في السنوات الأخيرة، زاد الوعي بأن الكثير من الأطفال والبالغين يعانون من حالة تعرف باسم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD ) - وهو اضطراب يؤثر على العديد من مجالات الحياة، وربما أكثر مما كنت تعتقد. إذن ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وما هي أعراضه وكيف يمكن علاجه؟ لقد قمنا بتجميع كل ما تحتاج إلى معرفته هنا
اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو ADHD-Attention Deficit Hyperactivity Disorder، هو متلازمة معقدة تشمل اضطرابات في مجالات مختلفة من الحياة - المدرسة والعمل، والحياة الاجتماعية والعائلية، وإدارة الأسرة، وغيرها.
يظهر هذا الاضطراب بدرجات مختلفة من الشدة، وغالبًا ما يكون مصحوبًا أيضًا بحالات عقلية مختلفة، وأكثرها شيوعًا هي الاكتئاب والقلق.
عادةً ما يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال في سن المدرسة، وبالتالي غالبًا ما يرتبط بهذا العمر. ومع ذلك، فهذا الاضطراب يرافقنا مدى الحياة، وبالتالي فهو شائع بالتأكيد لدى البالغين أيضًا.
غالبًا ما ترتبط اضطرابات نقص الانتباه بالأطفال الذين "لا يستريحون"، ولا يكادون يجلسون على الكرسي للحظة- وهي حالة تعرف باسم فرط النشاط. لكن الحقيقة هي أن هذا ليس دقيقًا - فليس في كل حالة من حالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، سيظهر الأطفال (أو البالغين) علامات فرط النشاط.
ولذلك، غالبًا ما تنقسم اضطرابات الانتباه إلى نوعين رئيسيين: ADHD - Attention deficit hyperactivity disorder - اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ADD - Attention deficit disorder - اضطراب نقص الانتباه (أي بدون الجزء المتعلق بفرط النشاط).
يجب الإشارة إلى أنه لا يوجد فرق كبير بين هاتين الحالتين، كما أن طرق معالجتهما متشابهة.
تنقسم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى ثلاث فئات مختلفة من الأعراض: صعوبة الحفاظ على الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاع. لا نرى دائمًا جميع الأعراض من الفئات الثلاث لدى جميع الذين يعانون من الاضطراب، ولكن من أجل تشخيص المتلازمة من الضروري ظهور الأعراض من فئة واحدة على الأقل.
قد يظهر اضطراب نقص الانتباه في أشكال مختلفة في الحياة اليومية. بسبب المتطلبات التي يواجهها العديد من الأطفال في المدرسة (الجلوس في الصف، الحفاظ على التركيز...)، غالبًا ما يظهر الاضطراب في هذه الأعمار. تشمل الأعراض الشائعة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ما يلي:
في كثير من الأحيان، وخاصة عند الأطفال، يتميز اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بفرط النشاط. غالبًا ما يتم تصنيف الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على أنهم "مثيرون للمشاكل" أو حتى "مضطربون"، مما قد يضر بصورتهم الذاتية وشعورهم بالكفاءة الشخصية. ويظهر ذلك على سبيل المثال:
بالمناسبة، من المثير للاهتمام معرفة أن أعراض فرط النشاط تميل إلى الانخفاض نسبيًا مع مرور السنين. فالكثير من البالغين الذين كانوا يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه علامات فرط النشاط تختفي أعراضه لديهم (أو أنها تصبح قليلة)، حتى لو عانوا منها في مرحلة الطفولة. من غير المرجح أن تختفي الأعراض الأخرى المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على مر السنين.
يعد الاندفاع أحد المظاهر الرئيسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكنه قد يختلف من شخص لآخر وقد لا يكون بالضرورة محوريًا.
من الأمثلة على الاندفاع ما يلي:
ونتيجة لهذه الأمثلة، يمكن استنتاج أن الاندفاع غالبا ما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية، مما قد يؤدي إلى ضائقة كبيرة لدى المصاب.
