يُنصح بإجراء فحص الدم الخفي سنويا من سن 50 عاما، وهو أمر بإمكانه إنقاذ حياتكم!
من ضمن الأورام السرطانية، يعد سرطان القولون واحدا من أكثر الأورام انتشارا وفتكا. ولكي نمنع عدة حالات من سرطان القولون، إلى جانب خفض مناسيب الوفيات المتسببة عنه، تنصح وزارة الصحة بإجراء فحوصات تقصي الدم الخفي في البراز لكل رجل وسيدة، بداء من سن 50 عاما.
خلال فحص الدم الخفي في البراز، يُفحص ما إذا كانت هناك بقايا صغيرة من الدم غير المرئي بالعين المجردة في البراز.
يهدف الفحص إلى المساعدة في اكتشاف مبكر لسرطان القولون والالياف ما قبل السرطانية (السلائل). الأهميه من الفحص هو ان سرطان القولون في غالبية الحالات، حين يكون في مراحل مبكرة منه، يتسبب في جرح بطانة الأمعاء الغليظة، وهو ما يتسبب في نزف كمية قليلة من الدم تخرج مع البراز.
وبسبب من صغر حجم الدم النازف لن يمكن رؤيته بالعين المجردة، ومن هنا أتى اسم الفحص. أثناء فحص الدم الخفي في البراز، يتم أخذ العينات البرازية وإرسالها إلى المختبر، حيث يتم فحص البراز بواسطة مواد كيماوية من أجل العثور على آثار نزيف.
قد يكون هذا النزيف الخفيف هو العلامة الأولى لسرطان القولون، والوحيدة في بعض الأحيان. سرطان القولون هو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء والرجال في البلاد، وتزداد نسبة الإصابة به مع التقدم في السن. هناك عوامل خطر مختلفة للمرض، لكن الكثير من الناس يصابون بهذا السرطان حتى بدون وجود عوامل خطر واضحة - ولذلك من المعتاد إجراء الفحص لجميع السكان للكشف المبكر عن المرض.
يعد فحص تقصي الدم الخفي في البراز، عمليا، فحص مسحي، ي أنه فحص يجرى لمجمل السكان الذين يتمتعون بصحة جيدة من أجل الكشف عن أعراض مبكرة للإصابة بسرطان القولون، قبل ظهور أعراض أخرى.
الكشف المبكر عن سرطان القولون، مثل أنواع السرطان الأخرى، يمكن أن يكون ذو أهمية كبيرة من جهة اختيار العلاج للمرض، ومن جهة فرص نجاح العلاج أيضًا. الهدف الفعلي من إجراء فحوصات المسحية هو السعي لاكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة قدر الإمكان، حيث يلعب الزمن دورًا هامًا في فرص الشفاء منها.
إن فحص الدم الخفي في البراز، مترافقا مع فحوصات أخرى كفحص تنظير القولون يساعد في الكشف المبكر عن سرطان الأمعاء الدقيقة، وفي استئصالها إن استدعت الحاجة.
يُنصح بإجراء هذا الفحص مرة في السنة، بدءا من سن خمسين عاما
الفحص سهل وبسيط التنفيذ وما من أعراض جانبية له. ويقوم من يرغب بإجراء الفحص بإجرائه بشكل ذاتي في منزله، بواسطة عدة يحصل عليها من الممرضة في المركز الطبي الذي يتعالج فيه. يتوجب قراءة التعليمات المكتوبة على عبوة العدة بانتباه، والعمل وفق التعليمات من أجل أخذ عينة من البراز (عينة أو أكثر، حسبما هو وارد في التعليمات). ويتوجب إعادة العينة إلى الممرضة بأسرع وقت ممكن بعد إجراء الفحص.
لا يُسمح بتناول بعض الأطعمة قبل الفحص لأنها قد تؤثر على نتائج الفحص، ولذلك من المستحسن عدم تناولها قبل يومين إلى ثلاثة أيام من إجراء الفحص. يجب تجنب تناول لحوم البقر والدجاج والأسماك، وكذلك بعض الخضراوات مثل الطماطم والبنجر والبروكلي النيئ. بالإضافة إلى ذلك، من الأفضل عدم تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C قبل الفحص، مثل الحمضيات والكيوي والفلفل.
إذا كنت تتناول الأدوية بانتظام، فمن المستحسن استشارة طبيب/ة العائلة بشأن القيود على إجراء الفحص بسبب الأدوية التي تتناولها.
