فمن ناحية، نولد مع تفضيل للأطعمة الحلوة، مع الرغبة الشديدة في تناول السكر. ومن ناحية اخرى، نحن مدركون لأضرار السكر. بالنسبة لنا، الحل يكمن في استهلاك المحليات الصناعية (المعروفة أيضًا ببدائل السكر)، التي تستخدم في تحلية الأطعمة والمشروبات بدلاً من السكر. تحتوي بعض المحليات الصناعية على القليل من السعرات الحرارية وبعضها تكون خالية تمامًا من السعرات الحرارية بالمقارنة مع السكر. يستخدم الناس البدائل السكرية لأسباب متعددة، منها الرغبة في خسارة الوزن، تحقيق توازن في مستويات السكر في الدم، أو الحفاظ على صحة الأسنان.
المحلّيات الصناعية - هل هي صحية أم لا؟
المحليات الصناعية تحظى بموافقة من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية وهناك توجيهات واضحة بشأن الكمية اليومية الآمنة والمسموح بها لاستهلاك المحلّيات الصناعية. على الرغم من الموافقة عليها، إلا ان المحليات الصناعية مثيرة للجدل وتوجد دراسات مختلفة تشير إلى الأضرار الصحية الناجمة عن تناولها، منها:
- وجدت دراسات حديثة، صلة بين استهلاك المحليات الصناعية وتأثيرها على تكوين البكتيريا الجيدة في الأمعاء، مما يؤدي إلى تقليل الحساسية للأنسولين وبالتالي تحفيز الإصابة بمرض السكري.
- وقد وجد أن المحليات الصناعية تعزز نمو نوع من البكتيريا التي تحول الطاقة إلى دهون، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
- تشير دراسات أخرى إلى أن المحليات الصناعية لا تلبي حاجتنا للحلو بنفس الطريقة التي يفعل فيها السكر، بل تدفعنا في الواقع إلى تناول كميات أكبر من الأطعمة الحلوة.
أنواع المحلّيات الصناعية الخالية من السعرات الحرارية
المحليات الصناعية التي لا تحتوي على أي سعرات حرارية هي: السكرين، الأسبارتام، سكرلوز، أسيسلفام K، ستيفيا. هذه المحليات لا تزيد من مستويات السكر وبالتالي فهي آمنة للاستخدام من قبل مرضى السكر.
- السكرين هو أول مُحلي صناعي تم استخدامه اعتبارًا من عام 1900، ومستوى حلاوته يصل إلى 300 مرة أكثر من السكر. في التجارب المخبرية، تم اكتشاف أن الكميات الكبيرة من السكرين تسبب السرطان. يمكن أن يسبب ايضًا اضطرابات في الجهاز الهضمي ورد فعل تحسسي.
في البلاد، يُباع السكرين باسم "حلو وخفيف"، "سكرزيت"، و"ديات تيب".
الحد الأقصى للاستهلاك اليومي هو 2.5 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
- يُحظر سيكلامات في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب خطره على الإصابة بالسرطان. اما في البلاد وأوروبا، فإن استخدامه محدود.
- الأسبارتام يعادل 200 مرة من السكر. يحتوي الأسبارتام على حمض الأسبارتيك، فينيلالانين، وميثانول. يتحلل الميثانول داخل الجسم إلى الفورمالديهايد، وهي مادة سامة تؤثر على الجهاز العصبي. هناك تقارير عديدة تشير عن الآثار الجانبية مثل الصداع واضطرابات في الجهاز العصبي والهضمي.
يُباع في البلاد باسم "حلو وخفيف - ذهبي" و"Equal". يتواجد في المشروبات مثل الكولا الدايت.
الحد الأقصى للاستهلاك اليومي هو 40 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
يُمنع الأسبارتام للأشخاص الذين يعانون من الفينيل كيتونيوريا. هناك أيضًا أنواع من الأسبارتام تُسمى نيوتامين بدون فينيلالانين.
