آلام أسفل الظهر

آلام أسفل الظهر، Low Back Pain، تُعتبر السبب الرئيسي للإعاقات في العالم. إنها واحدة من أكثر الظواهر شيوعًا بين السكان، حيث يعاني تقريبًا كل شخص من نوبة واحدة على الأقل من آلام أسفل الظهر خلال حياته.

آلام الظهر قد تظهر في أي سن، لدى الرجال والنساء، ويمكن أن تتراوح تأثيراتها من انزعاج خفيف إلى حالة مزمنة تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. تُعتبر آلام أسفل الظهر من الظواهر الشائعة وغالبًا ما تختفي تلقائيًا خلال أيام أو أسابيع قليلة. ومع ذلك، قد تتطور الحالة في بعض الأحيان إلى آلام مزمنة تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، مما يؤثر سلبًا على حياة المصابين من خلال تقييد حركتهم وصعوبة أداء الأنشطة اليومية مثل المشي، رفع الأشياء أو الجلوس لفترات طويلة.

ما الذي يسبب آلام أسفل الظهر؟

حوالي 90% من الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر لم يتم العثور على سبب محدد. بمعنى آخر، لا يكون الألم ناتجًا عن انزلاق غضروفي، كسر، ورم أو التهاب. تشمل الأسباب الشائعة، الإجهاد البدني المفرط، ضعف عضلات الظهر والبطن وعضلات الجسم الأساسية، بالإضافة إلى الضغوطات البدنية والنفسية.
غالبًا ما يكون التشخيص سريريًا، أي يتم من خلال فحص طبيب/ة أو معالج/ة فيزيائي/ة، حيث أن العديد من آلام أسفل الظهر غير المحددة لا تُظهر أي نتائج واضحة في الأشعة مثل الأشعة السينية، MRI أو CT.
من ناحية أخرى، آلام أسفل الظهر المحددة تحدث نتيجة تلف مباشر للعمود الفقري أو الأنسجة المحيطة به، مثل انزلاق غضروفي، بروز غضروفي، عدوى أو ورم.

متى يجب التوجه لطلب المساعدة؟

يشفى معظم الأشخاص من آلام أسفل الظهر بأنفسهم في فترة قصيرة، بدون علاج أو من خلال علاج بسيط. لكن هناك حالات تتطلب استشارة طبية، مثل:

  • بعد 2-3 أسابيع من العلاج الذاتي أو الراحة، لا يطرأ خلالها أي تحسن على الألم أو يزداد الألم سوءًا، أو يحد الألم من ممارسة الأنشطة اليومية.
  • استمرار الألم لمدة 6 أسابيع، حتى لو لم يؤثر على الأنشطة اليومية.

ما الأعراض التي تتطلب استشارة طبية؟

غالبًا ما تكون آلام أسفل الظهر غير خطيرة ويمكن علاجها بشكل ذاتي أو عن طريق تدخل بسيط. لكن هناك أعراض تستدعي استشارة طبية مثل، حدوث مشاكل مفاجئة في التحكم في المثانة (على سبيل المثال، صعوبة في التبول)،الخلل الجنسي (على سبيل المثال، فقدان الإحساس أثناء الجماع)، ضعف أو فقدان الإحساس في الساقين، الانزعاج الجسدي الذي يصاحب آلام الظهر أو إذا كان هناك تاريخ طبي للإصابة بالسرطان.

العلاج الفيزيائي

العلاج الفيزيائي يمكن أن يوفر خطة علاج شخصية بناءً على نتائج الفحص السريري وأهداف العلاج. قد تتضمن خطة العلاج مجموعة واسعة من خيارات العلاج، بما في ذلك:

إدارة الألم للمساعدة في الاستمرار بالأنشطة اليومية.

نصائح لنمط حياة صحي مثل النشاط البدني لتخفيف آلام أسفل الظهر وإدارة التوتر، وتحسين جودة النوم.

تعليمات حول بيئة العمل الصحيحة (ضبط بيئة المنزل والعمل، والوضعيات والحركات الصحيحة وغير الصحيحة، والأحذية المناسبة، وما إلى ذلك).

تمارين لتحسين القوة والمرونة، مع التركيز على تقوية عضلات الجسم الأساسية والظهر.

تقنيات علاجية تشمل العلاج اليدوي، العلاج الكهربائي، والعلاج بالحرارة أو البرودة والتمدد، وما إلى ذلك.

النشاط البدني

تُعتبر إحدى الطرق الفعالة للوقاية وتقليل آلام أسفل الظهر هي دمج النشاط البدني في الروتين اليومي. تقوية عضلات الجذع والظهر والأطراف تساهم في الحفاظ على الوضعية السليمة وتمنع الضغط الزائد على العمود الفقري. من المهم تنفيذ تمارين تقوية ومرونة لجميع أجزاء الجسم، وجعل هذه التمارين جزءًا منتظمًا من الحياة اليومية. تشمل هذه التمارين:
نشاط هوائي خفيف مثل المشي أو السباحة.
تمارين القوة التي تعزز عضلات البطن والظهر.
تمارين الإطالة التي تساعد على مرونة العضلات والحفاظ على نطاق الحركة الطبيعي.
تساهم هذه الأنشطة في تحسين القوة والمرونة، مما يقلل من مخاطر آلام الظهر.

