طب الأسنان للرضّع والأطفال

هل ظهرت أول الأسنان لدى طفلك؟ ألف مبروك! آن أوان البدء في تعلم كيفية الحفاظ على صحة الأسنان، وتعلم كيفية مساعدة الأطفال على خلق تجربة إيجابية في زيارة طبيب الأسنان. ماذا إذا كان أطفالكم أكبر سنا؟ لا تقلقوا، فلدينا الكثير من المعلومات المهمة لكم أيضًا

الأسنان الصحية هي جزء لا يتجزأ من صحة الجسم ككل. وكما نعلم أطفالنا الحذر من المخاطر، ونصطحبهم إلى طبيب/ة الأطفال عندما يمرضون، وتناول الأدوية والفيتامينات حسب الحاجة - فمن المهم أيضًا تعويدهم على رعاية وصيانة أسنانهم، الأمر الذي يتضمن، التأكد من تنظيف الأسنان بالفرشاة بشكل صحيح والزيارات الدورية لطبيب/ة الأسنان.

أهمية طب الأسنان لدى الأطفال

الحفاظ على صحة الأسنان أمر ضروري للأطفال والبالغين معا . إن السلوك السليم فيما يتعلق بالعناية بالأسنان وزراعة العادات الصحية في هذا الجانب، منذ سن الطفولة المبكرة يساعد في الحفاظ على صحة الأسنان على المدى الطويل وتلافي حصول مشاكل مستقبلية.
لذلك، من المهم أن يكون الحفاظ على صحة الأسنان جزءا من العادات اليومية لجميع أفراد العائلة - الحرص على تنظيف الأسنان بالفرشاة بشكل صحيح، واختيار الأطعمة الصحية، والتقليل من المشروبات المحلّاة والحلويات الأخرى، بالإضافة إلى الزيارات المنتظمة لطبيب/ة أسنان الأطفال من أجل المتابعة وتلقي العلاج عند الضرورة.
من أجل مساعدتكم على تنظيم الأمور المتعلقة بصحة أسنان أطفالكم، قسمنا المقالة التالية بحسب الفئات العمرية، بحسب احتياجات كل فئة.

صحة الأسنان لدى الأطفال الرضع حتى سن 3 سنوات

يجب البدء في التأكد من تنظيف الأسنان بشكل صحيح مرتين يوميًا بمجرد ظهور السن الأول - ما بين عمر 6-10 أشهر تقريبًا.
مع ظهور أول الأسنان، في عمر السنة تقريبًا، يجب إجراء الفحص الأول عند طبيب أسنان الأطفال. في إطار الفحص، سيقوم الطبيب بفحص الأسنان للتأكد من أن نموها طبيعي، وسيقوم بإجراء فحص للكشف عن التسوس (الثقوب الموجودة في الأسنان).
بالإضافة إلى ذلك، يشمل جزء من العلاج لدى طبيب أسنان الأطفال إرشادات الوالدين فيما يتعلق بالوقاية من مشاكل الأسنان، ونصائح حول الطريقة الصحيحة لتنظيف أسنان الأطفال. يجب عليكم في المستقبل زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري بحسب الوتيرة التي يوصي بها الطبيب.
كجزء من خطوات الوقاية من التسوس، عليكم أن تعلموا أنه لا ينصح بترك أطفالكم يشربون المشروبات المحلاة على الإطلاق، وعلى وجه الخصوص يجب منعهم من شربها من الزجاجة - فالشرب من الزجاجة يخلق بيئة تشجع على نمو البكتيريا الضارة بالأسنان.
كما ينصح بتجنب تناول إرضاع الأطفال ليلاً بعد عمر السنة، حيث ينام الطفل بعدها دون تنظيف أسنانه. إذا كان أطفالك يجدون صعوبة في فطام أنفسهم عن هذه العادة، فيجب تنظيف أسنانهم بعد الرضاعة بقطعة قماش مبللة (وهذا بالطبع لا يعني لا يجب تنظيف الأسنان قبل الذهاب إلى السرير!).
ومن المهم أيضًا معرفة أنه ينصح ببدء فطام أطفالكم عن اللهايات في عمر السنتين تقريبًا، على أن يتوقفوا عن استخدامها عند سن الثالثة. قد يؤدي استخدام اللهاية (ومص الأصابع) إلى نمو غير طبيعي للأسنان والفكين، مما قد يتطلب علاجات تقويمية معقدة في المستقبل.

