تناول الطّعام بشكل صحي، من أجل المستقبل

إن تناول الطعام بشكل صحّي، من أجل مستقبل الطفل الذي يكبر في منزل تهتمّ العائلة فيه بعادات الأكل الحكيم، يجعل الطفل يتعلم التصرف بشكل إيجابي في موضوع الطعام. أخصّائية التغذية في صندوق المرضى لئوميت قامت بجمع بعض الإرشادات والنصائح لاتّباع نظام غذائي صحي وحكيم في البيت.

في السنوات الأخيرة، يزداد الفهم بأن التغذية تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الصحة. علاوة على ذلك، أصبح من المفهوم الآن بشكل أكبر مدى أهمية تبني عادات صحية منذ الطفولة، لتصبح جزءًا من الروتين اليومي في المستقبل. بالإضافة إلى التأثير الصحي للتغذية السليمة، فإن الطفل الذي ينشأ في منزل يتم فيه التركيز على الأكل الصحي يتعلم كيفية التعامل بشكل إيجابي مع الطعام، ويكون أقل عرضة للعادات الضارة مثل الأكل العاطفي وصورة الجسم التي تعتمد على الوزن، وغيرها.
التغيير الغذائي لا يحدث بين ليلة وضحاها – لكي نتمكن من الالتزام بتغذية سليمة، يجب أن يكون التغيير تدريجيًا ويصبح جزءًا من الحياة اليومية. من أين نبدأ؟ من هنا.

التغذية الصحية هي أسلوب حياة

لتكون التغذية المتوازنة جزءًا من حياتنا، يجب أن تكون متاحة. القيود الصارمة، سواء في المنزل أو مع الأطفال، يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية وتشجع فقط على الأكل العاطفي. نعم، يمكن أن يُتناول البيتزا، أو بوظة، أو وجبة خفيفة بين الحين والآخر. المفتاح هو التحكم في التوقيت. يمكن تحديد أوقات محددة لذلك لتبقى هذه أمورًا متفردة. على سبيل المثال، مرة واحدة في الشهر، تتناول العائلة بيتزا في وجبة العشاء (وإذا كانت البيتزا معدة من قبلكم، فهذا أفضل بكثير!). كما يمكن للأطفال أن يجربوا ويتذوقوا في الاحتفالات وأيام الميلاد. أبرزوا أن هناك أوقاتًا للاحتفالات، وفي هذا السياق يمكن أيضًا أن نأكل أشياءً أخرى.

بالمناسبة، إحدى الأسباب المهمة للحفاظ على التنوع كـ 'بين الحين والآخر' تتعلق أيضًا بالخصائص المغرية لهذه الأطعمة. كلما انخفض تواتر تناولها، كلما انخفضت الرغبة فيها.

التغذية الصحية ليست فقط ما نأكل، بل كيف نأكل أيضًا

تناولوا، سويا، وجبات عائلية، بحيث يكون جميع أفراد العائلة جالسين سويا ويتحدثون عن نهارهم. علموا أطفالكم أن يأكلوا ببطء، وأن يديروا حديثا أثناء تناول الطعام، ودعوهم يستمتعون بتذوق النكهات المختلفة.
علّموا أطفالكم أن يضعوا جانبا، بين الفترة والأخرى شوكة الطعام، وأن يرتاحوا ويتحدثوا أثناء الأكل لكي تسهموا في تشجيع التناول البطيء والمحسوب للطعام.
شاركوا أطفالكم في عمليات التسوق وفي الطبخ. دعوهم يساعدونكم في تحضير قوائم الشراء وأن يكونوا فعّالين أثناء عملية التسوق نفسها (فحتى الطفل الذي يبلغ من العمر عامين بإمكانه أن يملأ كيسا بالتفاح). دعوهم يقشرون الثوم، ويتذوقون الصلصة، ويجهزون الطاولة.

من المستحسن تقليل تناول الطعام أمام التلفزيون أو الكمبيوتر قدر الإمكان.

نصيحة: يُمكنكم السماح للأطفال بتصفح كتب الطهي ومواقع الطهي المختلفة واختيار الوصفات التي يرغبون في تحضيرها معًا.

ضبط الأكل العاطفي

الأكل العاطفي موضوع معقد، يعود جذوره إلى أجيال من 'إذا لم تأكل فسيأتي شرطي' أو 'تلقيت لقاحًا - إليك حلوى'. لقد قمنا بتجميع معلومات شاملة لكم في هذا المقال [رابط المقال]، ولكن بشكل عام، امتنعوا عن استخدام الطعام كعقاب أو جائزة. إن تناول الطعام لدى فوران العواطف يعدّ واحدا من العوائق الأكثر صعوبة لدى البالغين اليوم، وكلما تعلم الأطفال في جيل صغير الفصل بين الطعام والمشاعر، فإن الأمر سيكون أسهل عليهم لاحقا. بدلا من مكافأة الأطفال بقطعة حلوى، كافئوهم باحتضانهم. [رابط المقال حول الأكل العاطفي]

نصائح ستساعدكم في التغلب على التناول العاطفي للطعام

التغذية الصحية في خارج المنزل ايضا

إفحصوا نوعية الطعام المقدم لأطفالكم خارج المنزل، في إطار الحضانات، والمدارس، ونوادي ما بعد المدارس.إن الوعي بمسألة الطعام الصحي في ارتفاع اليوم، وبإمكانكم أنتم أيضا العمل على إجراء تغيير في المنظومات. تأكدوا من أن الطعام الذي تقدمونه لأطفالكم في المؤسسات التعليمية هو غذائي وصحي. الخبز، المعجنات الصحية (طحينة، معجنات بيتية من العدس أو الخردل، بيستو، وأكثر من ذلك)، الخضروات، والفواكه - حتى وجبة العشاء يجب أن تكون متنوعة وصحية.

