الشامة التي تثير الرعب - الميلانوما

تعد الميلانوما نوعا خطيرا وشديد الفتك من أنواع سرطان الجلد، إن الكشف والتشخيص المبكر يحسنان من فرص الشفاء.

د. إيتاي بيرمان، خبير في طب الجلد، لئوميت للخدمات الصحية

الشامة التي تثير الرعب - الميلانوما

الخلايا الميلانومية هي الخلايا التي تنتج الميلانين (الصبغة ) في الجلد وفي أماكن مختلفة من الجسد. توجد هذه الخلايا في الطبقة الأساسية من القسم العلوي للجلد. إن الميلانوما هو التكاثر السريع وغير المنتظم للخلايا، وهو ما يؤدي إلى نمو هذه الخلايا وانتشارها إلى الأنسجة الأخرى في الجسد وإلى الإضرار بعملها. تعد الميلانوما النوع الأكثر خطورة وفتكا من أنواع سرطان الجلد وقد تظهر في أي سن. إن انتشار من يعانون من الميلانوما قد ازداد بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية.

  • باختصار: إن الميلانوما هي النوع الأخضر من أنواع سرطان الجلد، والكشف المبكر عنها وتشخيصها قد يتسببان في إنقاذ الحياة.
  • ما الذي يمكن فعله: من المهم التعرف على علامات التحذير وفحص الجلد بشكل دوري.

من هم الأكثر تعرضا للإصابة بمرض الميلانوما؟

إن أي إنسان قد تتطور لديه الميلانوما (سرطان الجلد)، إلا أن خطر الإصابة بالمرض يتزايد لدى من هم من ضمن المجموعات السكانية التالية:

  • من هم فوق جيل عشرة أعوام
  • ذوي اللون الفاتح : من لديهم جلد أو شعر بلون فاتح، أو عيون فاتحة
  • مسببات جينية: كوجود عدد كبير من الشامات أو حبات الخال، التاريخ الصحي الفردي أو العائلي الذي يشير إلى الإصابة بمرض سرطان الجلد.
  • التعرض للأذى المتكرر من حروق الشمس الواسعة، خصوصا قبل جيل 15 سنة
  • التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية بشكل متكرر كما هو الحال أثناء التسفع الصناعي المبالغ به.
  • السكن في مناطق شديدة التعرض للشمس أو الموجودة في مناطق مرتفعة.

عوامل الخطر الوراثية

في إسرائيل، أعلى نسبة إصابة بسرطان الجلد توجد في السكان اليهود ذوي البشرة والشعر الفاتح (من أصل أوروبي أو أمريكي). بالمقابل، في المجتمع العربي، يكون الخطر أقل بكثير.
الرجال لديهم خطر أكبر بنسبة 1.5 مرة للإصابة بالميلانوما مقارنة بالنساء. ومع ذلك، حتى سن 40، يكون الخطر أعلى لدى النساء مقارنة بالرجال. من ناحية أخرى، ابتداءً من سن 75، تزيد النسبة تقريبًا بمقدار 3 مرات لدى الرجال مقارنة بالنساء.

عوامل الخطر الشخصية

عدد الشامات الموجودة على سطح الجلد يعد من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى خطر الإصابة بالميلانوما. الأشخاص الذين لديهم أكثر من 100 شامة على جلدهم معرضون لخطر أكبر بنسبة 7 مرات للإصابة بالميلانوما.
حوالي ربع حالات الميلانوما تتطور من شامات موجودة مسبقًا على الجلد.
نوع وحجم الشامة - الشامة التي يزيد قطرها عن 6 م"م تشكل خطرًا أكبر.
حوالي 10% من الأشخاص الذين أصيبوا بالميلانوما سيطورون ميلانوما جديدة خلال حياتهم.

عوامل الخطر البيئية

أكبر عامل خطر للإصابة بسرطان الجلد هو العامل الوحيد الذي يمكننا التحكم فيه: العامل البيئي. الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، والمعروفة بأشعة UV، هي المصدر الرئيسي للأضرار التي تلحق بالجلد نتيجة التعرض للشمس أو لأسّرة التسمير. وتنقسم أشعة الشمس إلى ثلاث أنواع من الأشعة فوق البنفسجية:

  • أشعة UVA – تتعلق بشكل مباشر بتكوين التجاعيد، وتسبب أضرارًا للجلد على المدى الطويل، وتساهم في بعض أنواع سرطان الجلد.
  • أشعة UVB – الأشعة التي تسبب حروق الشمس، وتلحق ضررًا مباشرًا بالحمض النووي لخلايا الجلد وتعتبر السبب الرئيسي لمعظم أنواع سرطان الجلد.
  • أشعة UVC – على الرغم من أن هذه الأشعة تحتوي على طاقة أكبر من باقي أنواع الأشعة فوق البنفسجية، إلا أنها لا تخترق الغلاف الجوي ويتم حجبها بواسطة طبقة الأوزون.

أشعة UV تلحق أضرارًا بالحمض النووي لخلايا الجلد، وهذه الأضرار تؤثر على الجينات المسؤولة عن التحكم في نمو خلايا الجلد.