علاج التسوس لدى الأطفال الرضع

يصيب التسوس أحيانا حتى الأطفال الرضع والأطفال الصغار. واحد من أهم العوامل المؤدية لذلك، كما أشرنا أعلاه، الإكثار من شرب المشروبات المحلاة من دون فرك الأسنان، إلى جانب اعتياد الطفل على النوم والرضاعة في فمه (نعم، فالحليب أيضا يمكن التسبب في ثقوب في الأسنان!).
هناك أيضا عوامل خطر إضافية، من ضمنها وجود السوس أو مرض الفك لدى الأم أثناء الحمل، وفي الفترة التالية، وولادة الأطفال الخدج، وغيرها.
يتم إجراء علاج أسنان الأطفال الصغار على يد طبيب أطفال متخصص في تقديم العلاج هذه الفئة العمرية. إذا كان التسوس لا يزال في حالة خفيفة، فمن الممكن أحيانًا الاكتفاء بعلاج محدود نسبيًا يتضمن استخدام الفلورايد، والحفاظ على نظافة الفم، والمتابعة المتكررة. ومع ذلك، في الحالات التي يكون فيها التسوس أكثر تقدمًا، سيكون من الضروري إجراء علاج أكثر تقدمًا - بدءًا من الحشو وحتى (في حالات نادرة) علاج قناة الجذر أو القلع.

نصائح لفرك الأسنان لدى الرضع والأطفال الصغار

بدءاً من ظهور السن الأول، احرصوا على تنظيف أسنان أطفالكم مرتين يومياً - في الصباح وقبل النوم في المساء.

  • ويجب أن يتم تنظيف الأسنان باستخدام فرشاة صغيرة وناعمة، بالإضافة إلى القليل من المعجون الذي يحتوي على الفلورايد ومناسب للأطفال الصغار.
  • يجب أن تكون فرشاة الأسنان بزاوية 45 درجة على السن، وتنظيف الأسنان بلطف بحركة دائرية.
  • من المهم الاستمرار في تنظيف أسنان الأطفال، أو الإشراف عليهم ومساعدتهم عند الضرورة، حتى ينضج الطفل بما يكفي للقيام بالأمر بنفسه بصورة ناجعة - في سن 7-8 سنوات تقريبًا.
  • لتسهيل المهمة على الأطفال، يجب أن تحاولوا جعل الأمر ممتعًا قدر الإمكان مع جو من المرح، لا أن يبدو المرض كعقاب. على سبيل المثال، يمكنكم التناوب مع الطفل - عليه أولاً أن يقوم بتنظيف أسنانه ثم أنتم، أو أن تقوم الطفلة أولا بتنظيف أسنان الأم أو الأب، ثم تقوم بتنظيف أسنانها.
    يمكن أن نقدم للطفل أو الطفلة دمية محبوبة لديهم وأن نطلب منهما فرك أسنانها (من دون معجون أسنان بالطبع) أثناء قيامكم بفرك أسنانه أو أسنانها.

صحة الأسنان لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4-6 سنوات

شجعوا أطفالكم على اتباع عادات صحية للعناية بأسنانهم - يمكنكم أن تتفحصوا معهم شكل الفم وأسماء الأسنان (القواطع والأنياب والأضراس) وأن تحسبوا معهم عدد الأسنان التي يملكونها. هذا العمر هو العمر المناسب لشرح أهمية العناية بأسنانهم، ولهذا الغرض يمكن الاستعانة بقصة "كاريوس وباكتوس" أو "قصة أسنان كشكش". وبالطبع، يجب أيضًا الاستمرار في التأكد من الذهاب إلى طبيب الأسنان للمتابعة، والعلاج إذا لزم الأمر.
بالإضافة إلى استيعاب عادات الحفاظ على النظافة، من المهم أن نتذكر أن الخيارات الغذائية في المنزل لها أيضًا تأثير على صحة الأسنان. يجب تجنب المشروبات المحلاة (أية مشروبات غير الماء) قدر الإمكان، وبالتأكيد عدم تناولها بشكل يومي. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي التقليل من تناول الحلويات أيضا.
وبدلا من الأطعمة الضارة بصحة الجسم والأسنان، اجمعوا مثلا بين الفواكه والخضروات الصلبة (التفاح، الجزر، السالاري ) ، والتي يساعد مضغها على التخلص من البكتيريا من الأسنان والوقاية من أمراض اللثة. أضيفوا الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل منتجات الألبان، واللوز، والتوفو، والطحينة. وبطبيعة الحال، يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بجميع العناصر الغذائية، وشرب الكثير من الماء.

