هل تعرفون هؤلاء الأطفال الذين رغبوا قبل زمن ليس بالبعيد بقضاء أية لحظة معكم، والآن صاروا يستفزون غضبا من كل ما تقولونه، ويطلبون منكم الخروج من غرفتهم؟ مرحبا بكم في عداد أهالي المراهقين. ما الذي ينبغي القيام به الآن؟ كيف يمكنكم التواصل معهم. وما الذي يعيشونه في هذه المرحلة؟
إن كنتم من أهالي المراهقين، فلا بد أنكم تشعرون أن مسألة التواصل الإيجابي واللطيف مع أبنائكم لم تعد مهمة سهلة. فمن شأنهم أن يطالبوا بالخصوصية، أو أن ينغلقوا على أنفسهم، أو أن يخففوا من إشراككم بأفكارهم ومشاعرهم
رغم جميع التحديات، فهناك أهمية كبيرة في الحفاظ على التواصل مع أطفالكم المراهقين من أجل خلق جو مساند وقائم على الاحتواء داخل العائلة، وبالطبع، لكي تتمكنوا من توفير الأدوات الأفضل من أجلهم ليستخدموها في حياتهم كبالغين.
كيف يمكنكم تحسين التواصل فيما بينكم، ما الذي لا يجب أن تتخلوا عنه، وما هي الأمور التي يجب أن تتلافوها؟ كل هذه المعلومات تجدونها هنا
دقيقين لهذه المرحلة، فالانتقال بين الفئات العمرية المختلفة يحصل بصورة تدريجية، وقد يختلف من شخص لآخر.
من المعتاد، غالبا، تعريف المرحلة الأولى من سن المراهقة ابتداء من سن العاشرة تقريبا. في هذا العمر يمكن غالبا ملاحظة تغييرات هرمونية وجسدية تتعلق بالنمو الجنسي، تضاف إليها أيضا تغيرات على المستوى الاجتماعي، والنفسي، وغيرها.
غالبا، يمكن أن نتوقع أن يحدث للبنات في المرحلة الأولى من سنة المراهقة الطمث الأول (الدورة الشهرية). وبعد ذلك بوقت ليس ببعيد، سينهين فترة نموهن من ناحية الطول. أما الأولاد، في المقابل، فسيواصلون عموما عملية النمو في الطول حتى مراحل أكثر متأخرة من المراهقة.
تتميز سنوات عمر المراهقة بتغييرات كبيرة في جميع المجالات: الجسدية، والنفسية، والاجتماعية، والدراسية.
من ناحية اجتماعية، يميل المراهقون إلى البحث عن استقلال أكبر عن أهاليهم، ويطورون علاقات أقوى مع من هم في جيلهم. كما أن الأولاد والبنات في سن المراهقة قد يبدؤون بالاهتمام بالعلاقات الرومانسية والتفكير في جنسانيتهم.
لا بد وأنكم تتذكرون، بأنفسكم، أنكم في مرحلة المراهقة قد صادفتم الحاجة إلى أن تكونوا ’مثل الجميع‘: بمعنى الذهاب إلى الحفلات مثل الجميع، وارتداء الملابس مثل الجميع، والعودة إلى المنزل في نفس الساعة التي يعود فيها أصدقاؤكم إلى منازلهم. ذات الشيء يحصل مع أبنائكم وبناتكم الآن، فمن شأنهم أن يكونوا أكثر حساسية في المواقف التي يشعرون فيها أنهم مختلفون عن أقرانهم.
من ناحية نفسية، يتميز سن المراهقة في الكثير من الأحيان بتغييرات حادة في المزاج وعواطف متطرفة. لا بد وأنكم تعرفون ذلك، فأي أمر يبدو لنا صغيرا وهامشيا يمكن أن يكون فظيعا في نظرهم.
إلى جانب ما تقدم، يبدو المراهقون أكثر حساسية بشأن كل ما يتعلق بثقتهم بذواتهم وتصورهم لأجسادهم. وسيؤدي ذلك في الكثير من الأحيان إلى الانشغال المبالغ فيه بالأجساد، والذي قد يكون خطيرا أحيانا. من المهم أن نكون واعين للأمر وأن نقدم لهم الدعم فيما يتعلق بهذه المصاعب، والانتباه بعدم تحول الانتباه بهذه الجوانب إلى أمر متطرف.
يعيش الكثير من المراهقين أزمات نفسية متعلقة بسن المراهقة، ولا يمكننا، نحن الأهل، دائما تقديم المساعدة لهم في مواجهة هذه التحديات. إن كنتم تعتقدون بأن طفلكم بحاجة إلى مساعدة إضافية، يحتمل أن تحتاجوا إلى التشاور مع مهني/ـة في مجال الصحة النفسية. وهذه أيضا فرصة لتظهروا لهم الأهمية الكبرى لحالتنا النفسية.
يجب أن تعرفوا أن صناديق المرضى، ابتداء من العام 2015 باتت مسؤولة عن مجال الصحة النفسية في البلاد. يحق لزبائن لئوميت التوجه لتلقي علاج نفسي بحسب الحاجة إما في إطار الصندوق أو من خلال المعالجين المتعاقدين مع الصندوق.
تُعدّ التواصل الجيد مع المراهقين أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب:
بالإضافة إلى ما ذكرناه سالفا، فإن التواصل الجيد مع المراهقين شديد الأهمية من الناحية النفسية أيضا، يتميز جيل المراهقة بتحديات كثيرة من شأنها أن تؤثر على الحالة النفسية وأن تثير القلق: التوتر الدراسي، والمصاعب الاجتماعية (وصولا إلى المقاطعة)، والتغيرات الجسدية، وغيرها.
غالبا ما يكون المراهقون الذين يشعرون بأن بإمكانهم اللجوء إلى والديهم حينما يشعرون بصعوبة أو ضيق، أكثر قدرة على مواجهة مثل هذه التحديات. إن احتواء الولد أو البنت من جانب الوالدين في مثل هذه اللحظات يسهم في تعزيز الشعور بالأمان وتبديد الوحدة التي يشعر الكثير من المراهقين بها. إنكم تساعدونهم في أن يفهموا بأنهم ليسوا وحيدين، وأن لديهم دائما من يمكنهم التوجه إليه.
يعتمد التواصل الإيجابي على علاقات قوية وفعالة. إذا كنت تواجه صعوبات في التواصل مع ابنك المراهق، فقد تساعدك النصائح التالية: