ظاهرة اليرقان الوليدي وعلاجه.
يظهر اليرقان الوليدي عند حوالي 50% من الأطفال في الأيام الأولى بعد ولادتهم. وعلى الرغم من اسم "اليرقان"، إلا أنه ليس مرضا عاديا، بل ظاهرة فسيولوجية. في يرقان الأطفال حديثي الولادة، يكون الكبد غير قادر على إزالة البيليروبين، المسؤول عن اللون الأصفر للأنسجة وهو نتيجة ثانوية لانهيار خلايا الدم الحمراء في الدم. (خلايا الدم الحمراء مسؤولة عن حمل الأكسجين في الحياة داخل الجنين وفي الحياة خارج الجنين - بعد الولادة).
كل منا لديه مستوى معين من البيليروبين في الدم، ولكن مستواه منخفض بسبب كفاءة نشاط الكبد. لدى الأطفال حديثي الولادة، لا يكون الكبد قد تطور بشكل كافٍ بعد، وتكون كمية خلايا الدم الحمراء أكبر بعدة مرات من تلك الموجودة في البالغين. بعد الولادة مباشرة، تبدأ عملية تدمير خلايا الدم الحمراء الجنينية في نفس الوقت الذي يتم فيه تكوين خلايا الدم التي نستخدمها طوال حياتنا. ويصل الناتج الثانوي لتكسير خلايا الدم الحمراء (البيليروبين) كما ذكرنا إلى الكبد، ومن المفترض أن يتم إخراجه من الجسم عن طريق الكبد. يؤدي عدم نضج الكبد لدى بعض الأطفال إلى تراكم منتج التحلل ويظهر على شكل يرقان عند الطفل.
لا يظهر اليرقان إلا بعد ارتفاع كمية البيليروبين فوق مستوى 5 مليجرام في المائة (عند البالغين يصل المستوى إلى 1 مليجرام في المائة فقط). ومع ذلك، وبما أنه ليس مرضا، فلا يوجد خوف من عدوى الطفل باليرقان.
ويستمر هذا النوع من اليرقان لعدة أيام ويختفي عادة بعد حوالي أسبوع من يوم الولادة.
وفي الحالات التي يكون فيها معدل تدمير خلايا الدم الحمراء أعلى، فإن مستوى اليرقان سيكون أعلى وقد يشكل خطراً على الطفل. تكون هذه الحالات أكثر شيوعًا في حالة عدم التوافق بين فصيلة دم الأم والمولود أو في الحالات التي يكون فيها عامل Rh لدى الأم سلبيًا والطفل إيجابيًا.
يتم العلاج في حالات اليرقان الذي يتجاوز مستواه قيمة معينة، وذلك بوضع الطفل تحت مصباح خاص ذو ظل فاتح مزرق. وهذا الضوء يفكك اليرقان المرئي ويساعد الكبد على خفض مستواه.
في حالات نادرة حيث يكون معدل زيادة البيليروبين سريعًا ومستوى اليرقان مرتفعًا بشكل خاص ويشكل خطرًا على دماغ الطفل، هناك إمكانية إجراء عملية تبادل الدم لمنع حدوث أضرار مستقبلية.
من المهم أن تعرف أنه في بعض الأحيان قد يستمر اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة لأكثر من أسبوع (حتى 4-5 أسابيع). في الغالب، هذه هي الحالات التي يتم فيها تغذية الطفل حصريًا عن طريق الرضاعة الطبيعية. عندما لا يتوفر حليب الأم بكميات كبيرة بعد. الرضاعة المتكررة للطفل تساعد في إدرار الحليب من جهة ومن جهة أخرى في خفض معدلات اليرقان لدى الطفل بمعدل أسرع.
تتم مراقبة تطور مرض اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة وعلاجه من قبل طاقم قسم الأطفال حديثي الولادة والخدج. يتم إجراء فحص اليرقان عن طريق وخز كعب الطفل حديث الولادة بخفة، وجمع بضع قطرات من الدم في أنابيب زجاجية واختبار مستوى اليرقان في مختبر القسم. سيكون الطفل المصاب باليرقان تحت إشراف طاقم الجناح أثناء إقامته في قسم حديثي الولادة. وبعد تسريحه من المستشفى سيُطلب من والديه الحضور إلى عيادة المتابعة بالجناح للتأكد من شفائه الكامل.