يظهر التهاب الأذنين من خلال عدة أعراض متنوعة، ابتداء من البكاء والانزعاج في الليل، ووصولا إلى آلام الأذنين وتضرر السمع. كيف يمكننا تشخيص أي من أمراض الأطفال المنتشرة؟ وكيف نعالجها؟
الصرخات الشديدة في منتصف الليل. البكاء، الانزعاج، الألم. كل محاولة للاستلقاء تزيد من الألم، وتُشعر الطفل بالضيق. يعاني الأطفال الأكبر سنًا من ألم في الأذن، أما الصغار الرضّع فيشدون الأذن ويلمسونها. يتقلب الطفل، ويكون عصبياً، وقد يصاب بالحمى، ويواجه صعوبة مفاجئة في السمع ولا يستجيب للأصوات الضعيفة، ويتعثر أكثر من المعتاد، ويسقط ويبدو غير مستقر.
كل هذه علامات تدل على وجود التهاب في الأذن، وهو من أكثر الأمراض شيوعاً عند الأطفال.
عادةً ما تحدث عدوى الأذن بسبب البكتيريا، وغالبًا ما تبدأ بعد نزلة برد أو التهاب في الحلق أو أي عدوى أخرى في الجهاز التنفسي. تنتشر البكتيريا أو الفيروسات المسببة للمرض نحو الأذن الوسطى وتستقر هناك. ويؤدي الالتهاب الناتج إلى تراكم السوائل خلف طبلة الأذن.
يتسبب التهاب الأذن الوسطى نتيجة واحد أو أكثر من الأسباب التالية:
30% من التهابات الأذن تكون فيروسية ولا حاجة للعلاج بالمضادات الحيوية.
تخفيف آلام الطفل سيتم عن طريق إعطاء قطرات الأذن المهدئة مثل أوتيدين أو المخدر، قطرات الأذن المخصصة لتخفيف آلام الأذن والهمس. استخدام الدواء مخصص لتسكين الألم في الالتهاب الحاد في الأذن الوسطى وصيوان الأذن. إن استخدام مسكنات الألم العامة مثل الباراسيتامول أو نيوروفين سيساعد في تقليل الحمى وتخفيف الألم. أثبتت الدراسات الطبية مؤخراً أن تأثير الإيبوبروفين ضد أوجاع الأذن لدى الأطفال كان أكبر من تأثير الأسيتامينوفين.
في حوالي 60% من الحالات، تكون التهابات الأذن ناجمة عن البكتيريا، وتكون أجهزة الدفاع الذاتية في الجسم قادرة على التغلب عليها وليس هناك حاجة لبدء العلاج بالمضادات الحيوية. من ناحية أخرى، لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، لا يكون الجهاز المناعي متطورًا جدًا ويوصى ببدء العلاج بالمضادات الحيوية بسبب الخوف من حدوث مضاعفات كبيرة بعد عدوى الأذن غير المعالجة.
ورغم محاولات الوقاية، هناك أطفال يعانون من التهابات الأذن المتكررة، وأحيانا أكثر من 5 أو 6 مرات في السنة . في مثل هذه الحالة، يوصي العديد من الأطباء بإجراء طبي يسمى جراحة الأزرار. يتم أثناء العملية إدخال أنبوب تهوية صغير يساعد على تدفق الهواء ويمنع تراكم السوائل في الأذن الوسطى. في بعض الأحيان تتضمن التوصية أيضًا إزالة اللحمية أثناء العملية، كجزء من محاولة منع انتشار الالتهاب.