اضطراب التنظيم الحسي SMD - Disorder Modulation Sensory هو تشخيص فرعي لاضطرابات المعالجة الحسية Disorder Processing Sensory (SPD). SMD هذه الحالة الصحية تتميز بمصاعب الأداء والمشاركة في الوظائف اليومية المختلفة نتيجة تأذي القدرة على تنظيم وترتيب المعلومات من الحواس، والاستجابة بصورة ملائمة للمتطلبات والتوقعات من البيئة.
العالم من حولنا مليء بالمحفزات الحسية، التي تتدفق علينا باستمرار. نشم رائحة الطعام في الفرن، وفي الوقت نفسه نسمع شاحنة القمامة في نهاية الشارع، ونشعر بملمس قميصنا ونتأمل الصور الموجودة على الحائط ونقدّر الفوضى في الصالون. نتعلم منذ الصغر ما يرضينا وما لا يرضينا، ونتعلم كيفية تصفية وتحييد المحفزات التي لا نحتاج إليها في اللحظة نفسها. سوف نلاحظ صوت المثقاب في الخلفية، لكن في غضون وقت قصير للغاية سوف نعتاد على هذا الضجيج وعادةً نتوقف عن الاهتمام به، نستمتع برائحة الكعك في الفرن، ولكن هنا أيضاً خلال ثواني ستتناقص الرائحة على أنفنا وستتوقف عن كونها بارزة أو ملحوظة، وحتى الضوضاء سوف تزعجنا بشكل أقل بعد بضع دقائق.
إن قدرتنا العامة على استيعاب جميع المحفزات من حولنا ومعالجتها عقليًا بشكل مناسب للتعامل معها والاستجابة لها من الخارج، ليست قدرة موحدة وهناك إختلاف كبير بيننا. ومن ناحية أخرى، هناك الكثير من البالغين والأطفال الذين يعانون من اضطراب في التنظيم الحسي. يؤدي هذا الاضطراب إلى عدم القدرة على معالجة المحفزات المختلفة من البيئة بشكل متوازن وسلس. يفشل الدماغ في ترجمة المعلومات التي تتلقاها الحواس بطريقة فعالة أو صحيحة، ومعالجة المعلومات الحسية التي تتم عن طريق السمع أو البصر أو اللمس أو التذوق أو الشم، تتأزم، وتؤدي المعالجة الغير صحيحة للمحفزات، إلى صعوبات وتحديات في الوظائف اليومية. يمكن أن يؤثر الاضطراب في التنظيم الحسي على حاسة واحدة أو أكثر، ويمكن أن يظهر بدرجات وشدة مختلفة.
بالإضافة إلى الحواس المعروفة، مثل التذوق والشم والبصر والسمع، تشمل الأجهزة الحسية في جسمنا نظام اللمس ،ونظام التوازن والحركة (الدهليزي)، ونظام الشعور العميق (استقبال الحس العميق). تعد هذه الأنظمة ضرورية للغاية وتعمل كأساس للتطور الطبيعي.
يعد التنظيم الحسي جزءًا من المعالجة السليمة للمعلومات الحسية، ويؤثر على السلوك والانتباه والتحكم والتفاعل الاجتماعي والتحكم الحركي والنجاح في المهارات الوظيفية. وبعبارة أخرى، فإنه يتيح تفاعلًا مخصصًا مع البيئة.
تتمثل المصاعب في تنظيم مدى ردود الفعل السلوكية على المحفزات الحسية التي يتم استقبالها من جسم الطفل وبيئته في الحياة اليومية، وهكذا، تكون ردود الفعل غير المتناسبة مع متطلبات المحيط الذي يكبر فيه الطفل. يمكن لاضطراب التنظيم الحسي أن يظهر في واحد أو أكثر من الحواس.
يتمتع كل طفل بملف حسي (بروفايل) فريد يتم تحديده في عملية التقييم والتشخيص ويتم التعامل معه وفقًا لذلك. يعتمد التقييم على تقرير الوالدين بشأن سلوكيات طفلهم غير القادرة على التكيف وعلى الاختبارات والاستبيانات والملاحظات في العيادة.