بشكل عام، قبل يومين إلى ثلاثة من الفحص، يُفضل تجنب تناول الأدوية التي قد تسبب نزيفًا في الجهاز الهضمي قدر الإمكان، مثل الأسبرين والإيبوبروفين وغيرها. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب/ة المعالج/ة قبل توقف تناول الدواء المنتظم.
يوصى بعدم إجراء الفحص للأشخاص الذين يعانون من البواسير، التشققات في الشرج، أو نزيف مستقيمي لأي سبب، أو أثناء الدورة الشهرية أو نزيف مهبلي آخر، وكذلك للأشخاص الذين يعانون من التهاب الأمعاء التقرحي (الكورون، التهاب القولون التقرحي).
بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب الفحص إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون، وكذلك للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بهذا السرطان أو الذين تبين أنهم مصابون بسلائل القولون. إذا كنت تعاني مؤخرًا من تغيرات في حركة الأمعاء، فقدان غير مقصود للوزن، و/أو آلام في البطن، فيجب عليك الاتصال بطبيب العائلة قبل إجراء الفحص.
في معظم الحالات التي لا يُنصح فيها بإجراء فحص الدم الخفي في البراز، يوصى بإجراء اختبارات أخرى وأكثر شمولاً مثل التنظير المعوي - لذا يجب عليك التوجه للحصول على استشارة منظمة مع طبيب العائلة و/أو طبيب الجهاز الهضمي.
الميزة الأكثر أهمية للفحص هي سهولة إجرائه - فالفحص لا يتطلب تحضيرات خاصة، ويمكن جمع العينات بسهولة وراحة في المنزل. من المهم الالتزام بتوجيهات الفحص وتسليم العينات في أقرب وقت ممكن - كل ذلك من أجل تعزيز فعالية الفحص.
هذا الفحص يسمح بكشف بقايا الدم في البراز، لكنه لا يميز مصدر النزيف. هناك أسباب مختلفة يمكن أن تؤدي إلى وجود كمية صغيرة من الدم في البراز، بما في ذلك القرحة في الجهاز الهضمي (في المعدة أو الأمعاء الدقيقة)، النزيف من الفم، أمراض التهابية في الأمعاء، البواسير، التهاب القولون، والعديد من الأسباب الأخرى. لذلك، وجود الدم الخفي في البراز ليس بالضرورة علامة على إصابتك بسرطان القولون.
ومع ذلك، حتى لو كان مصدر النزيف ينبع من القولون، فإنه قد يكون ناجمًا من السلائل - وهي ألياف غير سرطانية،والتي عادة قد تستغرق عدة سنوات قبل أن تتطور إلى سرطان القولون.
نظرًا لهذه الأسباب، ولأن سرطان القولون يُعتبر واحدًا من أنواع السرطان الأكثر شيوعًا، والذي غالبًا ما يظهر ببقايا الدم في البراز – وفي أية حالة يتم فيها اكتشاف الدم الخفي في الأمعاء يتوجب عليك إجراء فحص التنظير المعوي
من المهم أيضا أن تعرف أن هنالك بعض الحالات التي رغم اكتشاف ورم في الأمعاء، فإنه لا يتم العثور على نزيف في الفحص. ولهذا السبب يوصى بإجراء هذا الفصح مرة واحدة سنويًا، لزيادة فرص "التقاط" الاكتشاف في الوقت المناسب.
نظرًا لقيود الفحص، لا يُنصح عادةً بإجراءه لأولئك الذين هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون، والذين يُنصحون عادةً بإجراء تنظير المعوي.
ي إطار هذا الفحص يتم النظر بشكل مباشر إلى الأمعاء، من قبل طبيب مختص. يجري هذا الفحص بهدف التأكد من نتائج فحص تقصي الدم الخفي في البراز إن كانت نتائج التقصي إيجابية. ويتيح فحص التنظير المعوي إجراء فحص الخزعة (إن وجدت) واستئصال السليلة إن استدعى الأمر.
يعد هذا الفحص أكثر دقة من فحص الدم الخفي في البراز، لكن تنفيذه أكثر تعقيدًا ويتطلب بعض التحضير ويُشعر العديد من الأشخاص بعدم الراحة. لذلك، في الحالات التي لا تكون فيها هناك مخاطر متزايدة لسرطان القولون من الشائع إجراء فحص الدم الخفي في البراز مرة واحدة سنويًا، ابتداءً من سن الـ 50.