صحة الأسنان لدى الأطفال في عمر المدرسة الابتدائية

من المفترض عادةً أن يقوم الطفل بتنظيف أسنانه بنفسه في هذا العمر، لكن بالطبع هذا لا يعني أن المسؤولية بأكملها تقع عليه وحده. ولا يزال من الضروري التأكد من تنظيفهم لأسنانهم مرتين في اليوم، وينصح بالتأكد من أن طريقة تنظيف الأسنان التي يستخدمها الطفل فعالة وصحيحة. من الممكن والموصى به استشارة طبيب الأسنان و/أو أخصائي الصحة للحصول على إرشادات حول تنظيف الأسنان بالفرشاة بشكل صحيح.
إلى جانب المتابعة الروتينية لدى طبيب الأسنان، يوصى في هذا العمر بالتحقق مما إذا كان طفلكم يحتاج إلى علاج تقويم الأسنان. يوصى اليوم بإجراء تقييم من قبل أخصائي تقويم الأسنان في سن السابعة (أو قبل ذلك إذا لاحظتم وجود مشكلة).
إن علاج تقويم الأسنان مهم لصحة الأسنان، وهناك العديد من المزايا لإجراء تقييم مهني للموضوع في سن مبكرة. أنتم مدعوون لقراءة المزيد عن علاجات تقويم الأسنان للأطفال.
إذا كان أطفالكم أيضا قد بدأوا في تلقي علاج تقويم الأسنان، فمن المهم أن تتذكروا أن هذا العلاج يتطلب أكثر الالتزام بنظافة الفم، والتأكد من اتباع أطفالكم لجميع التوجيهات بهذا الشأن.

كيف يمكن لنا أن نجعل زيارة عيادة الأسنان تجربة إيجابية لدى الأطفال؟

نحن ندرك ما تفكرون به: صحيح أنه من المهم الحفاظ على صحة الأسنان، لكن طفلنا غير مستعد لزيارة طبيب الأسنان تحت أي ظرف. وفي المرة الأخيرة بدأ طفلي بالشغب بمجرد جلوسه على الكرسي. إذا، ما الذي يمكن فعله رغم ذلك؟
عليكم أن تتذكروا أولا أنكم لستم وحدكم، وأن أطفالكم ليسوا الوحيدين الذين يعيشون هذه المشاعر. يشعر الكثير من البالغين والأطفال بالارتداع من علاجات الأسنان. غالبًا ما يؤدي هذا التردد إلى تجنب الفحص لدى العيادة أو الخضوع للعلاجات "البسيطة" نسبيًا، مما قد يؤدي في النهاية إلى تفاقم المشكلة والحاجة إلى إجراء علاج أكثر تعقيدًا لمشكلة كان من الممكن حلها منذ وقت طويل.
جربوا معرفة سبب خوف طفلكم أو طفلتكم. فكروا في الموقف من وجهة نظر أطفالكم: هناك شخص غريب عنهم (في الزيارة الأولى) أو شعروا بالتهديد منه في الماضي (أثناء الزيارات السابقة) يطلب منهم فتح أفواههم لفترة طويلة (وهو أمر لم يعتادوا على فعله) ويقوم "بالعبث" بواسطة أجهزة لم يروها من قبل (وتصدر أحيانا أصواتا غريبة). حتى لو جربتم إقناعهم بأن الأمر مهم لصحتهم فلن يكون من السهل عليهم تصديق ذلك.

