سكري الحمل - ما هو؟ ما أسبابه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟

يتمّ تشخيص سكري الحمل لدى 4-10% من النساء الحوامل. قد يؤثّر هذا النوع من السكري على صحّة الجنين والأم، لذا يُعدّ التشخيص المبكر واتّخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم أمرًا بالغ الأهمية.

وفقًا للبيانات، بين 4-10% من النساء الحوامل قد يعانين من سكري الحمل، والذي ينقسم إلى نوعين:

  • سكري الحمل – وهو السكري الذي يتم تشخيصه لأول مرة أثناء الحمل.
  • سكري ما قبل الحمل – وهو السكري الذي كان موجودًا لدى المرأة قبل حدوث الحمل.

ما أهمية علاج سكري الحمل؟

  • يزيد خطر حدوث مضاعفات للأم والجنين أثناء الحمل.
  • يرتفع معدل المضاعفات أثناء الولادة وبعدها.
  • نحو 50% من النساء المصابات بسكري الحمل قد يُصبن بالسكري لاحقًا في حياتهن

كيف يتم تشخيص سكري الحمل؟

يتم تشخيص سكري الحمل من خلال فحص مسحي شامل لجميع النساء الحوامل بين الأسبوعين 24-28 من الحمل، عبر اختبار تحمّل الجلوكوز بجرعة 50 غرامًا من الجلوكوز.

إذا كانت نتيجة الفحص بعد ساعة واحدة أعلى من 140 ملغ/ديسيلتر، يتم إجراء اختبار تشخيصي يشمل تناول 100 غرام من الجلوكوز وأخذ ثلاث عينات دم بفاصل ساعة واحدة بين كل منها: على الريق، بعد ساعة من شرب الجلوكوز، بعد ساعتين، بعد ثلاث ساعات.

القيم الطبيعية للفحص:
على الريق: حتى 95 ملغ/ديسيلتر
بعد ساعة: حتى 180 ملغ/ديسيلتر
بعد ساعتين: حتى 155 ملغ/ديسيلتر
بعد ثلاث ساعات: حتى 140 ملغ/ديسيلتر

إذا ظهرت قيم غير طبيعية في اختبارين على الأقل، يتم تشخيص المرأة على أنها مصابة بسكري الحمل. أما في حال وجود قيمة واحدة غير طبيعية، فقد يكون هناك حاجة إلى متابعة إضافية لاستبعاد الإصابة.

فحص تحميل 50 غرام (GCT)

لا حاجة للصيام قبل الخضوع لهذا الفحص، وينصح بتناول وجبة إفطار عادية قبل الوصول للعيادة.
نصيحتنا: تجنبي تناول الطعام الذي يرفع مستويات السكر في الدم بسرعة، مثل عصائر الفواكه، والحبوب المحلاه، والخبز الأبيض وما إلى ذلك.
فحص السكر 50 غراما يعد هذا فحصا مسحيا فقط، ونتائجه قد تشير إلى الإصابة بسكري الحمل، لكنها لا تشخّص هذه الإصابة.
خلال هذا الفحص يطلب إليك شرب سائل يحتوي على 50 غراما من الغلوكوز المخلوط بالماء والانتظار. وبعد مرور ساعة سيتم قياس نسبة الغلوكوز في الدم. حين تكون نسبة الغلوكوز 140 ملغرام أو أكثر، يتم تحويلك إلى فحص تحميل 100 غرام سكر، وهو فحص تشخيصي. هناك أطباء يتعاملون منذ الحصول على نسبة 130 ملغرام بوصفها نتيجة مثيرة للشك بوجود سكري الحمل، وقد يحولونك إلى فحص تحميل 100 غرام.

إذا كانت نتيجة الفحص أكثر من 200 غرام، فإن المرأة ستُشخّص بسكر الحمل دون الحاجة إلى فحص 100 غرام.

