تشكّل الجلطة الدماغية المرتبة الثالثة من حيث كونها سبب الوفاة في العالم الغربي، وذلك على التوالي بعد أمراض السرطان وأمراض القلب. كما أن الجلطات الدماغية تمثّل العامل الرئيسي للإصابة بإعاقات لدى السكان الكبار في السن. هنالك في البلاد نحو 15,000 من الأشخاص الذين يصابون بالجلطات الدماغية في كل عام، حيث هنالك نسبة ضئيلة فحسب من المرضى تتوفر لها ظروف علاج لائقة وقت وقوع الحدث، ويحدث هذا خصوصا بسبب تعطّل الوصول إلى غرفة الإنعاش في المستشفى.
علامات الجلطات الدماغية شديدة الحدة وهي تظهر بشكل مفاجئ. وتشمل:
إن ظهور مثل هذه الأعراض يتطلب إخلاء سريعا إلى المستشفى، وإجراء تشخيص عاجل ومعالجة فورية بهدف التقليل من مخاطر الإصابة بإعاقة والضرر العصبي.
من ضمن عوامل الخطر الأكثر انتشارا المرتبطة بالجلطة الدماغية، يمكننا أن نذكر أمراض القلب، السكّري، ارتفاع منسوب الكولسترول، وضغط الدم العالي، إلى جانب العوامل الوراثية (على غرار وجود تاريخ لدى أفراد العائلة من الإصابة بالجلطة الدماغية أو أمراض الأوعية الدموية). هنالك عوامل أكثر ندرة تشمل وجود مصاعب في تجلط الدم، الالتهابات في الأوعية الدموية، والإصابات في منطقة الرقبة والرأس. وحيث تتجمع عدة عوامل خطر، فإن الخطر يتضاعف.
ورغم الاعتقاد السائد بأن هذه الظاهرة تمس بشكل أساسي السكان الكبار في السن، فإن الأطفال والشبان أيضا يمكن لهم أن يصابوا بالجلطات الدماغية. ومع ذلك، فإن متوسط جيل من يصابون بالجلطات الدماغية يبلغ 69 عاما. ويتضح من المعطيات التي تنشرها نقابة أطباء الأعصاب بأن نحو 35% من المرضى الذين يصابون بالجلطات الدماغية، تقل أعمارهم عن ستين عاما، وبأن نحو 8% منهم تقل أعمارهم عن 50 عاما.
إن التشخيص السريع للجلطة الدماغية يتم باستخدام تصوير الـ CT للدماغ وعبر فحص الـ CTA (أنغيوغرافيا: فحص لتدفق الدم في الأوعية الدموية) وأحيانا يتم عبر مسوحات الـ MRI للدماغ.
إن معالجة الجلطة الدماغية الخطيرة تشمل علاجا دوائيا عبر أدوية تذيب التجلطات التي تُقدم عبر حقنة وريدية (Tissue plasminogen activator) و/ أو عبر علاج تدخلي جراحي يتمثل بالقسطرة الدماغية وسحب التجلط أو فتح للوريد المسدود.
في حالة حدوث جلطة دماغية، فإن كل دقيقة تمر من دون علاج تتسبب في موت نحو 2 مليون خلية دماغية .
إن نافذة الوقت التي يمكن خلالها إجراء علاج منذ لحظة ظهور علامات الجلطة الدماغية لا تتجاوز الأربعة ساعات ونصف من أجل القيام بعلاج دوائي، وإلى نحو ثمانية ساعات من أجل الشروع في علاج جراحي (القسطرة الدماغية العاجلة).
إن سرعة الوصول إلى المستشفى بعد ظهور علامات الجلطة الدماغية هي أمر شديد المصيرية من أجل إنقاذ المريض ومن أجل ضمان خروجه من المستشفى من دون إصابته بالإعاقة.
من الجدير، بمكان، الإشارة إلى أن الجلطات الدماغية غير مؤلمة. إذ أن المصاب نفسه في بعض الأحيان لا يستطيع استدعاء المساعدة، وهو في بعض الأحيان لا يكون قادرا على الحديث، كما أنه في أحيان آخرى، لا يعرف أصلا بأنه يعاني من جلطة. حين تظهر علامات شديدة للجلطات الدماغية، يتوجب الوصول بشكل فوري إلى غرفة الإنعاش واجتياز الفحوصات اللازمة من أجل الخضوع للعلاج العاجل.
من المهم أن نذكّركم بالعلائم التحذيرية التي تشير إلى وجود جلطات دماغية يترتب عليها أن تضيء علائم الخطر لديكم، هذه علائم تعني أن عليكم استدعاء سيارة إسعاف والوصول فورا إلى المستشفى:
الحفاظ على نمط حياة صحي، وهو ما يعد في الطب الطريقة الأكثر صحية والأكثر توازنا من أجل الوقاية القصوى ومنع عوامل المخاطرة بالإصابة بأمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية في الدماغ.
من المهم الالتزام بنمط تغذية تقل فيه الدهون المشبعة (كاللحوم الحمراء، الزبدة، المارجرين، البيض، والأجبان عالية الدسم)، وتفضيل الأطعمة الثرية بالدهون غير المشبعة (كزيت الزيتون، الأفوكادو، الطحينة، وجوز الملك)، وينبغي الحفاظ على معايير LDL (الدهن السيئ) تحت الـ 100 ملغرام/ لكل ديسي لتر ، ولمرضى السكري، فإننا ننصح بالحفاظ على منسوب تحت الـ 70 ملغرام /لكل ديسي لتر.
النشاط البدني ضروري من أجل الحفاظ على الصحة، حيث أن النشاط الأكثر فعالية لهذا الغرض هو التمارين الإيروبية المعتدلة (المشي السريع، السباحة، ركوب الدراجات الهوائية، وغيرها)، لمدة ثلاثين دقيقة، لثلاثة مرات في الأسبوع على الأقل.