بحسب نظرية علم التخلق (Epigenetics) فإن التغييرات في الجينات تنبع من عوامل بيئية ينكشف عليها الجنين، ومن ضمن هذه العوامل تغذية الأم
تعد التغذية السليمة أساسا لحياة صحية ومتوازنة. خلال فترة الحمل، يعد اتباع نظام غذائي سليم مهما بشكل خاص. حيث يستعد الجسم لنمو الجنين وعملية الرضاعة، وتتطور أنسجة الرحم والمشيمة وتزداد إمدادات الدم. إن زيادة الوزن بشكل مناسب تفيد صحة المرأة والجنين، وتقلل من مخاطر حدوث مضاعفات وتساهم في صحة المولود الجديد.
هو مجال بحثي يتتبع التغيرات في التعبير الجيني التي تنتقل من جيل إلى جيل والتي لا يمكن تفسيرها بتغيير في تسلسل ال- DNA.
أفضل الأمثلة التي توضح أهمية الغذاء في المراحل الأولى من الحياة هو مثال من عالم النحل.
إن جميع البيض الذي تضعه الملكة يحتوي بالضبط على نفس تسلسل الحمض النووي. تتطور معظم البيوض إلى نحلات عاملات، ويتطور عدد قليل فقط من البيوض إلى ملكات، على الرغم من عدم وجود اختلاف في العامل الوراثي.
إن الطعام الذي تتلقاه يرقة النحل هو الذي يحدد مصيرها. هناك اختلافات بين غذاء العاملات وغذاء الملكات. ويحتوي الغذاء الخاص الذي تتلقاه اليرقات التي ستتطور إلى ملكات، على بروتينات وفيتامينات خاصة تعمل على تغيير التعبير الجيني بطريقة تضمن تطورها إلى ملكات.
عام 1998، قام العالم باركر بتطوير نظرية "البرمجة الأيضية"، والتي تفيد بأن الجنين يتلقى معلومات عن العالم الخارجي ويتطور وفقًا للظروف البيئية.
خلال فترة الحمل، وخلال الفترات الحرجة من النمو، تؤثر الظروف البيئية على صحة الجنين وهي التي تحدد درجة صحة الشخص البالغ.
ووفقا لهذه النظرية فإن التغذية هي أحد العوامل التي تؤثر على الظروف البيئية مثل التوتر والتدخين والمخدرات والتعرض للمبيدات الحشرية وغيرها.
لا يمكن دائمًا التنبؤ بالتغيير أثناء الحمل، أو حتى في السنوات الأولى من الحياة، وأحيانًا لا يظهر إلا في وقت لاحق من الحياة.
والافتراض هو أن نمو الجنين في المراحل الأولى من الحياة يكون حساسًا جدًا للبيئة (بما في ذلك النظام الغذائي للأم)، ويؤدي إلى تغيرات دائمة وغير قابلة للعلاج تؤثر على صحة الجنين لاحقًا في الحياة، وخطر إصابته بالأمراض. نفس التغييرات التي تحدث في عملية انقسام الخلايا وتنظيم الجينات ستؤثر أيضًا على الأجيال القادمة. مع استمرار الناس في البحث في مجال علم الوراثة اللا جينية، وجدوا دليلاً على وجود صلة بين علم الوراثة اللا جينية أثناء الحمل والأمراض المختلفة في مرحلة البلوغ مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، والشيخوخة المبكرة ،والتدهور المعرفي ،والمزيد.
على ضوء ذلك، يتضح مدى أهمية اتباع نظام غذائي معقول أثناء الحمل، والذي يشمل جميع العناصر الغذائية والمغذيات الدقيقة والكبيرة والفيتامينات والمعادن المختلفة. سيكون طاقم أخصائيات التغذية في لئوميت سعيدًا بتزويدك بالمشورة المهنية الفردية حول هذه المشكلة وغيرها.