فحص تحميل 100 غرام سكر (OGTT)

يتم إجراء هذا الفحص عندما تكون نتيجة فحص تحميل 50 غرام من السكر هي 140 ( أو 130) فما فوق.
يجب الحضور للعيادة بعد صيام 8 ساعات، شرب الماء مسموح.
في البداية يتم قياس منسوب السكر في الدم أثناء الصوم، وبعدها يطلب إليك شرب خليط من الماء مع 100 غرام من الغلوكوز.
بعد ذلك يطلب إليك الانتظار في العيادة / المختبر لمدة 3 ساعات، حيث يتم في كل ساعة (بعد 60 دقيقة، ثم 120، ثم 180، من شرب سائل الغلوكوز) فحص نسبة السكر في الدم.
نصيحة: قومي بإحضار شاحن، سماعات، وكتاب لقضاء الوقت. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن إحضار شيء صغير لتناوله بعد نهاية الصيام وفحوصات الدم.
انتبهي، هناك نساء يمكن أن يشعرن بالدوار أو الغثيان بعد الفحص. في حالة حدوث ذلك، من المهم ألا تعودي للمنزل بمفردك.

النتائج الطبيعية

  • حتى 95 ملغ في الصوم
  • حتى 180 ملغ بعد ساعة
  • حتى 155 ملغ بعد ساعتين
  • حتى 140 ملغ بعد 3 ساعات

في حالة الحصول على نتائج غير طبيعية في فحص تحميل السكر، يتم تشخيصك بالإصابة ب "سكري الحمل".
عند استلام نتائج الفحص، يجب على المرأة التوجه إلى الطبيب للتوجيه والتعليمات.

إحالة مباشرة لفحص تحميل السكر بجرعة 100 غرام

في بعض الحالات، يتم تحويل المرأة مباشرة إلى فحص تحميل السكر بمقدار 100 غرام، أو قد تُحوَّل على الرغم من النتائج الطبيعية في فحص السكر بمقدار 50 غرام، ومن بين هذه الحالات:

  • سكر الحمل خلال الحمل أو في حمل سابق.
  • ولادة طفل يزن أكثر من 4 كغ.
  • الاستسقاء السلوي (Polyhydramnios)‏
  • زيادة وزن كبيرة.
  • ارتفاع مستويات السكر في اختبارات السكر العادية خلال فترة الحمل.

تشخيص "سكري الحمل" – ماذا بعد؟

عند ظهور نتائج غير طبيعية في اختبار تحمّل السكري، يتم تشخيص المرأة بـ"سكري الحمل"، وتحال إلى عيادة الحمل عالي الخطورة لمتابعة حالتها وضمان الحفاظ على صحتها وصحة الجنين خلال فترة الحمل، وأثناء الولادة، وما بعدها.

خلال الزيارة الأولى، وبعد إرشادات الممرضة، تحصل المرأة على إحالة لمراقبة مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى خطة غذائية مخصصة من قبل أخصائية تغذية متخصصة. الهدف من هذه الخطوة هو تزويد المرأة بتعليمات واضحة حول كيفية المتابعة وإدارة حالتها حتى موعد الفحص التالي.

خلال الفحوصات الدورية في العيادة، يتم قياس مستويات السكر في الدم، وفحص البروتين في البول، ومراقبة ضغط الدم، بالإضافة إلى تقديم إرشادات مستمرة وفقًا للحالة الصحية للمرأة، ونتائج قياسات السكر، وسجل التغذية الخاص بها. بناءً على استقرار مستويات السكر، يقرر الطبيب ما إذا كان هناك حاجة إلى العلاج الدوائي، مثل الأنسولين، إلى جانب تبني نمط حياة صحي.

تُحدد وتيرة اللقاءات مع أفراد الطاقم الطبي (أخصائية التغذية، الطبيب، الممرضة، والأخصائية الاجتماعية) وفقًا لمستوى توازن السكر، والمشكلات الصحية المصاحبة، والاحتياجات الفردية لكل حالة.

الاستعداد للولادة

غالبًا ما يُنصح بتحديد موعد الولادة بين الأسبوعين 38 و39 من الحمل، وذلك لتجنب ولادة طفل بوزن زائد.
إذا كان مستوى السكر متوازنًا بشكل جيد، فمن المتوقع أن يكون مسار الحمل طبيعيًا ولا يختلف كثيرًا عن الحمل العادي.

تعود معظم النساء إلى مستويات السكر الطبيعية بعد الولادة، لكن من المهم الاستمرار في اتباع نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والمتابعة الدورية مع الطاقم الطبي لضمان الحفاظ على الصحة على المدى الطويل.

نظن أنك قد تكون مهتم