- أسيسلفام K يعادل 200 مرة من السكر. يُشتبه أيضًا بأن الأسيسلفام K يحتوي على مواد مسرطنة ويؤثر على وظيفة الغدة الدرقية.
عادةً ما يأتي بتركيبة مع الأسبارتام، لتقليل طعم الأسبارتام المر، كما في "سكرزيت ذهبي" الذي يحتوي على أسبارتام وأسيسلفام K.
الحد الأقصى للاستهلاك اليومي هو 15 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
- السكرلوز يعادل 600 مرة من السكر. يُصنع السكرلوز من خلال التعديل الكيميائي للسكر الأبيض.
يُباع في البلاد باسم "سكرة دايت"، "سكر لايت"، و"سبليندا". لم يتم إثبات أي ضرر، ولكن هناك احتجاجات ضد مركب الكلور المسرطن في السكرلوز.
الاستهلاك المعقول هو حتى 15 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
- ستيفيا (تروفيا في الولايات المتحدة الأمريكية) هي أحدث محلي صناعي. الستيفيا تعادل 200 مرة من السكر، ويتم إنتاجها من أوراق النبات الذي يُخضع لعمليات معالجة. المكونان الرئيسيان لحلاوتها هما ستيفيوزيد وربديازيد.
الاستهلاك الآمن لستيفيول هو حتى 4 ملغ ولربديازيد بين 12-20 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم. الاستهلاك الزائد يمكن أن يكون سامًا وخطيرًا.
عادةً ما يستخدم الربديازيد A في مسحوق الستيفيا بالاشتراك مع محليات أخرى مثل الإيريثريتول، والديكستروز، أو محليات صناعية أخرى. بالمقابل، الستيفيوزيد يمثل فقط حوالي 10% من حلاوة الستيفيا وله طعم مر، لكنه يحمل معه الفوائد الصحية الأكبر.
محلّيات قليلة السعرات الحرارية
بالإضافة إلى المحليات الخالية من السعرات الحرارية، هناك مجموعة من المحليات التي تحتوي على نصف السعرات الحرارية التي يحتوي عليها السكر، ويتم استخراجها من بعض الفواكه والخضروات، ولكن أيضًا يتم تصنيعها بشكل اصطناعي. تنتمي هذه المحلّيات إلى ما يسمى بـ "السكريات الكحولية"، مثل المالتيتول، السوربيتول، الكسيليتول، الإريثريتول، اللكتيتول، المانيتول، والإيزومالت. تحمل هذه المحليات آثارًا جانبية، والاستهلاك المفرط لها قد يؤدي إلى الانتفاخ والإسهال والغازات.يمكن العثور عليها في الحلويات التي يتم تسويقها على أنها "خالية من السكر" مثل الشوكولاتة والكعك والبسكويت والوافل والعلكة. من المهم جدًا أن يتجنب مرضى السكري الاستهلاك المفرط للأطعمة التي تحتوي على السكريات الكحولية، حيث يُمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم كبير للكربوهيدرات. تذكروا - هذه الأطعمة هي في الواقع "قليلة السكر" وليست "خالية من السكر"!
المحلّيات، المخاطر مقابل الفوائد
في الختام، فإن الإجابة عن ما إذا كان يجب تناول المحليات الصناعية يتطلب حسابًا شخصيًا للمخاطر المحتملة مقابل الفوائد المتوقعة. للحصول على صحة مثالية من الأفضل تجنب السكر والمحليات الصناعية بشكل كامل، خاصة في ضوء الاكتشافات الجديدة حول زيادة الوزن وخطر الإصابة بالسكري. وبطبيعة الحال، يُنصح بتجنب المحلّيات الصناعية خلال فترة الحمل والرضاعة.
القرار في النهاية يعتمد على العوامل الشخصية المختلفة مثل الحالة الصحية العامة، مستويات السكر في الدم، كمية المحلّيات/السكريات التي يتم تناولها يوميًا، ويُنصح بإستشارة اختصائي تغذية سريري.