الرياضة العائلية: الصحّة، التواصل العائلي وتطور الأطفال

عندما نتدرب معًا، نكون أصحاء معًا!

الدكتورة زانا أوخلوف، طبيبة عائلة متخصصة في الطب الرياضي في لئوميت

في عالم اليوم، مع الضغوط والتعقيدات، يُعتبر النشاط البدني المشترك بين الآباء والأبناء وسيلة مهمة للحفاظ على الصحة البدنية، بالإضافة إلى كونه فرصة نادرة لتعزيز الروابط العائلية، خلق ذكريات إيجابية، وتقديم نموذج يحتذى به للجيل الشاب. عندما يشارك الآباء والأبناء معًا في النشاط البدني، فإنهم يحسنون لياقتهم البدنية وصحتهم ويعززون شعور الانتماء والعائلية. هذا التأثير الإيجابي يظهر ليس فقط على المدى القصير، بل أيضًا على المدى الطويل، حيث يتعلم الأطفال أن يعتبروا الرياضة والصحة جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وقيماً أساسية لحياة صحية ومتوازنة.
بالإضافة إلى الفوائد البدنية، يوفر الوقت المشترك في النشاط البدني للآباء فرصة ليكونوا قدوة لأطفالهم. هذا النموذج الشخصي، إلى جانب التجربة المشتركة، يؤثر على كيفية تعامل الأطفال مع الرياضة، والصحة، وأجسادهم، ليس فقط في الحاضر ولكن أيضًا في المستقبل. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون النشاط البدني المشترك ممتعًا، ومليئًا بالضحك والاهتمام، مما يؤدي إلى زيادة الدافعية للاستمرار في النشاط، حتى بعد انتهاء الوقت العائلي.

ما أهمية النشاط البدني وكيف يساهم في تحسين العائلة والصحّة والأطفال؟

تعزيز الروابط العائلية

النشاط البدني المشترك بين الآباء والأبناء ليس مجرد نشاط صحي، بل هو فرصة لخلق علاقة أعمق داخل العائلة. عندما تتدرب العائلة معًا، تنشأ أجواء من الدعم المتبادل، والتشجيع، والتحفيز. هذا الوقت الممتع، حيث يشارك الجميع في النشاط، يقوي الروابط بين الآباء والأبناء ويقدم نموذجًا شخصيًا للحياة الصحّية.

الفوائد الصحية للأطفال

يقضي الأطفال اليوم وقتًا أطول أمام الشاشات وأقل وقتًا في النشاط البدني. يساعد النشاط البدني المنتظم في منع السمنة، وتحسين اللياقة البدنية، والصحة العامة، بما في ذلك الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الدراسات أن النشاط البدني يعزز الروابط بين خلايا الدماغ، مما يسهل التعلم، ويزيد من كفاءة التخطيط والتنظيم، ويحسن من قدرات التركيز والانتباه، ويزيد من الدافعية للتعلم.

الفوائد النفسية والعاطفية

بالإضافة إلى الفوائد الجسدية، يسهم النشاط البدني في تحسين المزاج، وزيادة الثقة بالنفس، وتقليل القلق. كما يساعد في الاندماج الاجتماعي للأطفال من خلال تشجيع التفاعلات الاجتماعية وتطوير مهارات التواصل.

الفوائد على الجهاز العضلي والهيكلي

يساهم النشاط البدني في تعزيز قوة العضلات، ومرونة المفاصل، وكثافة العظام، ويعتبر جزءًا أساسيًا في الوقاية من هشاشة العظام في المستقبل.

ما هو مقدار النشاط البدني الموصى به يوميًا/أسبوعيًا؟

التوصيات للنشاط البدني اليومي

وفقًا لتوجيهات وزارة الصحة والمنظمات الصحية العالمية، يُوصى للأطفال بممارسة نشاط بدني لمدة ساعة واحدة على الأقل يوميًا. يجب أن تكون هذه الأنشطة معتدلة إلى نشطة، ويجب أن تشمل تمارين تعمل على مجموعات عضلية كبيرة وتحسن القدرة الهوائية.

التوصيات للنشاط البدني الأسبوعي

الهدف هو الوصول إلى حوالي 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط النشيط أسبوعيًا. ينبغي أن تتضمن الأنشطة الأسبوعية تمارين لتقوية العضلات على الأقل يومين في الأسبوع.

النشاط للآباء

من المهم أيضًا أن يشارك الآباء في النشاط البدني. يُوصى لهم بالاستمرار في ممارسة نشاط بدني لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط المعتدل، مع دمج تمارين لتقوية العضلات وتحسين القدرة الهوائية.

نظن أنك قد تكون مهتم