لقد جمعنا لكم الأسئلة التي يجب عليكم طرحها إذا كنتم تشكون بوجود اضطراب اندفاعي لديكم أو لدى أطفالكم:
تظهر أعراض اضطرابات الإصغاء والتركيز (ADHD) بشكل واضح في أغلب الأحيان بين سن 8 و9 سنوات. وذلك بالتزامن مع ازدياد الضغوطات الدراسية والاجتماعية على الطفل. ولكن، قد تظهر بعض العلامات المبكرة قبل ذلك، حتى في مرحلة الطفولة المبكرة.
لا يتم تشخيص اضطراب فرط الانتباه ونقص الانتباه (ADHD) عادةً في سن مبكرة جدًا. ومع ذلك، قد تشير بعض السلوكيات إلى احتمال إصابة الطفل بهذه الاضطراب في المستقبل.
عندما يُسأل أهل الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن الطفولة المبكرة لأطفالهم، يتحدث الأهل في كثير من الأحيان عن طفل "مشاكس". في بعض الأحيان، يكون الطفل نشيطًا للغاية منذ صغره، وعنيدًا، ومستقلًا، وشخصًا "يعرف ما يريد".
كما ذكرنا سابقًا، تظهر اضطرابات الإصغاء والتركيز (ADHD) بشكل واضح في المرحلة الابتدائية. ي بعض الأحيان، قد تؤدي اضطرابات السلوك إلى تشخيص الطفل، خاصةً إذا كان هناك طلب من المدرسة بذلك. مثلا:
السلوك مع الأصدقاء - عدم الانتباه، الاندفاع، الإصرار على وجهة نظره فقط، عدم فهم سبب غضب الآخرين، الشعور بالوحدة الاجتماعية.
يجب ذِكر أن اضطرابات الإصغاء والتركيز يمكن أن تظهر بأشكال مختلفة - فكما ذُكر، يمكن تتصنيف اضطرابات الإصغاء والتركيز كـ-ADHD(مع فرط النشاط) و كـ- ADD (بدون فرط النشاط).
قد لا يتم تشخيص الأطفال الذين يعانون من ADD بسهولة لأنهم لا يميلون إلى إظهار اضطرابات في الانضباط أو السلوك. أمثلة على سلوك الأطفال الذين يعانون من ADD:
قد يعاني المراهقون الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه غير المعالج من انخفاض في التحصيل الدراسي، وفقدان الاهتمام والحافز للتعلم (إلى درجة التسرب من المدرسة)، والميل إلى الحالات المزاجية الشديدة والنوبات، وأكثر من ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمراهقين والبالغين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غير المعالج أن يظهروا ميلًا إلى التورط بشكل أكبر في العنف، والميل إلى تعاطي المخدرات والكحول، والقيادة الخطرة.
كما ذكرنا سابقًا، فإن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا "يختفي"، ويعاني العديد من البالغين من ضعف في مجالات مختلفة من حياتهم نتيجة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. قد يختلف التعبير لدى البالغين قليلاً مقارنة بالتعبير لدى الأطفال، ويميل البالغون إلى المعاناة أكثر من الاضطرابات النفسية المرتبطة به، مثل الاكتئاب والقلق والإدمانات المختلفة وغيرها.
تشمل الأعراض الشائعة لدى البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ما يلي:
حتى الآن، لا يوجد فحص واحد يمكنه تشخيص اضطرابات الإصغاء والتركيز (ADHD) بشكل قاطع. لذلك، يتم إجراء التشخيص من قبل متخصص مُؤهل. يحتاج التشخيص إلى تقييم شامل وفردي لكل مريض، مع الأخذ بعين الاعتبار العديد من المتغيرات. لذلك، يتم تشخيص ADHD بواسطة أطباء من تخصصات مختلفة أخصائيون نفسيون جميعهم مدربون على تشخيص وعلاج اضطرابات الإصغاء والتركيز.