تغيير الوضعيات

يوصى بالحرص على تغيير الوضعيات خلال اليوم. البقاء لفترات طويلة في نفس الوضعية يمكن أن يسبب ضغطًا زائدًا على العضلات والمفاصل، لذلك من المهم تنويع الأوضاع والبحث عن وضعيات يمكن أن تخفف الضغط عن العمود الفقري. تساعد التغييرات المتكررة في الوضعية في الوقاية من الآلام وتعزز تدفق الدم بشكل سليم. من خلال اتباع هذه النصيحة، يمكن تحسين الراحة العامة وتقليل المخاطر المرتبطة بآلام الظهر.

نمط حياة صحي

يوجد ارتباط وثيق بين الصحة النفسية وآلام الظهر، حيث يمكن أن يؤدي الضغط والتوتر والقلق إلى تفاقم آلام الظهر وزيادة الأعراض. الاهتمام بالصحة النفسية يتطلب تخصيص وقت للراحة والاسترخاء كجزء من الروتين اليومي. يمكن أن تساهم التقنيات مثل التنفس الصحيح، اليوغا، والتأمل بشكل كبير في إدارة التوتر وتحسين جودة النوم، مما يساعد في تخفيف آلام الظهر الناتجة عن الضغوط اليومية. تساعد التنفس العميق وممارسات الاسترخاء في تهدئة الجهاز العصبي وبالتالي تقليل الآلام الجسدية.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم الحصول على نوم كافٍ، حيث يمكن أن يؤدي نقص النوم إلى تفاقم الألم ويؤثر سلبًا على القدرة على التعامل مع حالات صحية أخرى. جودة النوم تؤثر على أداء الجسم خلال اليوم، لذا يجب خلق ظروف مثالية لنوم صحي ومريح.
كما أن الحفاظ على وزن جسم صحي يعد جزءًا أساسيًا من الوقاية من آلام الظهر. الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري، مما يزيد من خطر الإصابة بآلام مزمنة. إدارة نمط حياة صحي يشمل نظام غذائي متوازن والحفاظ على وزن صحي سيساعد في تقليل الألم وتحسين جودة الحياة.

الحصول على خدمات العلاج الفيزيائي في لئوميت

  1. الحصول على تحويلة من الطبيب/ة (يفضل التحويل من طبيب مختص، وفي بعض الحالات تكون التحويلة من طبيب/ة العائلة كافية).
  2. قم بتحديد موعد عبر موقع لئوميت، التطبيق أو في مركز خدمة الزبائن عبر الاتصال على *507.
  3. إصدار الالتزامات من خلال مندوب الخدمة في المركز الطبي بشكل مستقل من خلال التطبيق أو الموقع الإلكتروني أو من قبل أخصائي العلاج الفيزيائي خلال اللقاء الأول.
  4. اختيار المعالج ومكان العلاج - يتم إجراء بعض العلاجات في عيادات خاصة تقع داخل المراكز الطبية التابعة للصندوق، البعض الآخر من العلاجات يُجرى في عيادات خارجية يديرها مقدمو خدمات متعاقدون مع الصندوق، في حالات خاصة، تقدم العلاجات أيضا في إطار التأهيل اليومي والعلاجات المخصصة في عيادات المستشفيات.
  5. سيتم تحديد عدد العلاجات حسب الحاجة الطبية. يمكنك الحصول على علاجات إضافية من خلال لئوميت الفضية والذهبية.

أسئلة وأجوبة حول آلام الظهر

بعد الإصابة، قد يساعد تقليل بعض الأنشطة في تخفيف الألم. ومع ذلك، تعتبر ممارسة النشاط البدني المعتدل والعودة التدريجية إلى الأنشطة اليومية مهمة للشفاء.

كمية النشاط البدني لها تأثير أكبر من نوع النشاط نفسه. يُوصى بممارسة الحد الأدنى من 30 دقيقة من النشاط البدني يوميًا، معظم أيام الأسبوع.

العضلات التي تبقى في حالة راحة دائمة تضعف وتفقد قوتها. العمود الفقري يكون قويًا عندما تعمل العضلات الداعمة له وتقوى. عندما تكون العضلات ضعيفة، يتحمل العمود الفقري المزيد من الضغط. النشاط البدني المعتدل لا يسبب ضررًا، بل يقلل من خطر الإصابات الأكثر خطورة.

