الاكتئاب خلال الأعياد - معلومات وحلول

خلال الأعياد، ترتفع مناسيب الاكتئاب، ويصبح الشعور بالوحدة أكثر انتشارا. دعونا نستعرض مع خبرائنا في لئوميت خدمات الصحة، ليشرحوا لنا أسباب الأمر، ويقترحوا حلولا لجميع من يعانون من المشاعر الصعبة في أوقات الأعياد.

طاقم الصحة النفسية في لئوميت

على مشارف الأعياد، يصب غالبيتنا جهودهم واهتمامهم حول وليمة العيد، والعطل وقضاء الوقت الممتع مع الأسرة. وننكشف من خلال وسائل الإعلام على نصائح تحضيرا لهذه اللقاءات العائلية/ ما هي الهدايا التي سنشتريها للعيد، وما الذي نطبخه، وكيف نحتفل معا بأفضل صورة. فماذا بشأن من ليس لديهم أحد يحتفلون معه؟ وماذا بشأن من يشعرون، بالذات في فترة الأعياد، بالوحدة؟

لماذا ينتشر الشعور بالاكتئاب والوحدة في هذه الفترة من السنة؟

  • واحدة من الأسباب هي موسم الأعياد، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، وتصبح الأيام أقصر وهذا ما يتسبب في الاكتئاب. لا تتوفر إجابة قطعية حول السبب الذي يدفعنا للشعور للاكتئاب حينما تتكدر السماء، لكن من المعروف أن هناك تغيير في الرسائل العصبية داخل الدماغ نتيجة حالة الطقس وغياب الضوء.
  • نرى في الأدب والشعر نصوصا تصف الخريف رمزا للحزن، والموت، وغياب النضارة. إن الأعياد التي تبدأ في الخريف تشير إلى قرب انتهاء السنة. إن كلمات مثل نهاية وانتهاء تحمل معنى أن شيئا ما كان موجودا بيننا ولم يعد موجودا. وهذه أسباب تدفعنا للشعور بالامتعاض.
  •  انخفاض درجة الحرارة ودخول التوقيت الشتوي في الكثير من الأحيان يدفع الكثيرين إلى التخفيف من نشاطهم البدني. ففي حين نقضي الصيف على الشاطئ، وفي البركة، والرحلات، نفقد في الخريف رغبتنا بالخروج وتنشيط أجسامنا. إن النشاط البدني المنتظم هو سبب رئيسي في رفع مناسيب الطاقة وتقليل الشعور بالاكتئاب والحزن.
  • هذه التغييرات أيضا تدفعنا في بعض الأحيان إلى تغيير في نمط التغذية. تزداد حاجتنا إلى أطعمة حلوة بسبب غياب الضوء، واستهلاكنا المفاجئ للحلويات من شأنه أن يتسبب في تغييرات متواترة في الحالة النفسية.
  • كل هذه الأسباب تجعل الكثير من الناس يشعرون بانخفاض في الطاقة، وقلة الرغبة، ونقص المتعة. فالأمور التي كانت سهلة وبسيطة من قبل، أصبحت الآن صعبة. وكل أمر صغير وروتيني يصبح صعبًا؛ ابتداء من ترتيب المنزل وانتهاءً بالتعامل مع وجبات العيد. هناك ميل في الأعياد إلى العثور على المصاعب في كل شيء وملاحظة العيوب. نفقد رغبتنا في قضاء الوقت مع العائلة، ولا يوجد شيء يرضينا، ويبدو كل شيء باعثا على الاكتئاب.

