في هذه الأيام الصعبة، نريد تسليط الضوء على كيفية التعامل مع هذه الفترة على المستوى الشخصي، العائلي، والجماعي. قد تطرأ العديد من الأسئلة من الأطفال في أعمار مختلفة، وخاصة في ظل التحديات الحالية. كيف نجيب عليهم؟ وما الذي يجب فعله وما لا يجب فعله؟
إن التعامل مع نتائج الحرب أمر صعب على الجميع. ولكن يمكننا التفكير في كيفية منح هذه الأيام معنى عميقًا في حياتنا المجتمعية.
لقد انكشف الأطفال والمراهقون في أرجاء البلاد على معلومات متعلقة بالأعمال القتالية من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وأحيانا من خلال سماع المحادثات داخل المنزل. إن حدثا بهذا الحجم، بالإضافة إلى المشاعر الصعبة التي ترافقه، قد يزعزع الشعور بالحماية ويثير المخاوف في نفوس الأطفال.
بإمكاننا، كأهل، أن نساعد أطفالنا على مواجهة الانكشاف على الأحداث الخطيرة. وأن نسهم في نقل الأحداث إليهم بصورة تلائم عمرهم، وإتاحة المجال أمامهم للتعبير عن أنفسهم وإشراكنا بما يشعرون به، وأن نعيد، قدر الإمكان، الشعور بالأمان والحماية إليهم.
في العائلة، من الصعب علينا كآباء التحدث عن الحرب بينما نحاول حماية أطفالنا ومراهقينا الذين مروا أيضًا بأشهر من الشكوك والاضطرابات. العائلات والأطفال يواجهون تحديات كبيرة مثل التهجير من المناطق، والتغيرات في حياتهم اليومية، وعدم الاستقرار العائلي. لهذا السبب، من المهم أن نتحدث مع الأطفال والمراهقين وأن نعدهم للأيام الصعبة القادمة. من المفيد أن نشرح لهم أهمية هذه الأيام، والإجابة على أسئلتهم بطريقة تناسب أعمارهم، وأن نوضح لهم ماذا سيحدث في هذه الأيام، ونستمع إلى ما يناسبهم من أنشطة قد تجعلهم يشعرون بتحسن. يمكننا تشجيعهم على كتابة رسائل أو رسم صور.
من الطبيعي أن يرغب بعض الأطفال والمراهقين في متابعة الأخبار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لكن من المهم أن نتحدث معهم عن أهمية تحديد الوقت المناسب لمتابعة الأخبار لتجنب الضغط النفسي. يجب ألا يتعرض الأطفال الصغار لمحتوى غير مناسب لأعمارهم، كما يجب تجنب ترك الأجهزة الإلكترونية تعمل لفترات طويلة، حيث يمكن أن تؤدي إلى زيادة الخوف والقلق لدى الأطفال.
بالإضافة إلى الأطفال، قد يمر البالغون أيضًا بحالات نفسية صعبة في هذه الفترة، خاصة في الأيام العصيبة التي نعيشها. من المهم أن نكون مستعدين لفهم حالتنا النفسية وكيفية التعامل مع الألم الشخصي دون التأثير على الأطفال. يجب أن نشرح للأطفال والمراهقين أنه من الطبيعي أن يشعر الجميع بمشاعر مختلفة في مثل هذه الفترات الصعبة، وأن البعض قد يكون يعاني من صدمة نفسية. يجب أن نكون داعمين لبعضنا البعض، وأن نستخدم قوتنا لتعزيز الصمود.
إذا كان هناك قلق بشأن الوضع النفسي، يمكن التوجه لاستشارة طبيب/ة الأطفال أو طبيب/ة العائلة، وإذا لزم الأمر، يمكن الحصول على دعم من خدمات الصحة النفسية. في حالات الطوارئ مثل أفكار الانتحار أو حالات الخطر، يجب التوجه فورًا إلى الطوارئ النفسية المتاحة على مدار الساعة.