هل من المهم أن يعدّوا فروضهم المنزلية بالذات على المكتب؟
لا شك بأن طاولة المكتب هي المكان الذي يجلس فيه الأطفال ويدرسون فيه في الحالات المثالية، حيث يعدّون وظائفهم ويحفظونها تحضيرا للإمتحانات. أما في الواقع، فسرعان ما تكتشف العديد من العائلات بسرعة أن هنالك فرق ما بين النظرية والواقع. يقوم الأطفال بتحضير فروضهم المدرسية على طاولة الطعام، على سجادة الصالون، أو على السرير، ويتحول المكتب إلى مكان لتخزين الأشياء، بوجود أكوام عالية من الأغراض التي تتراكم عليه. هل عليكم أن تتخاصموا معهم؟ هل يجب أن تصروا على قيامهم بأداء الفروض على المكتب؟ إنها معضلة في الحقيقة.
جابي ساديه، مديرة خدمات العلاج الطبيعي، لئوميت
لذا... هل من المهم أن يعدّوا فروضهم المنزلية بالذات على المكتب؟
هذا السؤال معقد، وفيه جوانب إيجابية وسلبية، وفي نهاية المطاف، ستكون الإجابة مرتبطة بصورة فردية بكل طفل وطفلة، وكل أسرة، على حدى.
ميزات تحضير الفروض المنزلية على المكتب.
- يمثل المكتب منطقة تعلم، منطقة شخصية وخاصة يمكن فيها الدراسة والتركيز، والعمل بهدوء من دون وجود إلهاءات.
- يسمح المكتب بالتخزين المريح لجميع الأدوات الضرورية للدراسة.
- العمل إلى جانب المكتب يعد جزءا لا يتجزأ من تطوير عادات التعلم وعادات التنظيم والترتيب.
- الجو في غرفة النوم أكثر هدوءا، ومن السهل أكثر إغلاق الباب وتلافي ما يمكن أن يشغل الطفل.
- الجلوس بصورة منظمة، مع ظهر منتصب، وأقدام على الأرض، هو جلوس صحي للعمود الفقري، ويحول دون آلام العمود الفقري في المستقبل.
ربما يجب أن نسمح بتحضير الفروض في غير المكتب؟
- يلاقي الكثير من الأطفال (بل والبالغين) مصاعب أثناء العمل وهم جالسين. لقد تمّ تبديل المكاتب التي تعودنا عليها في الماضي بمكاتب تتيح لنا العمل أثناء الوقوف، أو بزوايا عمل، وكرات علاجية لتبديد التوتر، وغير ذلك، بهدف إتاحة المجال أمام التنقل، والتكيف مع الاحتياجات المتنوعة للإنسان.
- بعد يوم طويل في الصف، مليء بالقواعد الصارمة التي يجب الالتزام بها، يحتاج الأطفال في المنزل إلى منحهم القدرة على الاختيار، ومنحهم القدرة على التحكم بأنفسهم. صحيح أن الدروس نفسها إلزامية، ولكن دعونا نتيح للأطفال إمكانية أخذ المسؤولية بشأن اختيار المكان والطريقة التي يرغبون بهما إتمام فروضهم المنزلية.
- يحتاج العديد من الأطفال، وبالذات في مراحل البداية، إلى مرافقة من أحد الوالدين أثناء إعداد الفروض المنزلية، أو على الأقل: حضور أحد البالغين حوله. إن طاولة الطعام أو طاولة المطبخ هما حلّ ممتاز، ويتيحان للوالدين أيضا مراقبة باقي الأطفال، وترتيب المنزل، والقيام بمهمات البيت أثناء إعداد الطفل لدروسه.
- يتردد الكثير من الأطفال في الانسحاب من مركز المنزل، وهم يرغبون دائما في أن يكونوا جزءا مما يدور فيه، حتى أثناء قيامهم بإعداد فروضهم المنزلية.
إذا قررنا شراء مكتب للأطفال، فما هي الأمور التي يجب علينا الانتباه إليها؟
- يوصى بأن يكون المكتب صغيرا نسبيا، إذا كان مخصصا للأطفال الصغار، وخلال السنوات الأولى، يمكن استخدام الطاولات الصغيرة المخصصة لحضانات الأطفال، فهي مناسبة لهذا الجيل.
- هنالك فارق كبير بين الأطفال الذين على وشك الدخول للصف الأول، وبين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 أو 12 سنة. ابحثوا عن طاولة / كرسي يمكن تعديله حسب الحجم، وبحسب الاحتياجات المختلفة.
- تأكدوا من وجود الكثير من أماكن التخزين التي يمكن الوصول إليها بسهولة (أن تكون بارتفاع مناسب للأطفال)، والكتب، والدفاتر، والأدوات المكتبية الأخرى.
- اختاروا كرسيا مريحا يلائم المكتب، يوفر دعما ممتازا للظهر. من المهم أن يناسب الكرسي حجم الأطفال وأن يكون بإمكانهم إسناد ظهرهم للخلف وهم جالسون عليه من دون أن "يتزحلقوا" للأسفل.
- من المهم أثناء الجلوس أن يكون بإمكان الطفل إسناد ظهره قدر الإمكان إذا ما أراد ذلك، وأن يوفر إسنادا كاملا للظهر، وأن يكون مسند الظهر مناسبا تماما لانحناء الظهر. ويجب أن يكون باطن القدمين مفرودا بصورة كاملة على الأرض أو على مسند خاص، وأن تكون الركبتان أسفل ارتفاع الفخذين بقليل.