التعامل مع موازنة مرض السكري من خلال إدارة العواطف وبناء الحصانة الشخصية

تشير الحصانة الشخصية إلى قدرة الشخص على التعامل مع المواقف والأزمات العصيبة، والتكيف معها.

مريم شبيغلمان، الممرضة المتخصصة سريريا بمرض السكري في لئوميت

ما هي الحصانة الشخصية؟

تشير الحصانة الشخصية إلى قدرة الشخص على التعامل مع المواقف والأزمات العصيبة، والتكيف معها. وتعتبر القدرة على تطوير الحصانة الشخصية واحدة من أهم السمات الإنسانية، ونحن نرى ضرورة هذه السمة خاصة في الأوقات التي يتغير فيها الواقع، وخصوصا وقت الأزمات و/أو انعدام اليقين.

يدفعنا العمل على الحصانة إلى الالتقاء بتشكيلة واسعة من المشاعر الإنسانية، ويحولنا إلى أقوياء وقابلين للتكيف. فالحصانة تعدّ عمليا جهاز امتصاص صدمات الحياة: أي أمر يساعدنا على تجاوز المطبات في الطريق، ويمنحنا القدرة على الخروج من الأزمات في أسرع وقت ممكن، بل ولربما أن تقوينا هذه الأزمات.

لماذا من المهم التحدث عن الحصانة في سياق إدارة مرض السكري؟

تشير المعلومات المتجمّعة خلال الأشهر الأخيرة بشأن كل من مرض السكري وفيروس كورونا إلى أن عدم توازن مرض السكري يعد عاملا خطرا، وهو يرفع من احتمالات الإصابة بكورونا ويزيد من خطر الإصابة بالفيروس بطريقة أكثر حدة وتعقيدا.
تتناول العديد من الدراسات العلاقة السلبية القائمة بين مسألة توازن مرض السكري وحالات التوتر. وبحسب هذه الأبحاث، فإن المرضى الذين يعانون من حالات التوتر والقلق سيواجهون مصاعب في موازنة مرضهم. وبالنظر إلى الفترة الماضية، أي منذ تفشي الكورونا واقتحامه لحياتنا، بتنا نعي بأن التوتر، وانعدام اليقين، والقلق، والمخاوف، قد تحولت إلى جزء لا يتجزأ من الحياة، والآن، ومن أجل صحتنا الجسدية، فإن علينا أن نساعد أنفسنا في أن نشعر بالأمان والراحة مجددا. وفي أن نخلق لدى أنفسنا شعورا بالحصانة، وهو ما سيتيح لنا التعامل مع الواقع المعقد والمتغير على النحو الأمثل.

كيف ننمي الشعور بالحصانة الشخصية؟

تحمّل المسؤولية عن نفسيتنا

الاستمرار في روتين الحياة ومسارها قدر الإمكان، الحصول على المعلومات فقط من المصادر المؤهلة والرسمية والموثوقة، والبحث عن الأماكن التي يشعر فيها بالرضا والقيمة على سبيل المثال، من خلال دعم ومساعدة الآخرين، وتعلم طلب المساعدة إن كانت مطلوبة، من أبناء الأسرة والأصدقاء، ومن المؤسسات المختلفة على غرار صندوق المرضى، قسم الرفاه، الجمعيات المختلفة، وغيرها.

تحمّل المسؤولية عن جسمنا

  • الإكثار من النشاط البدني.
  • شرب الماء.
  • تناول أطعمة صحية ومليئة بالفائدة كالخضروات، والفواكه، البقوليات، البروتين والزيوت الصحية، وتقليل الكربوهيدرات الفارغة والزائدة عن الحاجة.
  • الالتزام بالعلاج الدوائي.
  • تناول فيتامين دال.
  • الخضوع بشكل دوري للفحوصات.
  • الالتزام بساعات نوم كافية.

تحمّل المسؤولية عن أفكارنا

عدم الانجراف خلف الأفكار السلبية على غرار "كل شي راح"، "هاي نهاية العالم"، "هاي أسوأ حالة بالتاريخ".
بدلا من ذلك، علينا أن نسأل أنفسنا إذا كانت هذه الأقوال صحيحة أم خاطئة؟ هل تعاملنا مع المصاعب بنجاح في الماضي؟ هل علينا أن نحصل على الحل الآن وهنا، أم أن بإمكاننا أن نحرر أنفسنا من الأفكار والعودة إليها لاحقا؟

تحمّل المسؤولية عن مشاعرنا

من شأن المشاعر السلبية أن تغمرنا، إن المشاعر التي على غرار الخوف أو الغضب أو الوحدة، شرعية، لكنها تسبب الضيق وتجلب معها الأرق والقلق واضطرابات النوم، بل وحتى ارتفاع السكر وضغط الدم.
تشمل عملية التأقلم تحديد المشاعر، ومشاركة المحيطين المباشرين بك بالمصاعب التي تواجهها، وطلب التشجيع والمساعدة، والقيام بتمارين الاسترخاء، والتنفس أو التأمل، والبحث عن الأنشطة التي تنطوي على المشاعر الإيجابية، وتجارب النجاح والشعور بالإنجاز.

تحمل المسؤولية عن خبراتنا

بدلا من النظر إلى الشعور بالوحدة والتباعد الاجتماعي، والاشتياق إلى الرحلات وزيارة المطاعم، فعلينا أن نملأ أنفسنا بالكثير من الفرح والنور من خلال الاستثمار في العلاقات، واللقاءات الافتراضية أو الآمنة مع الأصدقاء، والتجوال في البلاد، ومشاهدة العروض والمحاضرات عبر الانترنت، وغيرها.

يمكن تطوير الشعور بالحصانة في أي سن. هذا الشعور يساعدنا في أن نصبح مسؤولين عن أنفسنا، وهو يخفف من التعامل مع حالات انعدام اليقين والتوتر والقلق، وهو يساعدنا بشكل غير مباشر في تحقيق التوازن في منسوب السكر لمرضى السكري، إلى جانب أي مرض مزمن آخر.

نظن أنك قد تكون مهتم