العائلة والحالة النفسية

من شأن الحياة الأسرية بالذات أن تدفعنا إلى الشعور بالوحدة. إذ يوجد داخل العائلة نوع من الميل إلى القيام بمحاسبة الذات، والشعور بأننا لم نقم بما يكفي. بالذات داخل هذه الحالة الجماعية توجد توترات تظهر وتخلق خلافات عائلية ومشاكل زوجية.
يتعامل الكثير من الناس مع اجتماعات العائلة الكبيرة حفلة من حفلات النقد. حيث يتساءل الأقارب عن الأمور التي من شأنها إزعاجهم في حياتنا وإطلاق الأحكام، وإطلاق الأسئلة اللاسعة مثل :لماذا لم تتزوجي بعد؟ لماذا لم تترقى في وظيفتك حتى الآن؟ وما شابه. وتبدو العيوب مبالغا فيها وأكثر أهمية مما هي عليه. إن اجتماعات العائلة الكبيرة في بعض الأحيان قد تكثف الأمور التي لا تزعجنا في حياتنا اليومية.
وبالمقارنة مع أولئك الذين يشعرون بالوحدة والاكتئاب داخل أسرهم، هناك من تتفاقم وحدتهم بسبب الافتقار إلى الأسرة. في بلادنا التي تعتبر العائلة فيها ذات أهمية هامة، نحن غير منتبهين إلى وجود مئات الآلاف من الأشخاص الوحيدين الذين يبقون في منازلهم عشية العيد. وبالنسبة لهؤلاء، فإن وحدتهم تتكثف بشكل كبير خلال العطلات. وهذه ظاهرة شائعة وليست نادرة على الإطلاق.
ما الذي يمكن أن يفعله هؤلاء الأشخاص الوحيدين؟
في الواقع، لو فكرنا قليلا، سيجد غالبيتنا أنهم ليسوا وحيدين حقًا، بل إنهم لا يبادرون إلى الالتقاء بالناس بسبب انخفاض الطاقة والرغبة. في كثير من الأحيان، حتى أولئك الذين ليس لديهم عائلة قريبة يمكنهم العثور على صلات. إذ هناك الأصدقاء وزملاء العمل، إلخ، الذي يمكننا الاحتفال معهم وعدم البقاء وحدنا. بالإضافة إلى ذلك، هناك منظمات وجمعيات وعائلات هدفها استضافة المنعزلين والتخفيف من وحدتهم.

تحل الأعياد علينا في كل عام. فإن كانت فترة الأعياد في السنة الماضية غير جيدة بالنسبة إلينا، فكيف يمكننا أن نستعد لأعياد السنة المقبلة لكيلا نشعر بتلك المشاعر؟

يجب على من يعيشون في إطار أسرة، وأولئك الذين يعيشون بمفردهم تذكر أن الشعور باليأس وانخفاض الطاقة هو حالة مؤقتة، وأنه يمكن تخفيف المشاعر الصعبة في هذه الحالة المؤقتة. يمكن أن تساعد التغذية الكافية والنشاط البدني المنتظم عندما يتعلق الأمر بالشعور بالاكتئاب وانخفاض الطاقة.
 إذا كان هناك تدهور في الحالة المزاجية، وانخفاض في الطاقة والرغبة، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
الاكتئاب ظاهرة شائعة، والمتخصصون يعرفونها ويستعدون لها خلال العطلات. يوفر العلاج الدوائي أحيانا الراحة الكاملة والشفاء الكامل. وليس هناك عيب في ذلك!

يختلف علاج الاكتئاب حسب الشخص، ولكنه يعتمد بشكل أساسي على العلاج النفسي مع توفير العلاج الدوائي. يجب أن تعلم أنه يوجد اليوم مجموعة واسعة من العلاجات، النفسية والطبية، بحيث يمكن تعديل العلاج بشكل شخصي ليناسب احتياجات كل شخص. يمكن أن يؤدي العلاج إلى الراحة والشفاء الكامل.
 
لذا، إذا كنتم ممن يشعرون بالتعب والاكتئاب والوحدة خلال العطلات، فاعلموا أنكم لستم وحدكم. إما لأن هناك الكثير ممن يشعرون بنفس شعوركم أو لأن هناك العديد من الأشخاص المهتمين بمساعدتكم والتخفيف عليكم في هذا الوقت من العام خصوصا، وفي باقي أيام السنة عموما. لا تستسلموا للمشاعر السيئة، وبإمكانكم مساعدة أنفسكم
قرروا أنكم لن تنتظروا الشعور بهذه المشاعر هذا العام، وقوموا بالتحضير لها مسبقا.
تأكدوا من حصولكم على نظام غذائي صحي ومتوازن
مارسوا النشاط البدني بانتظام
عليكم التفكير في النشاطات التي يمكن لها أن تفيدكم
إذا شعرتم بأن الاكتئاب يتفاقم ويزداد سوءًا، تواصلوا مع الطبيب الذي سيقدم لكم العلاج .
إذا كنتم تشعرون أنكم تريدون أن تكونوا في جماعة، فعليكم المبادرة، ولا تدعوا الإرهاق العقلي يملي عليكم أفعالكم.
إن كنتم تشعرون أن التواصل مع العائلة يزعجكم إذا كان كثيفا، فتذكروا أنه ليس عليكم الحضور إلى كل تجمع، وأنه من حقكم الكامل أن تكونوا سعداء.


نتمنى للجميع عيدا سعيدا وهانئا!

نظن أنك قد تكون مهتم