قد تكون الحكّة، الجفاف، تقشر الجلد أو الطفح، أن تكون إشارة إلى عدة أمور من ضمنها الإصابة بالأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.
هذا الاسم باليونانية يعني "الغليان"، أو "البقبقة"، وهو يشير إلى مظهر الجلد، يظهر هذا المرض المزعج في البداية على هيئة أحمر مع قروح حمراء، وهو يترافق مع شعور بالحرقة واللسع. ولاحقا يجف الجلد ويصبح صلبا وتتشكل عليه قشور تثير الحكة والألم، وبعدها تظهر شقوق وتجلطات في البشرة.
بجانب الألم وانعدام الراحة الجسدية، تتسبب الأكزيما في الكثير من الأحيان بالضائقة النفسية، الناجمة عن الحرج من مظهر البشرة.
هنالك تشكيلة واسعة من العوامل التي تتسبب في ظهور الأكزيما وتفاقم أعراضها، وتنقسم هذه العوامل إلى نوعين أساسيين:
التهاب الجلد الدهني (الأكزيما الحليبية) تظهر لدى من يعانون من اضطرابات في أداء غدد الحليب، ممن لديهم بشرة دهنية، وهي تظهر على شكل قشرة ودهنية في الجلد.
في الكثير من الأحيان يكون العكس هو الصحيح. فجفاف الجلد بسبب الماء ومواد التنظيف يضر بقدرة البشرة على الصمود وتعرضه للالتهاب. ننصح باستخدام مواد خاصة لإعادة الرطوبة للجلد، وبحماية اليدين بواسطة قفازات أثناء التعامل مع مواد التنظيف والماء.
هذا المرض مرض التهابي مزمن ويأتي على شكل نوبات. وعلى العكس من الأمراض المعدية (كتلك الناجمة عن الجراثيم، الفيروسات، والالتهابات الفطرية)، فهذا المرض غير معدي ولا يجب الخشية من ملامسة المريض.
أتوبيك درماتيتيس (التهاب الجلد التأتبي) والذي يطلق عليه أيضا اسم "ربو البشرة" هو نوع إضافي من الأكزيما. هذا المرض يشير إلى ميل وراثي للإصابة بتشكيلة من الأمراض الالتهابية المرتبطة ببعضها، وهو يظهر من خلال الربو، الزكام الناجم عن الحساسية والتهاب الجلد (التأتبي). هذا المرض منتشر بشكل مضطرد في العالم الغربي، وهو يظهر لدى 15-30% من الأطفال و 2-10% من البالغين. تظهر فحوصات الدم التي تجرى لمن يعانون من الاضطرابات منسوب العوامل المثيرة للالتهاب (هيستامين، مضادات الـ IgE)، كما تظهر الفحوصات وجود حساسية لدى أكثر من 50% ممن يعانون من المرض .
أعراض هذا المرض تتمثل في الحكة الشديدة، خصوصا في مناطق التقشر في الجسم، خلف المرفقين، والركبتين والأذنين، وفي منطقة الرقبة والأجفان. وبعد ذلك يظهر الاحمرار والجفاف. تتواصل الحكّة في ساعات الليل أيضا.
تظهر الأعراض لدى غالبية الأطفال قبل سن 5 أعوام، مع انسحاب للمرض في العقد الثاني من حياتهم. وفي بعض الأحيان يحصل اندفاع آخر للمرض في سنوات الـ 20 والـ 30، مع أعراض سريرية مختلفة.
عوامل الإصابة بالمرض غير معروفة، وتشير التقديرات اليوم أن السبب يتمثل في تشكيلة من الميل الجيني للإصابة بالمرض مع عاهة مناعية، تتمثل في فشل الجلد في أداء دوره كحاجز أمام الأجسام الغريبة. يصبح الجلد أكثر عرضة للاختراق من قبل المواد المثيرة للحساسية والملوثات، وتحصل عملية تحفيز، وتتصاعد ردود الفعل الالتهابية. إن تزايد التهابات الجلد، المتسببة أساسا عن جرثومة ستبيلوكوك الموجودة على الجلد، بالاندماج مع الضرر المتسبب عن الحكة الدائمة، يلقان عملية التهابية مزمنة. وتتحول المناطق المصابة إلى مناطق حارقة ومفرزة للسوائل. عوامل حساسية أخرى أيضا تشكل جزءا من العوامل المؤدية للمرض، كما أن هنالك علاقة وثيقة بين اندلاع نوبة المرض وبين التوترات العاطفية والنفسية.
إن جفاف البشرة، التلوثات الثانوية على غرار الفيروسات، الجراثيم أو الفطريات، إلى جانب العوامل البيئية على غرار حالة الطقس الباردة أو التعرق الزائد، هي أمور من شأنها أن تجعل الحالة تتفاقم.