أحد الأمور المهمة في هذه الفترة هو خلق علاقة جيدة، داعمة ومتوازنة مع الأطفال الذين تعرضوا للصدمة. فيما يلي إرشادات تساعدكم على القيام بذلك بشكل صحيح.
يبدو أنه لا يوجد شخص بالغ في هذه الأيام لم يتعرض للصدمة نتيجة للوضع في البلاد. ومع أنه قد يكون من الصعب علينا ككبار التعبير عن المشاعر المربكة التي نعيشها، يصبح الوضع أكثر تعقيدًا حين يتعلق الأمر بأطفالنا.
الصدمة تكسر التوازن النفسي والوظيفي، ولا يتم استيعاب الحدث القوي بشكل صحيح. في هذه الحالة، يتم قطع الاتصال بالقشرة الجبهية (المسؤولة عن التفكير العقلاني) وتنتقل السيطرة إلى المناطق المسؤولة عن البقاء، مما يسبب شحنة عاطفية مكثفة وتنبيهًا شديدًا للجسم.
الهدف من المحادثة في مرحلة الصدمة هو إخراج الشخص من حالة التوتر، وإعادته إلى المسار الوظيفي الطبيعي، وتقليل فرصة حدوث اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). في هذه المرحلة، من المهم فهم أن أي رد فعل أولي ليس رد فعل ما بعد الصدمة، بل هو رد فعل طبيعي لحدث غير طبيعي، كما هو الحال في الوضع الحالي.
نورما، تصديق وأمل.
التركيز على إمكانية التكيف مع أسلوب المواجهة المتاح والمناسب للشخص.
وفقًا لهذا النموذج، تهدف التدخلات إلى خلق التزام من خلال التأكيد على "أنا هنا معك"، تشجيع النشاط الفعّال من خلال أسئلة مثل "ماذا ستفعل الآن؟" وتشجيع التصرفات مثل "اتصل" أو "عد". في هذه الطريقة، يتم أيضًا استخدام أسئلة تتطلب تفكيرًا عميقًا لنقل الشخص من حالة الانغماس العاطفي إلى التواصل المعرفي. على سبيل المثال، يمكن طرح أسئلة مثل: "ما أسماء أطفالك/أصدقائك؟ ماذا يحبون أن يفعلوا؟" أو "أين ستنام الليلة؟" وكذلك أسئلة تساعد في بناء صورة للأحداث مثل: "ماذا كان؟ ماذا يحدث الآن؟ ماذا سيكون؟"
هناك نماذج تركز على الجسم، الروتين، العقل، العاطفة، العائلة، الإيمان، المعنى، الصداقات، واستخدام الخيال من خلال اللعب، والفكاهة، والفن.
ذكره بضرورة خلق توازن بين الدعم، الاستيعاب، والتأكيد من جهة، وبين تحديد الحدود ودفع الطفل نحو الأداء الوظيفي من جهة أخرى، مع استخدام التعاطف وفهم دورنا كآباء.
في حال وجود قلق حول الحالة النفسية، يُنصح بالتوجه إلى طبيب الأطفال أو العائلة للحصول على استشارة أولية، أو طلب مساعدة من الخدمات النفسية المتوفرة. وفي حالات الطوارئ المتعلقة بخطر الانتحار أو إيذاء النفس، يجب التوجه فورًا إلى غرفة الطوارئ لتقييم الوضع.