الحصبة هي مرض تلوثي معدي جدا، وهو يشكل في بعض الأحيان خطرا على الحياة. بتنا نشهد انتشارا متجددا لمرض الحصبة في كل من أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل، تنصح وزارة الصحة من يرغبون بالسفر إلى التأكد من حصولهم على تحصين ضد المرض، كما تقوم بتحديث توجيهاتها فيما يتعلق بالحصول على التطعيم.
الحصبة (measles, rubeola) هي واحدة من أكثر الأمراض المعدية شيوعًا في العالم. يعيش الفيروس في أنف وحلق المصابين، ويتسبب في الحمى، والطفح الجلدي، واحمرار العينين، والسعال. يُعتبر فيروس الحصبة معديًا بدرجة كبيرة، إذ ينتقل عبر الهواء من خلال ملامسة رذاذ اللعاب وسوائل الجسم (من خلال السعال أو العطس)، ويمكنه البقاء حيًّا لمدة ساعتين على أسطح مختلفة. يُعد المرض معديًا لدرجة أن 90% من الأشخاص غير المطعّمين الذين يتعرضون له يُصابون به أيضًا.
يوجد لقاح ضد الحصبة، وتُقدّر فعاليته بنسبة 99%. وفي عام 2000، افترضت منظمة الصحة العالمية أن الحصبة قد تم القضاء عليها ولم تعد موجودة في الولايات المتحدة.
الحصبة هي مرض طفولي مُعدٍ للغاية، يتسبب في ظهور طفح جلدي في جميع أنحاء الجسم. تنجم الحصبة عن فيروس ينتقل عبر الهواء. يمكن أن تُصاب بالعدوى إذا كان شخص مريض يسعل أو يعطس بالقرب منك، أو إذا شاركك الطعام والشراب، أو عند تواجدك في نفس الغرفة معه.
تكون العدوى مُعدية منذ أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي وحتى أربعة أيام بعد ظهوره، وتحدث العدوى بشكل أساسي قبل ظهور الطفح.
الحصبة معدية جدًا، ويُواجه الشخص غير المُطعّم الذي يتعرض للمرض خطرًا بنسبة 90% للإصابة به.
تبدأ أعراض الحصبة عادة بعد مرور أسبوع إلى أسبوعين من التعرض للفيروس. الأعراض الأولى تشبه الزكام الحاد – وتشمل ارتفاعًا في درجة الحرارة يزداد مع تقدم المرض (حتى حرارة مرتفعة تفوق 39 درجة مئوية)، وسيلان الأنف، والعطاس، والسعال، وألم الحلق. في بعض الأحيان، تتورم الغدد اللمفاوية.
تتراجع هذه الأعراض لاحقًا، وتظهر نقاط حمراء داخل الفم، يليها طفح جلدي يشمل الجسم بأكمله.
يبدأ الطفح الجلدي الأحمر من خط الشعر ويمتد نزولًا إلى الوجه والعنق، وفي غضون يومين يغطي الجسم بالكامل بما في ذلك راحتي اليدين وأخمصي القدمين. يتميز الطفح بمناطق واضحة، وعند الضغط عليه يصبح لون المنطقة أبيض. يختفي الطفح بنفس الترتيب الذي ظهر فيه، وفي بعض الأحيان يترك وراءه جلدًا متقشرًا.
تستمر فترة حضانة المرض، أي الفترة ما بين التعرض للعدوى وظهور الأعراض، ما بين 10 إلى 14 يومًا.
في حال ظهور أعراض الحصبة، من المهم جدًا التواصل مع المركز الطبي قبل الوصول إليه، من أجل الحصول على تعليمات تمنع تعريض المرضى الآخرين للعدوى.
يظهر الطفح الجلدي المميز للحصبة عادة بعد 3 إلى 4 أيام من بدء الحمى. ويبدو على شكل نقاط حمراء تميل إلى التجمع لتكوّن بقعًا متّصلة، ويبدأ من منطقة الوجه، ثم ينتقل تدريجيًا إلى الرقبة، ويواصل انتشاره إلى باقي أنحاء الجسم مثل البطن، الذراعين، الظهر والساقين.
بعد عدة أيام، يبدأ لون الطفح في التلاشي تدريجيًا حتى يختفي تمامًا، وغالبًا ما تتزامن هذه المرحلة مع تحسّن باقي الأعراض. قد يظهر تقشّر في الجلد مع اختفاء الطفح، يشبه ما يحدث بعد حروق الشمس.
تُعرّف منظمة الصحة العالمية الحصبة بأنها "أخطر مرض طفولي جلدي قاتل".
يُواجه الأطفال دون سن الخامسة، أو البالغون فوق سن العشرين، خطرًا حقيقيًا على حياتهم في حال الإصابة بالمرض.
في معظم الحالات، يتعافى الأشخاص من الحصبة خلال نحو أسبوعين، لكن هناك خطر حدوث مضاعفات مثل التهاب الرئتين، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب قرنية العين، وتضرر في الكبد، والتهاب السحايا، والوذمة الدماغية، وغيرها.
