عليك أن تعترفي: كم مرة دخلت إلى غرفة منذ أن اكتشفت أنك حامل ولم تتذكري السبب؟ أو أنك لم تتمكني من العثور على مفاتيحك (التي تضعينها في مكان ثابت كل يوم لمدة 3 سنوات...)؟ هل حصل لك وأن فتحت الثلاجة لتجدي النظارات الشمسية هناك؟ لا تقلقي، هذا يحصل للجميع. إن حمق الحمل، أو غباء الحمل هي ظاهرة حقيقية وفعلية ومن النادر أن تجدي نساء لا يعانين منه بدرجة أو بأخرى (لا تقلقي، فمن تمكنت من النجاة من الحمل دون المعاناة منه، من المحتمل أن تعاني من المتلازمات التالية - غباء الولادة وغباء الرضاعة).
كيف يبدو الأمر؟
تفيد النساء أن حق الحمل يشبه إلى حد ما العيش في الضباب. فكل ما لا يرتبط مباشرة بالحمل يصبح أكثر ضبابية، وليس في صلب الاهتمام. تعاني العديد من النساء من النسيان وفرط الحساسية وعدم القدرة على التركيز على المهام. وقد يكتشفن أنهن لا يستطعن تهجئة كلمات بسيطة، وينسين أسماء الأشياء المعتادة المختلفة، وتكون جملهم مشوهة وغير متسلسلة وغير مفهومة. أنهن ينسين الاجتماعات، ولا يتذكرن شراء الحليب (على الرغم من ذهابهن إلى الدكان خصيصا لهذا الغرض !)، وينسين إطفاء الفرن ولا يمكنهن العثور على ممتلكاتهن. في الواقع، ما تقوله النساء بصورة عامة أثناء الحمل هو "كنت ذكية، لا أعرف ماذا حدث لي، لكنني لم أعد كذلك بعد الآن..."
ما الذي يتسبب في الأمر؟
هناك عدة تقديرات، ويبدو أن اندماجها جميعا هو الدافع الأساسي لحمق الحمل.
- التوتر والقلق يؤثران على القدرة المعرفية. لأن النساء الحوامل يكنّ بصورة أو أخرى متوترات، بين الفحوصات المختلفة والأعراض المختلفة، وهذه الظاهرة ملحوظة بشكل خاص أثناء الحمل.
- قلة النوم التي تعطل العمليات المعرفية ويدمر الذاكرة والقدرة على فهم ومعالجة المعلومات. بين الاستيقاظ للذهاب إلى الحمام 3 مرات في الليلة وقلة النوم من شدة الإثارة، بين الانزعاج أثناء النوم وحرقة المعدة - لا شك أن نومك لم يعد بنفس الجودة التي كان عليها من قبل (ونحن لا زلنا في بداية الطريق ). النوم ليس مستمرا وليس عميقا والنتيجة: حمق الحمل.
- احتياج دماغك للطاقة الكثيرة لكي يؤدي مهامه على النحو الأمثل، لكن جسدك منهك وتعبان. ولا تملكين مخزونا من الطاقة، ويبقى دماغك منشغلا باستغلال القليل المتوفر من الطاقة وتحويلها نحو الجنين.
- في هذه الحالة أيضا، يمكن اتهام الهرمونات. تؤثر مستويات هرمون البروجسترون والأستروجين المتدفقة في الجسم أثناء الحمل على الخلايا العصبية المختلفة في الدماغ ووظيفتها.
- استغراق الجسم بأكمله في الجنين، بحيث تصبح أمور أخرى أقل أهمية مثل استلام البريد أو الاتصال بفني الكهرباء أمورا هامشية.
- تغير تفضيلاتك. يتغير سلم أولوياتك تماما عما كان عليه قبل شهور، والعرض الذي تحضرينه لمديرك في العمل يحتل مكانة ثانوية مقارنة بالانشغال بدرجات اللون الوردي التي تريدين طلاء غرفة الطفل بها.
- الدماغ يعمل خلال الحمل بصورة مختلفة. خلال فترة الحمل، هناك زيادة في نشاط الدماغ المتعلق بالعواطف، وهي أنشطة ضرورية للسماح بتعلقك بالطفل.
ما الذي يمكن القيام به في هذا الشأن؟
- عليك أولا أن تتنفسي تنفسا عميقا وأن تهدئي، فالتوتر لن يفعل شيئا إلا زيادة الحال سوءا.
- ننصحك بالبدء في كتابة كل شيء. عليك بكل بساطة أن تحضري قوائم، وأن تستخدمي دفتر اليوميات، وان تعلقي قصاصات الورق الكبيرة والبارزة في أرجاء المنزل.
- هذا هو وقت توزيع المهام والصلاحيات. بصورة عامة، كل ما هو ليس ضروريا، ولا تريدين القيام به، فلا تقومي به. أما ما هو ضروري، فعليك نقل المسؤولية عنه إلى أشخاص آخرين.
- (حاولي) النوم أكثر، حاولي خصوصا الوصول إلى النوم العميق والجيد من أجل محاولة إنعاش النشاط الدماغي.
- تناولي الأطعمة الغنية بالكولين. هذا المعدن هو حجر الزاوية في مادة الأسيتيل الكلور الكيميائية، وإحدى وظائفها هي خلق الذكريات. تشمل الأطعمة الغنية بالكولين البيض، والأسماك، ولحم البقر، والدجاج، والديك الرومي، والحليب، والشوكولاتة (باعتدال مع الشوكولاتة، من فضلك!)، والأطعمة الغنية بالأوميجا 3، التي تساهم في وظائف المخ الصحية.
- لا تقلقي واضحكي على ما يحصل. هذا يحصل للجميع، وهذا هو الواقع. أرخي العنان لنفسك واسترخي، انسي، استمتعي من الأمر، فلديك على الأقل عذر جيد.
من المهم الانتباه
تأكد من أنك لا تنسين الأمور الأساسية مثل ربط الطفل في مقعد الأمان وعنوانك وأسماء الأشخاص من حولك. إذا كان الأمر على هذا النحو - فمن المستحسن الاتصال بالطبيب والخضوع للفحص في أسرع وقت ممكن. أما بالنسبة لجميع الأشياء الأخرى التي لا تتذكرينها، فعليك أن تشعري بالارتياح لأن الوضع طبيعي تمامًا. وهذه الأمور هي أيضًا مؤقتة. نسبيا. وعلى أي حال، وبعد الولادة، وعودة الأطفال للنوم الكامل (وقبل أن يصلوا لمرحلة يسهرون فيها فيحرمونك من النوم)، فإن الدماغ يعود إلى كامل وظائفه.