تتأثر شدة تأثير أشعة UV بعدة عوامل مثل:

  • الوقت - الأشعة تكون أقوى بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً.
  • الموسم - زاوية الأشعة فوق البنفسجية تجعلها أقوى في الربيع والصيف.
  • الارتفاع عن سطح البحر - كلما كان الارتفاع أعلى، كانت شدة تأثير الأشعة أقوى.
  • الغيوم - تأثير الغيوم متغير. عند وجود الغيوم، يتم حجب جزء من الأشعة فوق البنفسجية. من المهم أن نتذكر أنه حتى في الأيام الغائمة، يمكن أن تخترق الأشعة فوق البنفسجية وتؤثر.
  • الانعكاس - الأشعة "المنعكسة" عن الأسطح مثل المياه، الرمال، الثلج، الأرصفة أو العشب تزيد من التعرض.

بجانب سرطان الجلد، يمكن أن يتسبب التعرض لأشعة UV في شيخوخة مبكرة للجلد، تجاعيد، فقدان مرونة الجلد، بقع جلدية، تغيرات جلدية ما قبل سرطانية، إعتام عدسة العين ومشاكل في الرؤية، وكذلك التأثير على الجهاز المناعي للجلد.

هل توجد إشارات مسبقة أو علامات تحذير؟

  • انتبهوا في حال ظهور مفاجئ للشامات وحبات الخال الجديدة. في 8 من كل 10 حالات الإصابة بالميلانوما، يظهر المرض بالذات ليس في شامات قائمة أصلا، ولذا فمن المهم تشخيص ظهور بقع اللون الجديدة على الجلد.
  • انتبهوا للتغيرات التي قد تحدث على الشامات الموجودة إن الميلانوما قد تتطور في الشامات الموجودة أصلا وقد تتسبب في تغيير حجمها، شكلها، أو لونها. وفي بعض الأحيان قد تتقشر حبة الخال، أو يكون هنالك نزيف أو إفراز. كما أن هنالك في بعض الأحيان انتشار بقع لونية من الشامة إلى الجلد المحيط بها.

الإشارات "الخمسة"

قام أطباء الجلد بتحضير مرشد "الإشارات الخمسة لتشخيص البقع المشبوهة". إن حبة الخال تعد مشبوهة في حال كانت تظهر بعض الأعراض التالية، أو تحدث فيها تغيرات أخرى:

  حبة الخال العادية حبة الخال المشبوهة
الشكل الهندسي دائرية ومنتظمة غير منتظمة
الحدود عادية وهندسية استثنائية وذات أطراف غير منتظمة
اللون موحد عدة تدرجات لونية، من البني الفاتح وحتى القاتم
الحجم أصغر من 6 ملمتر أكبر من 6 ملمتر
الارتفاع مسطحة تحتوي على ارتفاع

 

في حال كانت حبة الخال مشبوهة، أو تغيرت حبة الخال مؤخرا، ننصحكم بالتشاور مع طبيب الجلد في أبكر وقت ممكن. الطبيب الخبير هو وحده من يستطيع القيام بتشخيص دقيق لحالتك.

هل بالإمكان منع تطور الميلانوما؟

  • يتركز منع تطور الميلانوما في تقليص والحد من التعرض لأشعة الـ UV، وخصوصا أشعة الـUV الطبيعية الناجمة عن التعرض للشمس، وأشعة الـUV الاصطناعية الموجودة في أجهزة التسفّع. إن حروق الجلد تصعد بشكل فائق من فرص الإصابة بالميلانوما في المستقبل. وهنالك أهمية كبرى كامنة في الدفاع عن الجلد.
  • قوموا بدهن كريم الحماية قبل خروجكم من المنزل في كل مرة. حتى في الأيام الغائمة، حتى أثناء الشتاء، استخدموا كميات كبيرة من كريم الحماية عالي الحماية من الـ SPF 30 ، وقوموا بإعادة دهن جلودكم مرة كل ساعتين بل وفي مرات أكثر في حالة تعرقكم أو السباحة. اهتموا أيضا بحماية شفاهكم.
  • قلصوا من فترة تعرضكم للشمس (حتى لو كنتم قد وضعتم وسائل الحماية) وامتنعوا قدر الإمكان عن المكوث في الشمس في ساعات الذروة في النهار (بين الساعة 10 صباحا حتى الساعة 16:00 بعد الظهر).
  • احموا جلدكم باستخدام ألبسة ملائمة، كالألبسة الطويلة الخفيفة، القبعات ذات الحواف الواسعة، والنظارات الشمسية حين يمكن ذلك.
  • انتبهوا بشكل خاص حين تكونو في مكان يوجد فيه انعكاس للضوء كالماء، الرمل أو الثلج، التي تضاعف من قوة أشعة الشمس.
  • صحيح أننا نميل إلى الاعتقاد بأن الجلد الأسمر بسبب التسفع هو جلد جميل، إلا أن التسفع (سواء أكان تسفعا طبيعيا من الشمس أو تسفعا صناعيا) يضاعف من فرص الإصابة بالميلانوما. قوموا بحماية جلدكم وامتنعوا عن التسفع المقصود
  • اعرفوا تأثيرات الأدوية التي تتناولونها. إن الأدوية المختلفة تؤثر على حساسية الجلد للشمس.
  • توجهوا للفحص المتكرر لدى طبيب الجلد. يجب عليكم فحص الشامات وحبات الخال مرة في العام، ومرة كل نصف عام إن كنتم من ضمن المجموعات المعرضة للخطر
  • تذكروا، إن الكشف والتشخيص المبكرين قادران على إنقاذ حياتكم. إفحصوا أنفسكم مرة في الشهر بحسب قانون الإشارات الخمسة الوارد في الجدول أعلاه، وفي كل حالة تجدون فيها أن تغيرا قد حدث، قوموا بتحديد موعد لدى الطبيب بأسرع ما يمكن.

نظن أنك قد تكون مهتم