يعد الجلد العضو الأكبر في أجسادنا، وهو يحمي أجسامنا من الأضرار الخارجية (الجراثيم) ومن العوامل البيئية كالبرد، الريح، والشمس كما يمنع الجلد تسرب السموم والسوائل وينتج مواد حيوية كفيتامين د. إن الجلد ضروري لحياتنا، وصحته مصيرية بالنسبة إلينا، فكيف يمكننا الحفاظ على عضو بهذا الحجم وحساس إلى هذه الدرجة؟
في كل عام، تُكتشف في البلاد أكثر من 10,000 حالة جديدة من حالات سرطان الجلد من غير الميلانوما (سرطان من نوع BCC و SCC)، كما يتم اكتشاف أكثر من 1,500 من حالات الإصابة بالميلانوما، سرطان الجلد الأكثر خطورة (اضغطوا على الرابط التالي للحصول على معلومات عن الميلانوما). سرطان الجلد باختلاف أنواعه هو أكثر أنواع السرطان شيوعا في العالم وفي البلاد. وتم تسجيل ارتفاع متزايد في انتشار سرطان الجلد في البلاد وفي سائر بلاد العالم، وقد طرأ ارتفاع نسبته أكثر من 200% على حالات الإصابة بالميلانوما التي يتم تشخيصها في كل عام.
تعدّ هذه البيانات مشكلة، وهي مثيرة للقلق. ورغم أننا لا نملك القدرة على السيطرة على بعض العوامل المسببة لتزايد الخطر، كالعمر أو الجنس أو العرق، إلا أننا نملك بالتأكيد سيطرة على عوامل أخرى، ولدينا القدرة على التأثير على صحتنا، وعلى مصيرنا. د. غيل طابور، خبير في صحة الجلد والجنس في لئوميت للخدمات الصحية، يوضح لنا كيف يمكن فعل ذلك. قراءة هذه المادة هامّة!
تزيد نسبة الانتشار الأكثر لسرطان الجلد في البلاد موجودة لدى السكان اليهود من ذوي البشرة والشعر ذوي لون البشرة الفاتحة (أي من ذوي الأصول الأوروبية أو الأمريكية). وفي المقابل، تقلّ نسبة الخطر في المجتمع العربي بشكل كبير.
إلى جانب ذلك، فإن أخطار تعرض الرجال للإصابة تفوق بنسبة 1.5 أكثر من النساء من ناحية إصابتهن بمرض الميلانوما. أما النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 40 عاما، فإن خطر إصابتهن بالمرض أعلى من الرجال. وفي المقابل، بدءا من سن 75 عاما يزيد انتشار المرض بثلاثة أضعاف لدى الرجال تقريبا عنه لدى النساء.
يعدّ عدد الشامات الموجودة على الجلد عامل المخاطرة الأساسي في الإصابة بمرض الميلانوما، فمن لديهم أكثر من 100 شامة على جلودهم تعد احتمالات إصابتهم بالمرض أكثر بسبعة أضعاف من الآخرين.
تنجم نحو ربع الإصابات بمرض الميلانوما عن تطور الشامات الموجودة أصلا في بشرة الجسم.
نوع الشامة وحجمها: الشامة التي يبلغ قطرها أكثر من 6 سنتيمترات تشكل خطرا أكبر.
حتى 10% من الأشخاص الذين أصيبوا بالميلانوما، ستتشكل لديهم بقع ميلانوما جديدة إضافية في حياتهم.
نحن نتحكم بأهم عوامل الإصابة بسرطان الجلد. هذا العامل هو العامل الوحيد الذي بإمكاننا السيطرة عليه: وهو العامل البيئي.
تتسبب الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، أي أشعة الـ UV بالأضرار بالبشرة بشكل أساسي، بعد التعرض للشمس أو بسبب أسرّة التسفّع. تتكون أشعة الشمس من 3 أنواع من أشعة الـ UV:
تضر أشعة الـ UV بالشفرة الوراثية الخاصة بخلايا الجلد. هذا الضرر يؤثر على الجينات المسؤولة عن مراقبة نمو خلايا الجلد. إن حجم الضرر المتسبب عن أشعة الـ UV يتأثر بعدة عوامل منها:
الساعة: فأقوى الأشعّة تكون ما بين الساعات 10:00 صباحا وحتى الساعة 16:00 من بعد الظهر.
