الپوليو هو مرض فيروسي يصيب البشر، وقد كان منتشرا حتى عقود قليلة قريبة في أرجاء العالم. وقد صار الپوليو يعتبر، بفضل اللقاح المضاد الذي يقدم في جميع دول العالم، مرضا غير منتشرا اليوم. وينتقل الفيروس بين البشر، ومن شأنه أن يتلف النخاع الشوكي ويتسبب بشلل خفيف.
غالبية السكان (نحو - ¾) ممن سيصابون بفيروس الپوليو لن يعانوا من أعراض بالمطلق، بل إن القسم الأكبر منهم لن يعرف بالمطلق أنه قد أصيب بالعدوى.
بعض المصابين بالعدوى ستظهر لديهم أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، أو يعانون من الإسهال لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 21 يوما بعد تعرضهم للفيروس.
تستمر هذه الأعراض غالبا لمدة تتراوح ما بين يومين إلى 7 أيام، وتنتهي لوحدها.
لدى نحو 2 من كل 100 شخص، يهاجم فيروس الپوليو الأعصاب في العمود الفقري أو في جذع الدماغ، ويتسبب في الشلل، وخصوصا في الأطراف السفلى. تظهر هذه الأعراض في فترة لا تتجاوز نحو عشرة أيام من ظهور الأعراض الأولى.
ومن ضمن الأعراض: الشعور بالتنميل، التنكس العضلي، التصلب في المفاصل، التشوهات الجسدية، التهاب السحايا، وشلل أو ضعف في الأطراف.
نسبة تتراوح ما بين 2 إلى 5% من الأطفال المصابين سيصابون بشلل، بينما 20% من البالغين الذين سيصابون بالمرض، سيموتون جراء الإصابة به.
بعض ممن أصيبوا بالپوليو (حتى لو أصيبوا بدرجات طفيفة أو لم تكن لديهم أعراض) قد تظهر لديهم أعراض شلل مجددا في المستقبل، أو يعيشون تفاقما للأعراض الموجودة. وتظهر أعراض ما بعد الپوليو بعد سنوات طويلة من الإصابة بالمرض للمرة الأولى. وفي نحو ربع هذه الحالات، تتسبب أعراض ما بعد الپوليو بالوفاة.
فيروس الپوليو هو فيروس شديد الانتشار وينتقل من خلال التلامس بين البشر. ويدخل الفيروس إلى الجسم عن طريق الفم في أعقاب التلامس غير المباشر مع براز من يحمل الفيروس، أو بعد التعرض لرذاذ ناجم عن العطس أو السعال. يمكن أن يصاب المرء بالعدوى أيضا من خلال الطعام أو الماء الذي قد يتلوث من البراز أو الرذاذ. وهذا المرض سريع الانتشار إلى حد أن احتمالات الإصابة بالعدوى أثناء تبديل الحفاضات، أو مساعدة طفل في المراحيض، أو استخدام ذات المراحيض التي يستخدمها المصاب بالپوليو، قريبة من نسبة الـ 100%.
يتكاثر هذا الفيروس في بلعوم وحلق وأمعاء المصابين. وبعد حوالي أسبوع من الإصابة، تتواجد غالبية الفيروسات في الأمعاء، ومن هناك تمر عبر العقد الليمفاوية إلى الدم والجهاز العصبي.
ويمكن للمصابين بالفيروس أن ينقلوه للآخرين حتى قبل أسبوعين من ظهور الأعراض لديهم، وحتى أسابيع بعد ظهورها. ويحتمل أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض حتى، أن يقوموا بنشر المرض من دون علمهم.
لا توجد علاجات أو أدوية مخصصة للپوليو. إذ تتركز العلاجات في تقديم الدعم لأجهزة الجسم وتقليل فرص الإصابة بأعراض طويلة المدى، كالنقل إلى المستشفى، تقديم الدعم التنفسي عن طريق الأجهزة، تمارين العلاج الطبيعي، وغيرها.
أفضل طريقة لتلافي الإصابة بالپوليو هي تلقي التطعيم ضده، ومن خلال الالتزام بغسل بالنظافة وغسل اليدين بعد الذهاب إلى المرحاض، وبعد تبديل الحفاضات أو تقديم المساعدة لطفل في المرحاض، وقبل تناول الطعام.
لقاح الپوليو موجود منذ عقود، وهو فعال وآمن للغاية، وفضله تم القضاء على المرض في المناطق التي يتلقى سكانها اللقاح.
إذا ما استدعت الحاجة، يقدم اللقاح للبالغين قبل سفرهم إلى الدول التي فيها احتمالات عالية للإصابة بالپوليو.
تلخيصا، أدى تجند منظمة الصحة العالمية لتقديم اللقاح لسكان العالم إلى نجاح هائل، حيث تم القضاء على نوعين من سلالات الپوليو، كما أن السلالة الأكثر خطرا من هذا الفيروس، بات موجودا بصورة معتدلة في بعض مناطق العالم. إن مواصلة الالتزام بتلقي اللقاحات المذكورة من شأنه أن يقضي على الپوليو، تماما كما تمكن الطب من القضاء على فيروس الجدري.