نقص الحديد، السمنة والعلاقة بينهما

بالرغم من أن إسرائيل تعتبر بلد الوفرة، حيث الطعام الصحي المتاح، إلا أن نسبة كبيرة من الناس تعاني من نقص الحديد، وهي مشكلة تُميز الدول النامية التي تعاني من الجوع.

أوريت يانكو، أخصائية تغذية سريرية، لئوميت لواء المركز. متخصصة في أمراض الجهاز الهضمي، الكلى وطب الشيخوخة

مفارقة الوفرة الغذائية

في السنوات الأخيرة، وكجزء من مفارقة ثقافة الوفرة الغذائية، أصبح شائعًا جدًا أن يعاني الشخص من نقص في العناصر الغذائية الأساسية في الدم ويعاني من السمنة في نفس الوقت.
يوجد العديد من الأشخاص الذين يقع مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم في الجزء العلوي أو يتجاوز الحدود الطبيعية، وفي نفس الوقت يعانون من نقص في الفيتامينات والمعادن، وأبرزها نقص الحديد.
وفقًا للمسح الصحي الأخير للبالغين، تبين أن حوالي 62% من المشاركين كان لديهم مؤشر كتلة جسم يساوي أو يزيد عن 25 (الحد الأعلى)، وحوالي 20.7% من المشاركين أفادوا بأنهم يعانون من نقص في الحديد. هذه الظاهرة، التي نتوقع رؤيتها في حالات سوء التغذية وخاصة في الدول النامية التي تعاني من الجوع والأمراض المعدية التي تؤثر على امتصاص الحديد والمواد الغذائية الأخرى، تعتبر مفاجئة بشكل خاص في دولة مثل إسرائيل، حيث يتوفر الطعام بكثرة ويتجلى ذلك في زيادة الوزن بين السكان.

عن العلاقة بين الوزن الزائد ونقص الحديد

في عام 2003، نُشرت دراسة تربط بين زيادة الوزن ومستويات الحديد. في هذا البحث، وجدت الدكتورة بنحاس-حميئيل علاقة بين انخفاض مستويات الحديد لدى الأطفال والبالغين الذين يعانون من زيادة الوزن. أضافت دراسة أمريكية نُشرت لاحقًا أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة بمرتين لنقص الحديد مقارنة بأبناء جيلهم الذين يتمتعون بوزن طبيعي.

أسباب نقص الحديد

تسعى الأبحاث المختلفة لفهم العلاقة بين زيادة الوزن وانخفاض مستويات الحديد. حاليًا، يُعتقد أن الآلية التي تربط بين السمنة والالتهاب وتوازن الحديد ترتبط بهرمون الهبسيدين. هذا الهرمون ينظم امتصاص الحديد من الطعام في خلايا الأمعاء ويساعد في إخراج الحديد بعد تحلل خلايا الدم الحمراء. يمكن أن تؤدي النشاطات غير الطبيعية للهبسيدين إلى انخفاض مستويات الحديد في المخازن وفي الدم. الالتهاب المزمن، الذي غالبًا ما يصاحب حالات السمنة، يؤدي إلى إفراز السيتوكينات المؤيدة للالتهابات التي تسبب إفراز الهبسيدين بشكل مفرط من خلايا الدهون والكبد، مما يعوق امتصاص الحديد من الطعام في الأمعاء.
تفسير آخر للعلاقة بين مستويات الحديد والسمنة يكمن في استهلاك الغذاء الغني بالدهون الذي يميز النظام الغذائي الغربي. أظهرت الدراسات الحديثة على العوامل التي تؤثر على امتصاص الحديد من الطعام أن هناك علاقة بين تناول الدهون بكثرة وانخفاض امتصاص الحديد. الهبسيدين يتأثر نتيجة تناول الطعام الغني بالدهون، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم وبالتالي تأخير امتصاص الحديد في الأمعاء.

الخلاصة

في الختام، فإن نقص الحديد في ثقافة الوفرة هو ظاهرة شائعة خاصة بين الذين يعانون من السمنة ويتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون. من المهم أخذ جوانب تناول اللحوم بشكل يومي في الاعتبار - مستويات الحديد المتاحة العالية مقابل نسب الدهون العالية التي تعيق امتصاص الحديد. بالإضافة إلى ذلك، في أي عملية حمية أو فقدان وزن، يجب مراعاة نقص الحديد ومراقبته ومعالجته فورًا إذا لزم الأمر.

نظن أنك قد تكون مهتم