تثبت الكثير من الأبحاث السريرية بأنه يمكن تجنب عمليات بتر الأطراف، عن طريق خلق توازن في السكر، عبر القيام بإجراء فحص دوري في العيادة، وعبر إجراء فحص ذاتي للقدمين.
في بعض الأحيان، تكون أعراض مرض السكري مرعبة أكثر من المرض نفسه. هنالك عدد كبير من المصابين بمرض السكري يجابهون عددا كبيرا من الأعراض الجانبية المترتبة على المرض. وفي الغالب، فإن المصاب بمرض السكري الذي لا يقوم بمعالجة مرض السكري بشكل جدي، والاهتمام بكل جوانب المرض، قد يدفع ثمنا باهظا. واحدة من هذه الأعراض هي أعراض باطن القدم السكّرية، وهي نوع من الأعراض الجانبية التي يصعب علاجها، والتي قد تؤدي إلى بتر القدم أو أجزاء منها في أعقاب حدوث تلوّث يؤدي إلى حدوث النخور.
بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن أي تلوث، نخر، دمار للأنسجة العميقة في الأطراف، متسببة عن تعقيدات مرض السكري، هي التي ما يعرّف باعتباره باطن القدم السكّري.
إن باطن القدم السكّري يشكل عمليا إشارة إلى وجود ضرر أصاب عدة منظومات في الجسد.
تضرر الأوعية الدموية - وهي ظاهرة منتشرة في أوساط مرضى السكري (نحو 50% منهم). إن انخفاض تدفق الدم نحو باطن القدم، يؤدي إلى تفاقم مخاطر الضرر، وإبطاء الشفاء.
الضرر اللاحق بالأعصاب - إن الضرر المتسبب عن مرض السكري للأعصاب يؤدي إلى تخفيف الشعور بالألم، الحرارة، أو البرودة في القدمين. وبإمكان حدوث جرح أو إصابة في القدم أن يتفاقم ويتحول إلى جرح كبير وملوث، لأن المريض لا يعرف عن وجود هذا الجرح.
إلى جانب ذلك، فإن الضرر اللاحق بالأعصاب يؤدي إلى ضعف في عضلات باطن القدم، ويغير من بنية باطن القدم. إن تغيير بنية باطن القدم يخلق نوعا من أنواع توزيع الثقل غير السليم عليها، ولاحقا تتشكل تقرّحات في مواضع الثقل التي تشكلت حديثا.
إن الضرر العصبي المستقل يؤدي إلى الجفاف. وإلى تشكل الجلد الصلب والمتشقق، والفطريات، واختراق الإظفر للحم الإصبع.
إن تضافر هذه العوامل، إلى جانب عوامل إضافية كالسكري غير المتزن، ضعف الرؤية، والإصابة السابقة بالقرحة المعدية، والتدخين، والسمنة المفرطة، وقلة الاهتمام بالنظافة، والإفراط في الخضوع لعلاجات الـ "بديكور"، وترك الفطريات في الأظافر من دون علاج، والأظافر التي تخترق الجلد، تشكّل منبرا لتطور العدوى، وتصعّب جدا من إمكانية معالجة هذه الإصابة.
من المهم اتخاذ جميع التدابير الممكنة من أجل منع تطور التقرحات
الحفاظ على مستوى متوازن من السكر، متابعة مستويات السكر في الدم، تناول الأدوية العلاجية، ممارسة النشاط البدني والتغذية السليمة ستسهم بشكل كبير في منع تعقد مرض السكري بشكل عام، وسكّري باطن القدم بشكل خاص.
يتسبب التدخين في انقباض الأوعية الدموية، ما يتسبب في تقليل كمية الدم المتدفقة نحو الأطراف، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى فقدان الطرف لدى مرضى السكري.
ينبغي الامتناع عن وضع القدمين على أي مصدر من مصادر النيران (أغطية التدفئة الكهربائية، الزجاجات الساخنة، ومصادر التدفئة الأخرى) من دون منظّم حرارة.
عليكم أن تقوموا، مرة كل نصف عام، بإجراء فحوصات دورية لكف القدم في عيادة أولية لدى الممرضة والطبيب، وفي حال دعت الحاجة، سيتم تحويلكم إلى خبراء في معالجة باطن القدم السكّري.
إن نمط الحياة النشط والصحي، والامتناع عن مصادر الخطر، والعلاج الدوائي المنظم، وإجراء فحوصات دورية في العيادة هي أمور ستساعدكم على الحفاظ على توازن السكر، وعلى قدمين تتمتعان بالصحة الوافرة على مر السنوات.
يحق لك الحصول من وزارة الصحة على تمويل جزئي لشراء زوج من الأحذية، مرة في كل عامين. يمكن تفعيل هذا الحق من خلال حصولك على ورقة تفيد بذلك من الطبيب المعتمد من قبل وزارة الصحة في هذا المجال.