قد تسمعون جدة طفلكم تقول بأنه شاحب. ثم تسألك بقلق لماذا لا يأكل. ثم تتساءل "طفل في هذه السن ومصاب بالنعاس إلى هذه الدرجة؟ كيف يعقل ذلك؟ إن كانت واحدة من هذه الأمور صحيحة وتتكرر، فيحتمل أن يكون طفلكم من فئة يتراوح حجمها ما بين 6 -10 في المائة من أطفال البلاد الذين يعانون من فقر الدم.
فقر الدم هو انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء أو تركيز الهيموجلوبين في الدم. بما أن خلايا الدم الحمراء تحتوي على الهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين إلى أعضاء الجسم، فإن نقصها يمكن أن يسبب مجموعة متنوعة من المضاعفات المختلفة.
يمكن أن يكون سبب فقر الدم لأسباب مختلفة، منها: تدمير خلايا الدم الحمراء، فقدان الدم، صعوبة إنتاج خلايا الدم الحمراء، الالتهابات، التعرض للسموم المختلفة، أنواع السرطان ومشاكل التغذية مثل نقص الحديد.
نقص الحديد هو السبب الرئيسي لفقر الدم بين أطفال البلاد الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين، ولم تجد الأبحاث الطبية حتى الآن تفسيرا لهذه النسبة المرتفعة من نقص الحديد بين أطفال البلاد. الحديد ضروري لتكوين الهيموجلوبين، واتباع نظام غذائي سيئ يمكن أن يسبب فقر الدم. يمكن أن يظهر فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا عند الأطفال دون سن الثانية وبين الفتيات المراهقات.
إن نقص الحديد قد يضر بنمو الطفل، ووفقا للاستنتاجات التي توصلت إليها دراسة أجريت حول هذا الموضوع، فإن هناك خوف من حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه حتى بعد العلاج الطبي من إعطاء مكملات الحديد للطفل. إن امتصاص الحديد في أمعاء الطفل يكون منخفضاً بشكل خاص ويختلف حسب مصادر تغذيته وكمية الحديد الموجودة في طعامه. على سبيل المثال، كمية الحديد الموجودة في حليب الثدي أقل من كمية الحديد الموجودة في بدائل الحليب المختلفة، ولكن الحديد الموجود في حليب الثدي يمتصه جسم الطفل بدرجة أعلى بكثير من الحديد الموجود في بدائل الحليب. عندما لا يحصل الطفل على ما يكفي من الحديد، يتم استنفاد مخزون الحديد لديه، وعندها فقط يحدث فقر الدم (انخفاض في الهيموجلوبين).
لفقر الدم عدة علامات منبهة: الضعف العام، قلة الشهية، التعب، التهيج، سرعة ضربات القلب، تقلب المزاج، وشحوب الجلد، والشفتين، والأظافر. غالبًا ما تكون هذه التغييرات تدريجية ويصعب اكتشافها. إذا كان سبب فقر الدم هو تدمير خلايا الدم الحمراء، فيمكن أن تشمل الأعراض أيضًا اليرقان، واصفرار بياض العين، وتضخم الطحال، والبول الداكن.
وبمرور الوقت، قد يؤدي النقص المطول في الحديد أيضًا إلى الإضرار بالنمو العقلي والتركيز والتطور الوظيفي، ونتيجة لذلك يتسبب أيضًا في تأخير النمو البدني. يمكن أن يؤدي فقر الدم أيضًا إلى إتلاف الجهاز الهضمي ونتيجة لذلك يسبب الإسهال أو الإمساك. ومن المهم الإشارة إلى أن فقر الدم قد يحدث حتى بدون ظهور مظاهر خارجية، في عملية تدهور بطيء يجعل من الصعب التعرف على المرض. ولهذا السبب من المعتاد في البلاد فحص مستوى الهيموجلوبين لكل طفل من عمر تسعة أشهر إلى سنة ونصف.
ومن أجل تشخيص فقر الدم، يجب إجراء فحص بسيط لتعداد الدم، والذي يسمح بقياس مستوى الهيموجلوبين لدى الطفل. وهناك اختبارات أخرى تقيس مخزون الحديد في الجسم وتسمح بالتعرف على فقر الدم الذي لا ينجم عن نقص الحديد، وكذلك نقص الحديد الذي لم يسبب فقر الدم بعد.
وتوصي وزارة الصحة بالعلاج الوقائي بإعطاء مكملات الحديد للأطفال من عمر أربعة أشهر حتى عمر سنة. في عمر 4-6 أشهر، يوصى بجرعة يومية قدرها 7 ملغ (3 قطرات)، ومن عمر ستة أشهر إلى سنة واحدة، يجب زيادة الجرعة إلى 15 ملغ (6 قطرات)*. وينصح بإعطاء المكمل بشكل منفصل وليس مع الحليب أو الشاي لأنهما يتعارضان مع امتصاصه في الجسم. بدءًا من عمر ستة أشهر، وفي نفس الوقت الذي يتلقى فيه المكمل، يبدأ الأطفال في استبدال الحلمات/الزجاجات بالطعام ويوصى بالالتزام بالأطعمة الغنية بالحديد مثل الدجاج أو لحم الحبش والخضروات. كما تضيف المنتجات الغذائية الأخرى، مثل العصيدة، الحديد إلى النظام الغذائي للطفل.
* تجدر الإشارة إلى أن هذه البيانات تشير إلى الأطفال الناضجين الذين ولدوا في الوقت المحدد، أي بعد أربعين أسبوعا من الحمل. بالنسبة للأطفال المبتسرين، تختلف التعليمات وتعتمد على سبب الخداج ووزنهم عند الولادة. بالنسبة للأطفال المبتسرين، تاريخ بدء العلاج والجرعات سيكون مختلفًا، وسيتم تحديدهم بناءً على تعليمات خاصة من الطبيب.
إذا ظهر فقر الدم لدى فتاة مراهقة، بعد الدورة الشهرية الغزيرة، فهناك إمكانية للعلاج الهرموني الذي من شأنه أن يقلل النزيف.
في حالات فقر الدم الحاد، سيتم فحص إمكانية نقل الدم، العلاج الدوائي للطحال (أو إزالته)، العلاج الدوائي لتحفيز نخاع العظم لإنتاج المزيد من خلايا الدم.
يميل الأطفال المصابون بفقر الدم إلى التعب بسرعة، ويجب إبلاغ مقدمي الرعاية ويجب السماح للطفل بالراحة اللازمة.
في حالة تضخم الطحال، يجب تجنب النشاط البدني العنيف، خوفًا من الإضرار بالطحال.
ويجب مراعاة التغذية الكافية:
وفي حالة فقر الدم من المهم إجراء متابعة طبية منتظمة وفحوصات دورية لمستوى الهيموجلوبين في الدم.