الفصل: إذ أن زاوية أشعة الـ UV مسؤولة عن كونها أقوى في فصلي الربيع والصيف.
الارتفاع عن سطح البحر: فكلما كنا في مكان أعلى، فإن مدى الضرر المتسبب عن الأشعة يكون أقوى.
الغيوم: يختلف تأثير الغيوم. فحين تكون هنالك غيوم، يتم صد بعض أشعة الـ UV. من المهم أن نتذكر أن أشعة الـ UV حتى في الأيام الغائمة قادرة على اختراق الغيوم وعلى التأثير علينا.
الانعكاس: تزيد الأشعة التي تنعكس من المسطحات المختلفة، كالماء، والرمل، والثلج، والأرصفة أو العشب، من قوة التعرض للأشعة.
قد يؤدي التعرض لأشعة الشمس، إلى جانب احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، إلى هرم البشرة المبكر، والتجاعيد، وفقدان صلابة الجلد، وتشكل بقع جلدية، والتغييرات الجلدية ما قبل السرطانية، إعتام العدسة البصرية في العين ومشاكل بصرية أخرى. بالإضافة إلى الإضرار بالجهاز المناعي الجلدي.
الميلانوما هو أخطر أنواع سرطان الجلد وأكثرها فتكًا.
عوامل الخطر:
في حالات تطور ورم ذو مظهر غير عادي على سطح الجلد. تشمل هذه العلامات ظهور قشور على سطح الشامة، الحكة، تغيرات في شامة موجودة، انتشار التصبغات من الشامة إلى الجلد المحيط بها، تقطر أو نزيف، ضعف جهاز المناعة، التعرض للعوامل المسببة للسرطان، تاريخ عائلي، واضطرابات وراثية نادرة.
ترتبط فرص الشفاء من سرطان الجلد مباشرة بعمق الورم، ولذا، يعدّ الكشف المبكر عن المرض أمرا شديد الأهمية، ولا شيء يضاهيه أهمية
بإمكان طبيب الجلد أن يساعد في معالجة المشاكل الجلدية وفي التشخيص والكشف المبكرين عن الأمراض المختلف. ننصحكم بالتوجه إلى طبيب الجلد في الحالات التالية:
إن التعرض المبالغ به لأشعة الشمس يتسبب في الحروق والآلام، كما أنه يؤذي مرونة الجلد، ويتسبب في تكون التجاعيد والنمش. وقد يفقد الجلد قدرته على الحماية، وتحدث إصابة للأنسجة. إلى جانب تكاثر بقع الدم الصغيرة و التشوهات الصبغية. وإلى جانب ذلك، فإن الأشعة هي المسبب رقم واحد لسرطان الجلد ومن المهم الحذر منها والابتعاد عنها.
ينبغي عليكم دهن كريم حماية على الجلد قبل نحو نصف ساعة من الخروج تحت الشمس، والتأكد من قيامكم بدهن الكريم مرة كل ساعتين، أو قبل خروجكم. يجب عليكم استخدام كريم حماية مقاوم للماء والتأكد أن يكون مزود الحماية الخاص به هو SPF 30 على أقل تقدير. ينبغي مسح كريم الحماية بكميات وفيرة، والتأكد من دهن المناطق المعرضة بشكل خاص كظهر القدم، الأذن، والرقبة، وهي الأماكن التي نميل إلى نسيانها. وفي حال كان لون جلدكم فاتحا بشكل مفرط، فإن الأمراض المتعلقة بالحساسية للشمس تكون محتملة، ولذا فإننا ننصحكم بمزود الحماية رقم 50. ومن المهم أن نتذكر أن استخدام كريم الحماية لا يعني أننا بإمكاننا التعرض بشكل غير محسوب لأشعة الشمس.
التسفّع خطير على الصحة! امتنعوا عن التسفّع تحت الشمس أو في أسرة التسفّع الصناعية. لكي تحصلوا على مظهر جلد حنطي استخدموا كريمات للتسفع الذاتي.