لأجل التشخيص، سيطلب الطبيب/الطبيبة أو الأخصائي/ة النفسي/ة معلومات حول الأعراض التي تشير إلى تأثير على الأصغاء التركيز، فرط زائد، والإندفاع، مثل تلك المذكورة أعلاه. يجب أن تكون هذه الأعراض مستمرة لتشخيص ADHD، وتبدأ من سن الطفولة.
تشخيص اضطرابات الإصغاء والتركيز لدى البالغين مشابه لتشخيص الأطفال. يعتمد على تقييم شامل من قبل متخصص مُؤهل. مع الأخذ بعين الاعتبار بعض التعديلات لمرحلة البلوغ.
كما ذكرنا سابقًا، لا تقتصر أعراض اضطراب الإصغاء والتركيز على صعوبات التعلم في المدرسة فقط، بل تؤثر على العديد من جوانب الحياة، بما في ذلك القدرة على التواصل مع الآخرين، الحفاظ على النظام والتنظيم، وغيرها.
إذا كنت تشكون في أنكم أو طفلكم تعانون من اضطراب الإصغاء والتركيز، فإليكم بعض الأسئلة التي قد تساعدكم في تقييم ما إذا كان ذلك صحيحًا.
بالطبع، يتم إجراء التشخيص الشامل للأعراض عن طريق متخصص مؤهل، وذلك بعد النظر في العديد من البيانات، ولكن قد تساعد هذه الأسئلة في اتخاذ قرار بما إذا كان من الضروري اللجوء إلى التقييم والتشخيص المنظم.
إن عدم علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يؤدي إلى عواقب عديدة على من يعاني منه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال. يتم تصنيف العديد من الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ظلمًا، على أنهم "مثيرون للمشاكل" و"كسالى" وغير ذلك الكثير. ونتيجة لذلك، قد يؤدي هذا الاضطراب إلى صعوبات عاطفية واجتماعية وأكاديمية.
إن علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه فعال للغاية، ويسمح للطفل بالتعامل بشكل أفضل مع هذه الصعوبات، وتحسين العلاقات الاجتماعية، والوصول إلى إنجازات تعليمية تتناسب مع إمكاناته، وأكثر من ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأهل غالباً ما يواجهون التوتر والصعوبات في التعامل مع طفل يعاني من اضطراب نقص الانتباه. إن توفير العلاج للاضطراب قد يؤدي أيضًا إلى تحسين هذه الصعوبات.
عندما يؤثر الاضطراب بشكل كبير على حياة المريض، عادة ما تكون التوصية هي بدء العلاج الدوائي. الدواء الرئيسي المستخدم لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو الريتالين.
إن الريتالين والأدوية التي تنتمي إلى هذه العائلة فعالة جدًا في علاج جميع أعراض اضطراب الانتباه - فهي تخفض مستوى فرط النشاط والاندفاع وتحسن القدرة على الانتباه لدى الأطفال والبالغين على حد سواء.
إلى جانب الأدوية، والتي عادة ما تكون الجزء الرئيسي من علاج اضطراب الانتباه، هناك علاجات أخرى تساعد العديد من الذين يتعاملون مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
أولاً، نظرًا لأن العديد ممن يعانون من هذا الاضطراب يعانون أيضًا من صراعات عاطفية مختلفة، مثل الاكتئاب أو القلق، فغالبًا ما يكون هناك مجال للعلاجات العقلية لعلاج هذه الحالات أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد العلاج الوظيفي العديد من المرضى الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على اكتساب مهارات يومية مختلفة، مثل النظام والتنظيم، وإدارة الوقت، وتحسين الأداء في المنزل والمدرسة، والمزيد.
ومن المهم أيضًا ملاحظة أن جزءًا من علاج الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يتضمن أحيانًا توجيهات من الوالدين. ليس من السهل دائمًا تربية طفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وبالتالي فإن توفير التوجيه المهني يساعد العديد من الآباء على فهم ما يشعر به الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وما هي الصعوبات التي يواجهها الطفل، والمزيد.