نوع النشاط البدني الموصى به هو الذي يجعلك تشعر بالراحة والسعادة. كلما استمتعت أكثر بالنشاط، زادت احتمالات استمراريتك فيه، وتحسين أدائك، وزيادة قوتك. يمكن أن تكون الأنشطة مثل المشي، الجري، ركوب الدراجة، السباحة، تمارين المقاومة، الأنشطة الهوائية، الألعاب الرياضية، بالإضافة إلى تمارين البيلاتس واليوغا جميعها مفيدة وتساهم في تخفيف آلام الظهر. من المهم أن تعرف أن ممارسة تمارين محددة لتقوية عضلات الجذع ليست بالضرورة أكثر فائدة من أنواع النشاط البدني الأخرى. لذا، اختر ببساطة النشاط الذي تستمتع به!

 لا توجد وضعية مثالية واحدة. من الجيد تغيير الوضعيات خلال اليوم. يجب أن تكون الأوضاع المختلفة مريحة ومهدئة.

آلام أسفل الظهر لا تنتج عن ضعف عضلات الجذع. تشير الدراسات أنه لا يوجد فائدة من ممارسة تمارين مركزة لتقوية عضلات الجذع مقارنةً بممارسة التمارين العامة مثل المشي، لتخفيف الألم والإعاقة.

العمليات الجراحية والحقن نادرًا ما تكون علاجًا فعالًا. يُوصى بممارسة النشاط البدني المنتظم واستخدام تقنيات الإدارة الذاتية، وقد أُثبتت فعاليتها بنفس القدر مع مخاطر أقل.

الألم لا يشير بالضرورة إلى مدى الضرر أو الإصابة. يشعر الأشخاص المختلفون بمستويات ألم متفاوتة. فقط في حالات نادرة جدًا تدل آلام الظهر على حالة تهدد الحياة. معظم الأشخاص يتعافون بشكل جيد من آلام الظهر.

نادرًا ما تشير الفحوصات إلى سبب آلام الظهر. إن النتائج التي تظهر مثل البروز، التغيرات التنكسية، والتهابات المفاصل شائعة وتظهر أيضًا لدى أشخاص لا يعانون من الألم، خاصة مع تقدم العمر.

 مسكنات الألم تخفف من الألم، لكنها لا تعالج مشكلة الظهر. من المهم تناولها بالإضافة إلى علاجات أخرى مثل النشاط البدني والعلاج الطبيعي وغيرها.

التقدم في العمر بحد ذاته ليس سببًا لظهور آلام الظهر. توجد أسباب متنوعة لألم الظهر، بما في ذلك فقدان القوة في العضلات، لذا من المهم تقويتها.

الآباء الذين لديهم أطفال صغار وأطفال ذوي احتياجات خاصة

إن رعاية الأطفال، خصوصاً الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الإعاقات الجسدية، تزيد من خطر تعرض الآباء ووالمعالجين لآلام أسفل الظهر. فالرفع والتعامل المتكرر مع الطفل/ة، والحاجة لتقديم المساعدة البدنية خلال الانتقالات اليومية، والتنقل، والأنشطة اليومية، تخلق ضغطاً مستمراً على عضلات الظهر والهيكل العظمي. وتساهم هذه العوامل، بالإضافة إلى التوتر النفسي، والإرهاق، والضغط، والقلق، في تفاقم الآلام وتأثيرها على الحالة العامة للمربين/المعالجين.

إن استخدام تقنيات الحمل والرفع الصحيحة قد يقلل من آلام الظهر بل ويمنعها:

  • شارك الطفل في النشاط: حاول قدر الإمكان إشراك الطفل/ة في العملية.
  • حافظ على القرب: تأكد من أن الحركة تتم مع الحفاظ على القرب من جسد المعالجين.
  • تأكد من الرفع بشكل صحيح: احرص على الرفع من الركبتين مع الحفاظ على استقامة الظهر، بدلاً من الانحناء.
  • تفعيل عضلات الجذع: خلال الحمل، من المهم تفعيل عضلات الجذع، فهي تلعب دورًا أساسيًا في استقرار الجسم، واستخدم قوة عضلات الساقين بدلاً من تحميل عضلات الظهر.

التعديلات الأرغونومية لتحسين الأداء

بالإضافة إلى تقنيات الحمل الصحيحة، هناك بعض التعديلات الإرجونومية التي يمكن أن تحسن البيئة الفيزيائية للمعالجين وتقلل من الضغط على الظهر:

  • أولاً، يُوصى بتخطيط الأنشطة الانتقالية مسبقًا، من المهم معرفة من أين تبدأ وإلى أين تذهب، مما يقلل من احتمالية الحركات غير الضرورية أو الإجهاد الزائد.
  • من المهم تكييف الأثاث والمعدات مع ارتفاع واحتياجات المعالجين، مما يساعد على الحفاظ على وضعية صحيحة أثناء العمل.
  • بالإضافة إلى ذلك، يوصى بالتأكد من أن البيئة الفيزيائية مرتبة بحيث تسمح بالمرور الآمن والسهل، واستخدم أدوات مساعدة مصممة لتنفيذ الانتقال بشكل أكثر كفاءة وصحة للظهر.

نظن أنك قد تكون مهتم