إن الرأس المعرض للشمس هو واحد من أكثر الأعضاء تعرضا للإصابة، وهو إشكالي جدا لأننا لا نتمكن من رؤية الأضرار التي تتسبب للجلد هنالك ولا الشامات المتكونة. إن ارتداء قبعة واسعة الهوامش تدافع عن كل من الرأس والأذنين والرقبة، وهي الأماكن الأكثر حساسية وتعرضا للأذى. كما أن الملابس طويلة الأكمام تحجب أشعة الضوء وتمنع إصابة الأماكن المغطّاة.
إن الشفتان حساستان جدا، وقد تتشققان وتتجرحان لدى حدوث أي تغيير في حالة الطقس، وأثناء التعرض للشمس أيضا. إن كريم الشفاه يدهن وينمسح بسرعة في كل مرة نأكل أو نشرب فيها، في كل مرة نتحدث أو نلعق شفاهنا. ننصحكم باستخدام كريم شفاه ذي مزود حماية(SPF) عالي والاهتمام بتدهين الشفتين عدة مرات في اليوم. إن تدهين الفيزلين أو زيت الأطفال لا يعد بديلا عن الأمر.
بالإضافة إلى ذلك، عليكنّ أن تفضّلن اختيار المكياج ذي خاصية الحماية من أشعة الشمس، وذلك لكي تتمكنّ من توفير حماية إضافية.
تغطي النظارات الشمسية الواسعة العيون وأيضا (وهذا لا يقل أهمية) الجلد الناعم حولهما. ننصحكم باستخدام نظارات شمسية 400UV .
إن الشمس في هذه الساعات تكون قوية بشكل خاص، ونحن ننصحكم بالامتناع عن التعرض إليها متى استطعتم ذلك.
الأطفال الرضع لديهم جلد شديد الحساسية ومن المهم أن تحذروا من تعرضهم للشمس بشكل مفرط. ننصحكم بالامتناع عن تعريض الأطفال للشمس المباشرة، كما وننصحكم بالتقليل من الخروج معهم من المنزل في ساعات النهار الحارة. ينبغي أن يلبس الأطفال ملابسا حامية طويلة، والاهتمام بوضع قبعات ونظارات شمس لهم. بدءا من سن نصف عام ينبغي عليكم أن تدهنوا الطفل بكريم حماية بدرجة SPF 30 على الأقل، (هنالك كريمات طبيعية في السوق يمكن استخدامها في أجيال أصغر).
يجب دهن جلد الأطفال بكريم حماية بمستوى SPF 30 على الأقل قبل انطلاقهم للمدرسة في الصباح. وننصحكم بتغطية أيديهم وأرجلهم قدر الإمكان، واستخدام كريم يحتوي على Zinc Oxide (أكسيد الزنك) من أجل حماية الأنف والأذنين. وفي الأيام الحارة ينبغي عليكم أن تطلبوا من الطاقم التربوي مساعدة الطفل على تدهين نفسه مرة أخرى قبل خروجه إلى الساحة أثناء اليوم التعليمي. في مثل هذا العمر من المهم جدا ارتداء القبعات والنظارات الشمسية. عودوا أطفالكم من جيل صغير أن عليهم ارتداء القبعة في كل مرة يخرجون فيها من المنزل.
إن فيتامين D ضروري لصحة العظام. وهنالك إلى جانب الشمس مصادر أخرى لهذا الفيتامين كمنتجات الألبان، الخضروات الخضراء والأسماك على غرار السلمون أو التونا. إن كنتم تعانون من نقص في فيتامين D، فبإمكانكم شراء مكمل غذائي من الصيدلية أو من حوانيت المنتجات الطبيعية.
قوموا بفحص أنفسكم بشكل دوري وتوجهوا للخضوع لفحص طبي مرة واحدة في العام، أو بناء على توصيات الطبيب/ة.
في الرابط، يمكنكم العثور على معلومات حول حجز موعد مع طبيب متخصص في لئوميت. بالإضافة إلى ذلك، فقد وفرنا لكم خدمة أطباء الجلد اونلاين، المخصصة لأعضاء لئوميت ولجميع الأعمار. الخدمة توفر إجابة لحالات الأمراض الجلدية، حب الشباب، ردود الفعل التحسسية، تساقط الشعر، وغيرها. وغير مخصص لحالات الطوارئ ولا يتعامل مع تشخيص الشامات.