أخطر هذه المضاعفات هو ما يُعرف بـ SSPE، وهو التهاب دماغي مزمن يظهر بعد 7 إلى 13 عامًا من لحظة الإصابة. يُعد هذا الالتهاب شبه قاتل دائمًا، ويؤدي إلى أضرار بالغة وغير قابلة للعكس في الجهاز العصبي المركزي، بما يشمل التدهور العقلي، ونوبات التشنج، وغير ذلك.
مع الإشارة إلى أن بعض المضاعفات الخطيرة نادرة نسبيًا، إلا أن الحصبة مرض شديد العدوى، ومع ازدياد عدد المصابين، ترتفع أيضًا احتمالية ظهور هذه المضاعفات النادرة.
لا يوجد دواء يُشفي من مرض الحصبة، كما أن المضادات الحيوية لا تؤثر على الفيروسات المسببة للمرض. العلاج الأكثر فعالية هو العلاج المنزلي الداعم، والذي يشمل إعطاء مسكنات للألم وأدوية لخفض الحرارة، بهدف التخفيف عن المريض. ونظرًا لأن المرض معدٍ بشكل خاص، يجب تجنّب التعرض، قدر الإمكان، لأشخاص غير مُطعّمين أو ذوي جهاز مناعي ضعيف.
في حال التعرض للعدوى، يُنصح بالتوجّه العاجل عبر الهاتف إلى دائرة الصحة الإقليمية. سيُتّخذ قرار بشأن الحاجة إلى تلقي علاج وقائي (تطعيم) ضد الحصبة، وذلك بناءً على عوامل مثل السن والحالة التلقيحية. قد يساهم الحصول على اللقاح بعد التعرّض في منع الإصابة بالمرض، أو التخفيف من حدّته، لدى الأشخاص الذين لم يتلقّوا التطعيم بعد.
العلاج الوقائي عبر التطعيم النشط فعّال في الوقاية من المرض، لا سيما إذا أُعطي خلال 72 ساعة من التعرض للعدوى، إلا أنه يمكن إعطاؤه حتى 6 أيام بعد التعرض.
أما العلاج الوقائي عبر التطعيم السلبي (الغلوبيولين المناعي)، فيكون فعّالًا إذا أُعطي خلال 6 أيام من التعرض للعدوى، للأشخاص الذين يُمنع عليهم تلقي التطعيم النشط، مثل الأطفال دون سن ستة أشهر، النساء الحوامل، أو الأشخاص الذين يعانون من كبت مناعي حادّ.
مع ذلك، من المهم أن تعرف أن هناك عدة حالات لا يمكن فيها تلقي اللقاح النشط (العادي)، ومنها:
النساء الحوامل اللاتي لم يتلقين اللقاح النشط ضد الحصبة في السابق.
الرضع حتى سن ستة أشهر.
الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة (مثلًا نتيجة لأدوية معينة).
في هذه الحالات، يُوصى بتلقي لقاح حصبة سلبي، الذي يحتوي على أجسام مضادة ضد الفيروس. من المهم أن تعرف أن هذا اللقاح لا يوفر حماية طويلة الأمد لسنوات عديدة، على عكس اللقاح النشط (العادي).
يتم اتخاذ قرار نوع اللقاح من قبل الفريق الوبائي التابع لوزارة الصحة.
تلقي التطعيم هو الوسيلة الأفضل للوقاية من الإصابة بمرض الحصبة ومن مضاعفاته المحتملة.
عادةً ما يتم تحقيق استجابة مناعية كافية بعد نحو أسبوعين من موعد التطعيم.
يُعتبر التطعيم آمنًا تمامًا للاستخدام، وتشمل الأعراض الجانبية المحتملة ارتفاعًا طفيفًا في الحرارة بعد 6 إلى 12 يومًا من تلقي اللقاح، أو طفحًا جلديًا خفيفًا ومؤقتًا.
عادةً ما تتحقّق الاستجابة المناعية الكافية بعد نحو أسبوعين من تلقي التطعيم.
قد تظهر لدى بعض من تلقّوا اللقاح أعراض جانبية. في معظم الحالات، تكون هذه الأعراض الجانبية خفيفة وتزول من تلقاء نفسها:
يُوصى باستخدام مستحضرات خفض الحرارة وتسكين الألم وفقًا للتعليمات المرفقة أو بحسب توجيهات طاقم الصيدلية أو الطاقم الطبي.
إذا بدا الطفل أو الطفلة خاملًا بعد تلقي التطعيم، أو إذا استمرت الحمى لأكثر من 48 ساعة، أو ظهرت نوبات تشنج، أو كدمات زرقاء على الجلد، أو أي عرض آخر يثير قلقك أو شكوكك – يُنصح بالتوجه إلى مركز الاستشارة الطبية أو استشارة الطبيب/ة المعالج/ة.
في ظل تفشي فيروس الحصبة، أصدرَت وزارة الصحة التوصيات التالية للمسافرين إلى الخارج:
ملاحظة:
إذا كان المسافر قد تلقى في الماضي جرعة واحدة فقط، يُوصى بتلقي الجرعة الثانية.
يُمنع تطعيم النساء الحوامل بلقاح MMR.
في حال عدم توفّر سجل التطعيم لدى المؤمن عليه، يجب إعطاؤه جرعة واحدة أو إحالته إلى عيادة المسافرين / دائرة الصحة.