كيف يمكننا إذا أن نخفف عنهم؟

التحضير المسبق من جانب الوالدين

من المفضل قبل الوصول إلى عيادة الأسنان، أن تحضروا أطفالكم لهذه التجربة. تدربوا معهم على كيفية فتح الفم (والنظر إلى الداخل). يمكنكم أن تجعلوهم يرون، باستخدام مرآة صغيرة، تجويف الفم لديهم.
أخبروهم أنكم ستذهبون عما قريب إلى عيادة الأسنان، حيث سيطلب الطبيب منهم فتح الفم لمعالجة أسنانهم، لتصبح لديهم أسنان صحية وقوية.

حاولوا ألا تخلقوا لديهم الخوف مسبقا

لا يعرف الكثير من أولياء الأمور أن الطفل والطفلة هما اللذان لديهما بالذات خشية من عيادة الأسنان، وأن الخوف ينتقل إليهم منكم أنتم الوالدين.
يرتدع الكثير من البالغين من العلاج في عيادة الأسنان، أو أنهم يفترضون مسبقا أن أطفالهم لن يتفهموا الزيارة
وهكذا، ومن دون أن تنتبهوا، فإنكم قد تستخدمون عبارات تزرع الخوف لدى الأطفال، مثل:
"حينما نصل إلى عيادة الأسنان يجب أن تكون ولدا طيبا وتجلس على الكرسي" (وهنا يدرك الطفل أن هناك أمر قد يدفعه للشغب)
"لا شيء هناك يمكن أن يخيفك، لن يفعلوا لك شيئا" (وهو ما يدفع الطفل إلى التساؤل عما سيحصل له)
"إذا تصرفت بصورة جيدة ستحصلين على هدية" (تفهم الطفلة أن أمرا سيحصل ويدفعها إلى "عدم التصرف بصورة جيدة")
بدلا من ذلك، اختاروا أن تحضروهم مسبقا بأجواء إيجابية، مع استخدام الكلمات المعروفة لأطفالكم.

تلافوا تهديد الأطفال بواسطة طبيب الأسنان

إن لم تكونوا على وشك زيارة عيادة الأسنان، وحتى لو مر وقت طويل على آخر زيارة، حاولوا الامتناع من التحدث بصورة سلبية في المنزل حول الموضوع.
إن عبارات مثل "إذا تناولت الكثير من الحلويات سنضطر لأخذك إلى طبيب الأسنان" أو "إن لم تفركي أسنانك جيدا فإن طبيبة الأسنان سوف تغضب"، ستدفع الطفل إلى الاعتقاد بأن زيارة عيادة الأسنان ليست سوى عقاب، وهذا ما يخلق خوفا من الذهاب للعيادة (وعلى فكرة، هذه التهديدات لا تساعدهم على تغيير عاداتهم).

توجهوا لتلقي العلاج في عيادة أسنان خاصة بالأطفال

أطباء الأسنان الذين يكون مجال تخصصهم هو طب أسنان الأطفال الصغار معتادون على مقابلة الأولاد والبنات الذين يخافون من العلاج، ويعرفون كيفية معالجة مخاوفهم.
في عيادات الأسنان التي معظم المتعالجين فيها من الأطفال، عادة ما يكون هناك جو مناسب لهذه الفئة العمرية مما يسمح لهم بالشعور بالأمان والاسترخاء.

من المهم أن تقوموا، كأولياء أمور، بدور فعال في الحفاظ على صحة أجسام أطفالكم وأسنانهم - وذلك لتمكينهم من التمتع بحياة جيدة وممتعة قدر الإمكان. ومن خلال غرس العادات الصحية المتمثلة في التغذية السليمة والحفاظ على النظافة، مع التجارب الإيجابية المتعلقة بالعلاج لدى طبيب الأسنان، فإنكم تمهدون لهم الطريق لحياة صحية مليئة بالابتسامات. اضغطوا على الرابط للعثور على عيادات الأسنان الخاصة المتعاقدة مع لئوميت. يمكنك العثور على مزيد من المعلومات حول حقوق أطفالك في علاجات الأسنان من خلال الرابط.

نظن أنك قد تكون مهتم