الانتقال للتوقيت الصيفي
إن هنالك الكثير من الفوائد من الانتقال للتوقيت الصيفي، من ضمنها أن الناس يكسبون ساعات أكثر من الضوء في النهار، ويمارسون نشاطا جسمانيا أكثر، والأولاد يظلون في الخارج لساعات أطول، بل إن الأمر يساهم في توفير الكهرباء بشكل عام، ولكن، وعلى المدى القصير، فإن لنقص ساعات النوم تأثيرا صحيا ينبغي علينا أن نعرفه.
خلال الأيام الأولى التي تتلو التحول للتوقيت الصيفي نحس بشعور من ينزل من الطائرة بعد سفرة طويلة. نكون مرهقين ويصعب علينا التغلب على فقدان ساعة النوم وذلك التغيير في ساعات الضوء والظلام. وتظهر الأبحاث أن الإنسان العادي يستغرقه بضعة أسابيع لكي يعتاد بشكل تام على التوقيت الصيفي، وهي أسابيع قد نكون خلالها مرهقين أكثر من اللازم، عصبيين، وفي حالة صحّية أقل من الطبيعية.
- إن هذا الخلل في النوم يؤدي إلى عدم الوضوح وانعدام الحدة في التفكير. حيث يتحدث الناس عن مصاعب تواجههم في اتخاذ قرارات في الأيام التي تتلو تحويل عقارب الساعة، إلى جانب الصعوبة في التركيز والصعوبة في تنفيذ المهمات المعقدة.
- هذا الخلل في التركيز والتعب يتسببان في حوادث السير. إن وجود بضعة ملايين من سائقي السيارات المتعبين على الشوارع يؤدي إلى ارتفاع هام في عدد حوادث السير في الأيام التي تتلو تحريك عقارب الساعة.
- انعدام الحذر يؤدي إلى ازدياد حوادث العمل مع تحريك عقارب الساعة، كما أن هنالك ارتفاعا في عدد الإصابات والأضرار.
- يبدو بأن هذا المزج بين التعب، مصاعب النوم، والشعور العام غير الجيد يؤدي إلى إصابة أناس أكثر بالسكتات القلبية التي تتلو تحريك عقارب الساعة.
- في الأسبوع الذي يتلو تحريك عقارب الساعة إلى التوقيت الصيفي، هنالك أكثر تبليغات عن الاكتئاب، والشعور بالحزن والأسى.
رغم ذلك، كيف يمكننا تحسين حالتنا الصحية وأن نخفف مما سبق في أعقاب تحريك عقارب الساعة؟
- ننصح بإجراء تغييرات تدريجية. قوموا بإرسال أطفالكم للنوم ربع ساعة قبل الموعد المعتاد، افعلوا ذلك بضعة أيام قبل تحريك عقارب الساعة (وأنتم أيضا، حاولوا الدخول إلى فراشكم في وقت أبكر خلال الأيام التي تتلو موعد تحريك عقارب الساعة). من المهم أن تحاولوا الوصول إلى يوم تغيير الساعة وأنتم هادئون ومسترخون، بعد حصولكم على أكبر قدر ممكن من الراحة.
- إن كنتم تشعرون بالتعب الشديد بعد تحريك عقارب الساعة، ننصحكم بالاستراحة قليلا في الظهيرة. إن غفوة قصيرة ومنعشة ستكفل لكم الحفاظ على طاقتكم لباقي اليوم.
- رغم التعب، ننصحكم أن تنهضوا في الساعة التي اعتدتم عليها وأن تذهبوا للنوم في الساعة الثابتة. إن الحفاظ على الروتين يساعد الجسد على التأقلم
- النشاط البدني خلال ساعات النهار سيساهم في الإبقاء عليكم يقظين ونشطين خلال ساعات النهار، وسيساعدكم في الغرق في نوم عميق ولذيذ خلال الليل.
- في الأيام التي تسبق وتتلو تحريك عقارب الساعة، ننصحكم بالابتعاد عن تناول كميات كبيرة من الكافيين، الكحول، أو التبغ، فهي مواد تسرّع من الدورة الدموية وتمس بجودة النوم.