ليس كل الكربوهيدرات متساوية

بعض الحبوب ليست متساوية في القيمة الغذائية. الحبوب الكاملة، التي تحتوي على كربوهيدرات معقدة، ضرورية جدًا لصحة الجسم. يُنصح بتضمين الحبوب الكاملة في نظامك الغذائي يوميًا بدلاً من الكربوهيدرات البسيطة. هذه الحبوب صحية، ومليئة بالفيتامينات، والمعادن، والألياف الغذائية الضرورية لتحقيق وظائف فعالة لأنظمة الجسم.
ما هي الحبوب الكاملة؟ دقيق كامل (خبز من دقيق كامل، معكرونة من دقيق كامل وما شابه ذلك)، برغل، حبوب القمح (مثل الحميص)، أرز كامل، كينوا، وأكثر.
ما الذي يجب تجنبه؟ الخبز من الطحين الأبيض، المعكرونة العادية، الأرز الأبيض، وما شابه ذلك.
كيفية دمج الحبوب الكاملة في النظام الغذائي؟ بشكل تدريجي. جرب استبدال الشوفان بالبرغل، والأرز الأبيض بالأرز البني (نصيحة صغيرة: يحب الأطفال الأرز الأبيض الدائري الممتلئ بشكل خاص). يمكن أيضًا استبدال خبز السندويشات بخبز من الطحين الكامل، واليوم يمكن العثور أيضًا على خبز البيتا من الطحين الكامل.

تناولوا الخضروات والفواكه - إنها ملونة، جميلة ولذيذة

تأكدوا من وجود مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات في المنزل، من أنواع وألوان مختلفة. ضعوا الفواكه والخضروات مغسولة ومقطّعة في مكان بارز ويمكن الوصول إليه. أضيفوا الخضروات كجزء من كل وجبة. جربوا أن تكونوا مفتوحين تجاه الخضروات التي قد لا تكونوا معتادين عليها، قدموا لأطفالكم فواكه وخضروات جديدة تدريجيًا. تذكروا أن معظم الأطفال يحبون الفواكه والخضروات، لكنهم لن يأكلوها إلا إذا جعلتموها متاحة ومغرية.

البقوليات هي الأطعمة السوبرفوود الحقيقية

من وقت لآخر، نسمع عن طعام صحي للغاية يجب علينا تناوله، ولكن الفئة الأكثر تواضعًا في السوبرماركت لا تحصل دائمًا على التقدير الذي تستحقه. فهي تحتوي على بروتين، ألياف، ومعادن، وهي صحية، رخيصة، ولذيذة. لذا يجب أن تعلموا أنه وفقًا للتوصيات الغذائية الشائعة، يُوصى بأن يتناول الشخص البقوليات يوميًا.
ماذا يُعتبر بقوليات؟ العدس، الحمص، الفاصوليا، الفول، اللوبياء، الصويا والتوفو، الترمس، والبازلاء...
كيف يمكن دمج البقوليات في النظام الغذائي اليومي؟ شوربة العدس، يخنة الفاصوليا بالصلصة أو ببساطة المجدرة – التنوع كبير وتوجد العديد من الوصفات اللذيذة والمغذية التي تدمج البقوليات.

اشربوا الماء

شجعوا أطفالكم على شرب الماء إلى أكبر حد، – حافظوا على كوب ماء متاح للطفل طوال اليوم، قدموا الماء مع الوجبات، وشجعوا على فترات شرب منتظمة أثناء النشاط أو اللعب. قللوا من كمية المشروبات الغازية الحلوة التي تشربونها أنتم وأطفالكم واجعلوها غير متاحة لأفراد العائلة. المشروبات الغازية الحلوة تشمل أيضًا المركزات وعصائر الفواكه!
نصيحة: لجعل التجربة أكثر إسعادا بالإمكان تعليق جدول في مكان بارز وجعل الطفل يلصق ملصقا في كل مرة ينهي فيها كأسا من الماء.

اختاروا نقارشا صحّية

امتنعوا عن إدخال النقارش الخفيفة المليئة بالدهون والسكر والملح. قللوا من كميات النقارش التي يتناولها أطفالكم في النهار. 
بدلًا من ذلك، شجّع على تناول وجبات خفيفة تعتمد على الخضار أو الفاكهة المقطعة. من سن 5 سنوات فما فوق يمكنك أيضًا الجمع بين التمر (منزوع البذور) والمكسرات واللوز غير المحمص

التقليل من الأطعمة المالحة والمعالجة

قللوا من كميات الملح في الطعام – تنصح وزارة الصحة بملعقة صغيرة واحدة من الملح في النهار كأقصى حد!
من أين يأتي كل الملح الذي نأكله؟ والحقيقة هي أن معظمها لا يأتي من علبة التمليح على الإطلاق - أن الملح موجود في الصلصات أيضا، وكذلك في مسحوق الحساء وغيرها. عوّدوا أبناء عائلتكم على الأطعمة الطبيعية للطعام، من دون إضافات صناعية للطعم.

من المهم أن نفهم أن الهدف من تحسين التغذية ليس اتباع حمية غذائية أو 'فوريّة'. الهدف هو تبني إجراءات صغيرة يمكن الالتزام بها وتطبيقها في الحياة اليومية. ربما عندما تقرأ هذا للمرة الأولى، يمكنك تطبيق نصيحة أو اثنتين فقط، وهذا أمر طبيعي تماماً. احتفظوا بهذه التوصيات وراجعوها بين الحين والآخر – ببطء ستتمكنون من اعتماد المزيد من العادات الصحية في حياتكم، التي ستصبح جزءًا منكم.

نظن أنك قد تكون مهتم