الكثير من الأبحاث الطبية تشير نسب صادمة حول أوجاع الظهر بين الأطفال في سن المدرسة.
نسبة الأطفال الذين يشتكون من أوجاع الظهر ترتفع باضطراد مع ارتفاع السن، فما يزيد عن 70% من الفتية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 - 17 عاما قد اشتكوا على الأقل من حادثة واحدة شعروا فيها بأوجاع الظهر. وقد جرى فحص عوامل كثيرة من ضمن العوامل التي من شأنها أن تتسبب في مخاطر أوجاع الظهر، ومن ضمن تلك العوامل: الجانب الوراثي، النشاطات الرياضية، عدد الساعات التي يقضيها الطفل في الجلوس، وملاءمة تجهيزات المدرسة لحجم الطفل، وبالإضافة إلى ذلك، تم فحص تأثير الحقيبة، شكلها، ووزنها، وطريقة حملها.
في جميع أرجاء العالم، يسير الأطفال إلى مدارسهم وهم يحملون الكثير من الكتب التعليمية، ومعدات الكتابة والدفاتر والطعام والمشروب إلى جانب أغراض قد تكون ضرورية أو لا، كالألعاب، الهواتف الخليوية، الحواسيب اللوحية، وما إلى ذلك. وقد يصل وزن الحقيبة في بعض الأحيان إلى ثلث وزن الطفل.
يتسبب حمل الأثقال الكبيرة في ضغط على مفاصل الهيكل العظمي، وخصوصا على مفاصل الظهر والرقبة، وهو ما يتسبب في الضغط المرتد على الفقرات التي في طور النموّ، وقد يتسبب هذا في تأثير سلبي على الثبات والتوازن، على نمو العضلات، بل وعلى صحّة الهيكل العظمي.
يوصي الخبراء في البلاد وفي دول الخارج بالتالي:
التأكد من ألا يزيد وزن الحقيبة على 15% - 10% من وزن جسم الطفل. حيث تظهر الكثير من الأبحاث بأن حمل ثقل أكبر من هذا من شأنه أن يتسبب بارتفاع الأضرار المتسببة للظهر، ورغم هذه التوصيات فقد كشف بحث شامل غطّى نحو 10،000 من الأطفال في البلاد أن ما نسبته 30-54% من الأطفال يحملون حقائب يزيد وزنها عن 15% من وزن أجسامهم.
يجب أن نحمل الحقيبة على الظهر حين يكون حزامي الكتف على الكتفين بشكل متوازي. فأكبر مسببات أوجاع الظهر تتمثل في عدم التوازن في الثقل، إما عبر حمل الحقيبة على كتف واحدة أو بيد واحدة. يجب التأكد من أن الحقيبة ملتصقة بوسط الظهر، وبأن الحزامين ممدودين بشكل متوازن. حين يحمل الطفل حقيبته بيد واحدة أو على كتف واحدة، ترتفع الأخطار التي تتهدد الظهر، خاصة إذا ما كانت الطريق إلى المدرسة طويلة. وتربط الكثير من الأبحاث بين حمل الحقيبة بيد واحدة مع الارتفاع في أوجاع الظهر في أوساط الأطفال في أعمار مختلفة.
يجب أن يكون القسم الأسفل من الحقيبة على امتداد خط الخصر أما الجزء الأعلى منها فيجب أن يكون عند مؤخرة الرقبة تقريبا.
ننصح باختيار حقيبة خفيفة الوزن قدر الإمكان، ويجب قياسها على ظهر الطفل، والتأكد من أن ثقلها يكون مرتكزا على الوسط وأن يكون ظهرها صلبا ومبطّنا، وأن تكون أحزمتها واسعة، مبطنة، ويمكن تقصيرها أو إطالتها. كما ننصح بالامتناع عن شراء الحقائب الكبيرة جدا، فكلما كانت الحقيبة كبيرة، كلما مال الأطفال إلى حمل معدات أكثر. كما أن التقسيم الداخلي للحقيبة إلى جيوب مختلفة ستتيح توزيعا متوازنا للأغراض في الحقيبة. وأيضا يجب أن تكون حمّالات الحقيبة ملساء ومبطنة لضمان الراحة في حملها.
للحقيبة ذات العجلات، والقابلة للجرّ ميزات، خصوصا في حالة وجود مسارات ممهدة مناسبة ولمسافات قصيرة. ومع هذا، فعلينا أن نتذكر بأن العجلات تضيف إلى وزن الحقيبة (نحو كيلوغرام واحد). إن كانت الطريق إلى المدرسة فيها صعود ونزول من الحافلة أو كانت هنالك سلالم وأدراج، فإن من شأن هذا الوزن أن يشكل مصاعب للتلميذ، وإلى جانب ذلك، ـ فيجب التأكد من أن جر الحقيبة لا يدفع الطفل إلى فتل ظهره أو إنحنائه أثناء السير.
المفضل أن يتوزّع وزن الحقيبة بصورة متوازنة بشكل تكون فيه الأغراض الأثقل قريبة إلى ظهر الطفل. كما ننصح بعدم تركيز الثقل على جانب واحد من جوانب الحقيبة. مثلا، حين يتم حمل قناني المياه في الجيوب الجانبية للحقيبة، فإننا ننصح بحمل قنينتين مملوءتين إلى النصف بدلا من قنينة واحدة مليئة تزيد الوزن على جانب واحد من جانبي الظهر.
ينصح بأن يتم ضبط ارتفاع المقعد على طول ساق الطفل، وذلك لإتاحة المجال أمامه لوضع قدميه على الأرض، في انثناء يبلغ نحو 90 درجة للركبة. إن الدعم الكافي للساقين أثناء الجلوس هو أمر ضروري من أجل استقرار الجلسة والحؤول دون زيادة الوزن على الوركين والحوض. أما الجلوس على مقعد مرتفع جدا فيترك الساقين من دون دعم، وهذا ما من شأنه أن يشكل ثقلا في مقدمة الكرسي على الأنسجة الرخوة خلف الركبتين.
تشكل دروس التربية البدنية في المدرسة إطارا مثاليا لتقديم أمثلة تتعلق بالحركة والوضعيات الصحيحة في الحياة اليومية، وذلك من خلال نهج يعرف باسم "بيئة العمل الحركي".
يتم تقديم خدمات العلاج الطبيعي في لئوميت في المراكز الطبية أو المراكز المتعاقدة مع لئوميت. يجب الحصول على إحالة من الطبيب المعالج.