في حالات الحمل المتعاقبة، غالبًا ما يحدث نقص في الحديد مما قد يؤثر على تطور الجنين.
التعريف الطبي للحمل المتعاقب هو فترة تقل عن 18 شهرًا بين نهاية حمل وبداية حمل جديد. من المخاطر الشائعة في حالات الحمل المتعاقب هي الولادة المبكرة، إنجاب طفل بوزن منخفض، والولادات المبكرة والإجهاض. لذلك، يجب على النساء الحوامل، وخاصة النساء اللاتي يعانين من حالات حمل متعاقبة، أن ينتبهن للتغذية السليمة الغنية بالفيتامينات (حمض الفوليك، B12 وغيرها)، المعادن (الحديد، اليود وغيرها) والأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3.
خلال الحمل، تمر كمية كبيرة من الحديد عبر المشيمة إلى الجنين. بالإضافة إلى ذلك، يزيد حجم الدم لدى الأم نتيجة للنمو وزيادة الوزن، مما يؤدي إلى الحاجة للحديد. علاوة على ذلك، تفقد الأم كميات كبيرة من الدم أثناء الولادة، مما يزيد من نقص الحديد حتى بعد الولادة. تبقى مستويات الحديد لدى الأم منخفضة حتى بعد أشهر من الولادة حتى تعود إلى المستوى الطبيعي. الرضاعة، التي تعتبر مهمة للطفل، هي أيضًا أحد الأسباب لفقدان العناصر الغذائية الأساسية للأم، بما في ذلك الحديد، مما يزيد من النقص بالطبع. عند الدخول في حمل آخر بعد الولادة مباشرة، يزيد النقص والمخاطر المرتبطة به بشكل كبير.
من أجل منع نقص الحديد أثناء الحمل، يُطلب من العديد من النساء تناول مكملات الحديد. يهدف تناول المكملات إلى زيادة الهيموجلوبين وتحسين قدرة نقل الأكسجين، وزيادة حجم الدم بشكل طبيعي، والحفاظ على مخازن الحديد (الفيريتين والترانسفيرين). غالبًا ما يُوصى بتناول المكملات حتى للنساء اللاتي لديهن مستويات هيموجلوبين وحديد طبيعية تمامًا لمنع النقص في المستقبل.
في حالات الحمل المتعاقبة، غالبًا ما يبدأ الحمل بمستويات حديد منخفضة.
في هذه الحالة، قد لا يكون تناول مكملات الحديد كافيًا لمنع النقص المستقبلي. في معظم الحالات، يكون المكمل يحتوي على كمية كبيرة نسبيًا من الحديد لتعويض النقص. قد يتسبب مكمل الحديد في بعض الأحيان في حدوث إمساك، مما يؤدي إلى توقف العديد من النساء عن تناوله. من المهم إبلاغ الطبيب في هذه الحالة، والبحث عن مكمل حديد يتم امتصاصه بشكل أفضل ولا يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي (يمكن العثور حاليًا على مكمل يسمى سباتون يلبي هذه المتطلبات). يجب الانتباه إلى أن مكملات "حديد GENTLE"، التي تخفف من الإمساك، تحتوي على كمية صغيرة نسبيًا من الحديد، ولذلك قد يكون من الضروري تناول أكثر من حبة واحدة في اليوم لتعويض النقص وتلبية الحاجة.
إذا كان الحمل المتعاقب مخططًا مسبقًا، يجب بالطبع إبلاغ الطبيب والتأكد من أن الدخول في الحمل الأول يكون بمستويات حديد طبيعية. يجب الحفاظ على مستويات طبيعية طوال فترة الحمل وإذا لزم الأمر، الاستمرار في تناول مكملات الحديد حتى بعد الولادة لملء مخازن الحديد للحمل التالي.
إذا لم يكن الحمل الإضافي مخططًا، يجب التأكد من خلال فحوصات الدم أن مستويات الحديد طبيعية، وإذا لزم الأمر، تناول مكمل في أقرب وقت ممكن لتجنب المضاعفات غير الضرورية.