حين نأكل جيدا، نتعلم جيدا

تشير الأبحاث والمعطيات إلى أن العطلة الصيفية لها تأثير على تغذية الأطفال وعلى أسلوب حياة أبناء الشبيبة. فأثناء العطلة الصيفية يتزايد منسوب ارتفاع الوزن لدى الأطفال مما هو عليه في سائر السنة الدراسية وعادات الأكل الصحّية يتم إهمالها في العطلة. تُعزى أسباب ارتفاع الوزن إلى غياب الإطار الثابت، وإلى الانخفاض الكبير في منسوب النشاط الجسماني، وبالطبع للانخفاض في استهلاك الطاقة أثناء العطلة.

حني سكال، أخصائية التغذية الرئيسية، لئوميت للخدمات الصحية.

الصحّة تأهبًا للروتين

هنالك أهمية قصوى لمسألة "العودة إلى الروتين" والاستعداد للعودة إلى المدرسة من عدة جوانب:

  • التغذية: التغذية الصحيحة، المتزنة، والمنظمة، التي تشمل وجبات ثابتة وصحية.
  • النشاط: النشاط البدني المدموج مع الحياة اليومية.
  • النوم: كمية كافية من ساعات النوم هي أمر ضروري لتحقيق التطور السليم للأطفال وأبناء الشبيبة.

التغذية السليمة ضرورية للنمو والتطور السليم لدى الطفل

تعدّ التغذية الصحيحة والمتوازنة أساسا لبناء خلايا الجسم و النمو، ومن أجل بناء الأجهزة الحيوية ومنح الجسد الطاقة اللازمة للنشاط اليومي.
معنى التغذية السليمة هي أن الجسد يحصل على جميع أنواع الغذاء الرئيسية المطلوبة له بالكمية المناسبة، وأن يقوم باستهلاكها كما يجب. إن تناول قائمة طعام متنوعة وثرية ستمنح الجسد حاجته من الطاقة ومن أصناف الغذاء الرئيسية.
المتطلبات الغذائية للطفل هي أمر يتم تحديده بحسب الجيل، الجنس، بنية الجسم، نشاطه، وحالته الصحية.
يميل الأطفال إلى أن يكونوا متقلّبين جدا فيما يرتبط بالغذاء والشهية. إذ يتم إشغال انتباههم عن الطعام بسهولة شديدة. وفي بعض الأحيان يحبون تناول نوع معين من الطعام على مدار أيام أو أسابيع بلا حدود، وحين يتحول الأمر إلى عادة غير خاضعة للرقابة أو حين يكون هنالك مرض مترافق، فإن حالات فقر أو نقص التغذية تظهر.

أهمية تناول الطعام المغذّي

بشكل عام، ومن أجل اختيار سليم لتغذية الأطفال، علينا في بداية الأمر فحص أي طعام يساعد الطفل على النمو والتطور. ليس كل ما يدخل إلى أفواهنا، إن كان غذاء أم شرابا، يحتوي على قيمة غذائية كافية. عمليا، هنالك قسم كبير جدا من هذا الطعام هو الطعام السريع، السهل، المصنّع، المطحون، المجفف، ويتسبب في ضرر حقيقي لصحتنا. التغذية التي ترتكز على الطعام السريع، الحلويات، والسندويشات، هي تغذية ناقصة ستتسبب فورا في تطور نواقص غذائية، وحتى لو كان النقص في مكون واحد من المكونات، فإنه قد يضر بالجهاز المناعي.
على الوالدين أن يبديا مسؤوليتهما فيما يتعلق بالتغذية وعادات تناول الأطفال لطعامهم. ففي سنواتهم الأولى، من الضروري أن نهتم بتغذية أطفالنا وفقا لقائمة طعام متوازنة ومتنوعة تشمل جميع أنواع الفواكه، الخضروات، الكربوهيدرات، الدهون، والبروتينات. وحين لا ينجح الطفل في الحصول على هذه القائمة، فإننا ننصح بالاستعانة بخبير (أخصائية تغذية أطفال).

عادات صحّية

  • تناول وجبة الفطور: ننصح بتناول الوجبة في البيت، قبل الخروج إلى المدرسة: الكورن فليكس مع الحليب، ساندويش، مقرمشات صحية، وغيرها. الهدف من هذا هو إعادة السوائل إلى الجسم بعد فترة الليل التي صام فيها، وتعبئة مخزون السكر في الجسد تأهبا لليوم الدراسي. إن تناول وجبة الإفطار يحسن من الأداء في المدرسة، وهو يرتبط ارتباطا مباشرا بتخفيف خطر السمنة.
  • وجبة الساعة العاشرة (الفرصة): ننصح بتفضيل ساندويش صحي، خضروات، وفواكه.
  • اقتصار الشرب على الماء: ننصح بتفضيل شرب الماء طيلة اليوم. فالمشروبات المحلّات تضيف سعرات حرارية فائضة عن الحاجة، وتتسبب في تسوس الأسنان..
  • وجبة الغداء: ننصح بتناول وجبة من اللحم أو البقول بهدف الحفاظ على مخزون كافي من الحديد، فالحديد هام لأداء الوظائف الدماغية والجسدية، إضافة إلى الكربوهيدرات والخضروات، والاهتمام بعدم تناول إضافات من وجبة كربوهيدرات. أما التحلية، فننصح بتفضيل الفواكه على غيرها.
  • وجبة ما بين الغداء والعشاء: الفواكه تعد مسلّيات طبيعية،وتشكيلة الفواكه هائلة، وهي ممتازة لساعات ما بعد الظهيرة. هنالك إمكانيات أخرى هي الألبان، المخبوزات الصحية، وما شاكلها.
  • تناول وجبة العشاء العائلية "المحلّية": تزيد وجبة العشاء من تشكيلة الأغذية التي يتناولها الأطفال وهي مهمة في خلق عادات صحية سليمة، وهي تشكّل نقطة التقاء اجتماعي للعائلة. من المهم أن تحتوي الوجبة على حبوب غير مقشورة، أجبان قليلة الدسم، خضروات، أسماك، عجة أو بيضة مسلوقة: إن هنالك تشكيلة من الأغذية الصحية التي تتبعها عائلات مختلفة.
  • النشاط البدني بعد الظهيرة: ننصح بستين دقيقة من النشاط البدني في كل يوم، إن أي فرع من الفروع الرياضية يعد جيدا: بدءا من السير ومرورا بالجولات النشطة المكثفة، ووصولا إلى ألعاب كرة القدم ودورات الرياضة.

من الواضح أن مكونات نمط الحياة الصحية موجود حولنا طيلة الوقت. على الوالدين أن يتذكرا دائما أن دورهم يتمثل في تعليم الطفل اتباع هذه العادات الصحية، كما أن عليهما أن يمارسا صلاحياتهما لفرضها حيثما توجّب ذلك، ولكن عليهما فعل الأمر مع الإصغاء إلى رغبات الطفل.
نتمنى لكم النجاح مع بدء العام الدراسي!

نظن أنك قد تكون مهتم