- قبل النوم، قوموا بممارسة عادة خاصة للاستراحة: حمّام دافئ وكتاب جيد هما أمران ننصح بهما بشكل خاص، وذلك لمساعدة جسدكم على الاستعداد للنوم.
- إن لم تنجحوا في النوم رغم كل هذا، فلا تيأسوا. إنهضوا، إذهبوا إلى حجرة أخرى، أضيئوا ضوءا خافتا واقرأوا كتابا إلى أن تشعروا بأنكم متعبين من جديد.
- كونوا حذرين بوجه خاص أثناء قيادة السيارة، وإن شعرتم بأنكم تعبين، فعليكم أن تفضلوا استخدام المواصلات العامة.
- في كل مرة تعانون فيها من ضغط في منطقة الصدر، آلام حادة في الذراع أو شعور عام غير جيد، توجهوا فورا للحصول على مساعدة طبية.
الانتقال للتوقيت الشتوي
بالنسبة لمعظم البالغين، التكيّف مع التوقيت الشتوي أمر سهل. يتمتعون بساعة إضافية من النوم بكل راحة، ويستيقظون بحيوية ونشاط ويستمتعون بيوم مُنتِج وفعّال. في بعض الأحيان، قد يشعرون ببعض التعب الخفيف عندما يحل الظلام (مبكرًا جدًا)، ولكنهم سيتمكنون من إيقاظ أنفسهم بمساعدة النشاطات، وكوب من القهوة، وتشغيل الأنوار.
المشكلة، بالطبع، تكمن في الأطفال والرضّع. من الصعب إقناعهم بمدى فائدة النوم لساعة إضافية في الصباح، كما أن أجسادهم تستغرق وقتًا أطول للتكيف مع الضوء المفاجئ في الصباح، وظلام الظهيرة المُطّلق.
يتم إنشاء حلقة مفرغّة حين يستيقظون مبكرًا جدًا (حتى في وقت أبكر من المعتاد، مما يثير استياء الوالدين)، ويكونون متعبين وسريعي الانفعال منذ ساعات المساء المبكرة وبالطبع ينامون مبكرًا، أو على العكس من ذلك يصلون بسهولة إلى حالة من الإرهاق وعدم القدرة على النوم.
ومع ذلك، ما الذي يمكن عمله؟ كيف تساعد الأطفال على التغلب على "Jet lag - إضطراب الرحلات الجوية الطويلة" الذي يبقى بعد تحريك الساعة؟
- ولتسهيل تأقلم الجسم، ينصح بالحرص على تعتيم غرفة النوم جيداً في ساعات الصباح (التي تصبح مُضيئة ومشرقة فجأة).
- استغلوا ساعات النهار القليلة جيدًا، وافتحوا تريسات النوافذ عن آخرها، والخروج من المنزل والإستمتاع بأشعة الشمس.
- من المهم إضفاء أضواء المنزل من ساعات بعد الظهيرة، هكذا نكشف أنفسنا على كمية كافية من الضوء لكي نتجنب الشعور بالنعاس المبكر في المساء.
- غالبا ما يتسبب التحول إلى التوقيت الشتوي بانخفاض يتراوح ما بين 15- 20% من مستوى النشاط البدني، سواء لدينا أو لدى الأطفال. من المهم أن نلتزم بصورة كبيرة بإخراج الأطفال خارج المنزل، رغم الظلام. حاولوا أن تأخذوهم إلى الحدائق وملاعب الرياضة، وواصلوا الخروج معهم، والتجوال والتنزه لكي يتمكنوا من حرق الطاقة. ومن المهم للبالغين أن يحافظوا على روتين الرياضة واللياقة البدنية، حتى عندما يكون قد حل الظلام.
- يؤدي حلول الظلام المبكر إلى ارتفاع بنسبة 7% في عدد حوادث الطرق. التزموا بإضاءة أضواء السيارة والسفر ببطء وأمان. وننصحكم على وجه الخصوص بالانتباه للمارة الذين يقطعون الطريق في العتمة. كرروا مع أطفالكم سرد قواعد الاحتراس في الطرق، والتزموا بارتداء ملابس فاتحة، واستخدام عاكسات الضوء.