تُعرف هذه الحالة من القيء الشديد أثناء الحمل بالقيء الحملي المفرط، يجب التوجه للطبيب/ة لطلب المساعدة
تعاني معظم النساء من نوع من الغثيان و/أو القيء خلال فترة الحمل. وعلى الرغم من تسمية "غثيان الصباح"، يمكن أن يحدث الغثيان في أي وقت من اليوم. تكون هذه الظاهرة شائعة بشكل خاص خلال الثلث الأول من الحمل، وتميل إلى التحسن أو التوقف تمامًا حوالي الأسبوعين 16-20 من الحمل. على الرغم من الشعور بعدم الراحة والوضع العام السيء، فإن الغثيان لدى معظم النساء لا يكون ضارًا ولا يؤثر على النشاط اليومي.
ولكن، هناك بعض النساء اللواتي يعانين من غثيان شديد وقيء متكرر، عدة مرات في اليوم. يجدن صعوبة في الشرب أو الأكل دون الشعور بالغثيان أو دون القيء، ويؤثر القيء على أدائهن اليومي. تُعرف هذه الحالة من القيء الشديد أثناء الحمل بالقيء الحملي المفرط. إنها حالة معقدة، وأحيانًا تتطلب دخول المستشفى، وتؤثر على 1-3 من كل 100 امرأة حامل. على عكس غثيان الصباح، لا يتحسن القيء الحملي المفرط (HG) بالضرورة في نهاية الثلث الأول من الحمل، وتعاني حوالي نصف النساء الحوامل منه طوال فترة الحمل. تظهر الأعراض غالبًا في مراحل مبكرة جدًا من الحمل.
حتى الآن، لا نعرف بالضبط ما الذي يسبب القيء الحملي المفرط، ولماذا تعاني بعض النساء منه بينما لا تعاني أخريات. يبدو أن هناك علاقة بالهرمونات التي تنتجها المشيمة خلال الحمل.
تشمل العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالقيء الحملي المفرط:
في العادة، تكون الفحوصات البدنية البسيطة كافية لتشخيص القيء الحملي المفرط. قد تحتاجين إلى إجراء فحوصات إضافية مثل فحوصات الدم والبول للتأكد من عدم إصابتك بالجفاف ولإقصاء الأمراض المعوية التي قد تسبب الغثيان.
تشمل العلاجات الطبيعية الفيتامينات أو أقراص الزنجبيل (جنجر) ضد الغثيان.
توجد أدوية مختلفة آمنة للاستخدام أثناء الحمل تساعد في تخفيف الأعراض. تشمل الأدوية مضادات الغثيان، الفيتامينات، والستيرويدات، أو مزيج منها. في بعض الأحيان، يتم اللجوء إلى التجربة والخطأ للعثور على الدواء الأنسب لك. يتم إعطاء بعض الأدوية عبر الحقن الوريدي أو بواسطة الشرج.
بالإضافة الى ذلك، حاولي تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر وأطعمة جافة مثل البسكويت المملح. حاولي شرب السوائل لتجنب الجفاف.
إذا لم يتوقف الغثيان والقيء، ولم تتمكني من الأكل أو الشرب، اتصلي فورًا للحصول على استشارة طبية. قد تحتاجين إلى الحقن بالسوائل أو الأدوية لتخفيف الأعراض.
قد يجعلك القيء الحملي المفرط الشعور بالمرض الشديد، لكن إذا تلقيت العلاج المناسب، فإن احتمال تأثيره على جنينك ضئيل. إذا عانيت من فقدان كبير في الوزن أثناء الحمل، فقد يولد طفلك بوزن أقل من المتوقع.
يمكن أن يؤثر القيء، التعب والشعور الدائم بالمرض على صحتك الجسدية والنفسية. بدون علاج مناسب، يمكن أن يؤدي القيء الحملي المفرط إلى الاكتئاب وحتى إلى تمزقات في المريء. قد يؤثر الغثيان الشديد على حياتك اليومية، عملك وحياتك الخاصة. احرصي على طلب المساعدة الطبية والدعم النفسي.
هناك احتمال أن تعاني من القيء الحملي المفرط في الحمل القادم أيضًا. لحسن الحظ، أنت تعرفين الآن ما الذي يمكن أن يساعد وما الذي يجب تجنبه. يُنصح بالاستعداد مسبقًا بمساعدة لرعاية الطفل/الأطفال في المنزل.
يمكن أن يؤدي القيء الحملي المفرط إلى الجفاف ويضعك في خطر متزايد لتكوين جلطات دموية. هذه حالة نادرة جدًا.