المرضى الذين يعانون من الخرف معرضون بشكل خاص للضرر بصحة أسنانهم، وعلاجهم عند طبيب الأسنان يرتبط بتحديات فريدة من نوعها.
تؤدي المشاكل المتعلقة بصحة الفم والأسنان إلى الشعور بالضيق والألم ومصاعب في تناول الطعام، كما قد تؤدي إلى الإضرار بالصحة العامة. المرضى الذين يعانون من الخرف معرضون بشكل خاص لضرر صحة أسنانهم، وعلاجهم لدى طبيب الأسنان ينطوي على تحديات فريدة من نوعها.
الخرف هو حالة عصبية معقدة تتجلى في الضعف الإدراكي، أي ضعف القدرة على التفكير والتذكر والتحدث والتغيرات العاطفية، وغيرها. قد تظهر أنواع مختلفة من الخرف بشكل مختلف قليلاً، ولكن في جميعها يمكننا ملاحظة انخفاض كبير في القدرات الوظيفية للمصاب بها مقارنة بالماضي.
نظرًا لأن الخرف يؤثر على القدرات المعرفية اللازمة للحياة اليومية، فقد يواجه المرضى الذين يعانون من هذه الحالة مصاعب في أداء المهام الروتينية نسبيًا، مثل الحفاظ على نظافة الفم. كما أنه في المواقف التي يزعج فيها شيء ما المريض، مثل بعض الحالات الجسدية أو ألم الأسنان وما إلى ذلك، فإن الضعف الإدراكي قد يجعل من الصعب عليه التعبير عن الشكوى التي تزعجه.
تعرض هذه المشكلات المرضى الذين يعانون من الخرف لخطر الإصابة باضطرابات تتعلق بحالة الأسنان والفم، مما قد يؤدي إلى معاناة كبيرة.
نظرًا للصعوبات المختلفة التي يواجهها مرضى الخرف والزهايمر، فإن علاج هذه الفئة غالبًا ما يكون صعبًا بشكل خاص. وقد تتجلى الاضطرابات الإدراكية مثلا في الشكوى، وخاصة في الأماكن الجديدة – وبالتالي فإن الوصول إلى عيادة الأسنان مثلا يؤدي إلى شعور المريض بالضيق. ومن الممكن في كثير من الأحيان أيضا ملاحظة تغيرات في السلوك لدى مرضى الخرف الذين يمكنهم التعبير عن أنفسهم بعنف، خاصة تجاه الغرباء.
لهذه الأسباب، من المهم أن نتذكر أن علاج هؤلاء السكان يتطلب النظر في الاحتياجات الفريدة التي يحتاجها كل مريض، بما في ذلك تعديل النهج العلاجي واستخدام تقنيات مختلفة من أجل تخفيف المريض.
على الرغم من أن الصعوبات المحتملة قد تمنعهم من حضور العلاجات المختلفة بشكل عام، وعلاجات الأسنان بشكل خاص، إلا أنه من المفيد معرفة أنه من الضروري الاهتمام بصحة فم وأسنان هذه الفئة بوجه خاص.
إلى جانب المعاناة والألم الناجمين بالتسوس، والذي يصيب مرضى الخرف أيضا، حتى لو لم يكونوا قادرين على التعبير عنه - فإن الضرر الإدراكي يعرض المرضى لتفاقم حالتهم.
على سبيل المثال، يكون هؤلاء المرضى في بعض الأحيان أكثر عرضة لخطر الاختناق - والذي قد يكون ناجما عن سقوط الأسنان إلى مجاري التنفس (إذا لم تكن قوية بما فيه الكفاية)، أو سقوط أطقم الأسنان أو التتويجات غير المثبتة جيدا. كما أن أي اضطراب في تجويف الفم (مثل الألم) يجعل من الصعب مضغ الطعام، فهناك خطر استنشاق الطعام والاختناق. يمكن أن يسبب استنشاق هذه الأشياء أعراضًا مختلفة على غرار تضرر أنسجة البلعوم والالتهاب الرئوي، بل وحتى الاختناق.
في الكثير من الحالات، نلاحظ لدى المصابين بمرض الخرف أيضًا، أن المشكلات الصحية المختلفة، حتى لو كانت "بسيطة" نسبيًا، قد تتسبب في تدهور القدرات الوظيفية للمريض. وينطبق هذا أيضًا على الحالات المتعلقة بصحة الأسنان، وبالتالي يعد هذا سببًا آخر لضرورة الانتباه الخاص أحيانًا فيما يتعلق بصحة الفم لدى المرضى.
يؤدي مقدمو الرعاية وأفراد العائلة دورًا مهمًا فيما يتعلق بالحفاظ على صحة الفم لدى مرضى الخرف. وبالطبع، فإن درجة التدخل المطلوب تعتمد على حالة المريض ، وعلى شدة الخلل الوظيفي الذي يعاني منه.
من المهم الالتزام بروتين منتظم لنظافة الفم، حيث تعتمد درجة المساعدة المطلوبة على المريض - فبعضهم بحاجة إلى التذكير بالأمر فقط، وبعضهم الآخر غير قادر على تنظيف أسنانه بنفسه. إذا لم يتمكن المريض من تنظيف أسنانه بشكل فعال، يمكنك توضيح الإجراء المطلوب واطلب منه القيام به. يمكنك أيضًا المساعدة من خلال جعل المريض يمسك فرشاة الأسنان أثناء توجيه حركة تنظيف الأسنان بالفرشاة (عن طريق وضع يدك على يد المريض).
يجب، بالطبع، الانتباه إلى أي حالة من الألم أو الانزعاج في منطقة الفم - على سبيل المثال، عند تناول الطعام أو تنظيف الأسنان. إذا رفض المريض تناول الطعام، فقد يكون السبب هو ألم الأسنان.
يعد حجز علاجات الأسنان ومتابعتها أحد أهم الطرق التي يمكن لأفراد من خلالها مساعدة أحبائهم الذين يعانون من الخرف في الحفاظ على صحة الفم والأسنان. تذكروا حجز مواعيد للمتابعة والعلاج عند طبيب الأسنان، إذا ما استدعت الحاجة.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يرافق المريض/ة شخص مقرب لزيارة العيادة. وجود شخص مقرب ومألوف يساعد في التعامل مع المخاوف والضغوط التي قد يواجهها المرضى الذين يحتاجون لعلاج طبي لحالات الخرف.
هناك عدة طرق من شأنها التخفيف عن المتعالجات والمتعالجين الذين يعانون من الخرف وبحاجة إلى علاجات الأسنان.
يعد الفم والأسنان جزء لا يتجزأ من الجسم، والحفاظ على صحتها مهم للجميع - بغض النظر عن العمر أو الأمراض الأخرى. بالنسبة للمرضى الذين يواجهون حالات مرضية فريدة، مثل الخرف، يوصى بمحاولة تكييف العلاج قدر الإمكان، من أجل التقليل من المخاوف التي يواجهها المريض، وللمساعدة في توفير الشعور بالأمان في البيئة العلاجية.