ينقسم الـ SMD إلى ثلاثة أنواع:
النشاط المتوازن للجهاز الحسي هو أساس الأداء الطبيعي. وأنظمة الشعور هي جوهر وجودنا.
وبالإضافة إلى المتعة التي نختبرها من خلال الحواس، تعمل الأجهزة الحسية كآلية للبقاء. فهي تحذرنا من الخطر، ضد الأشياء ذات الحرارة المرتفعة مثلا، أو من السقوط، أو من الضغط، أو تلف الأنسجة، وغير ذلك.
كل شعور مصحوب بعاطفة وهي المعنى الذي نعطيه للشعور. على سبيل المثال، يمكن تفسير الربتة على الكتف على أنها لمسة لطيفة وودية أو على أنها لمسة مؤلمة ومهددة، اعتمادًا على الموقف.
إن ما يميز العلاج المهني لهذه الفئة من السكان هو القدرة على تقديم استجابة مهنية للعواقب الوظيفية للاضطراب، حيث تنعكس في الأنشطة اليومية والنوم والدراسة والعمل واللعب والترفيه والمشاركة الاجتماعية.
فيما يلي بعض الأمثلة على الصعوبات الوظيفية المتعلقة بالأنظمة الحسية:
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التنظيم الحسي لديهم نشاط عصبي غير طبيعي عند تعرضهم للمحفزات، وأن الأمر يستغرق وقتًا طويلاً للتكيّف مع المحفز أو الإحساس. تم العثور على اختلافات في بنية هيكل الألياف العصبية التي تربط بين المناطق الحسّية في الدماغ، بشكل أساسي في أجزائه الخلفية. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور أيضًا على عنصر وراثي قوي، وفي كثير من الأحيان بعد تشخيص الطفل، يُدرك الوالدين أنهم أيضًا عانوا/يعانون من مظاهر مختلفة للاضطراب. الولادة المبكرة والمشاكل أثناء الولادة تؤثر وتزيد من احتمال التعرض للاضطراب في التنظيم الحسي.
يجب أن يتم علاج SMD من قبل معالج وظيفي يحدد نوع الاضطراب المحدد ويعطي الطفل إجابة وفقًا لاحتياجاته الفريدة. الهدف في عملية التقييم هو تحديد العوامل التمكينية والعوامل المقيدة في الشخص والبيئة والتفاعل بينهما.
ليس كل طفل يظهر عليه عجز حسي يحتاج إلى علاج. عندما يؤثر الضعف الحسي على نوعية حياة الطفل، وتؤثر السلوكيات على الأداء اليومي - فإن العلاج ضروري.
الهدف من العلاج الوظيفي هو تحسين الأداء في الحياة اليومية من خلال التأثير على كيفية معالجة المعلومات الحسية وتفسيرها.
الافتراض هو أن تحسين القدرة على تنظيم المعلومات الحسية سيسمح بتحسين تنظيم الاستجابات السلوكية للتحفيز الحسي في البيئة الطبيعية وفي المواقف المتغيرة، مما يسمح بأداء أكثر كفاءة في الحياة اليومية.
ويمكن أن تتم عملية العلاج بشكل فردي مع الطفل، أو ضمن مجموعة، و/أو من خلال تقديم المعلومات والتوجيه والمشورة للطفل وأسرته والأشخاص الآخرين المحيطين به.
يتم تكييف العلاج الوظيفي مع كل طفل من حيث المهن التي يريدها ويحتاج إلى القيام بها، وقيم بيئته وكذلك نقاط القوة والقيود لديه.
وتتراوح نسبة انتشار الأطفال ذوي الاضطرابات المختلفة لدى الأطفال مثل: اضطراب الانتباه والتركيز، والاضطرابات الانفعالية، والإعاقة الفكرية النمائية (ADHD, ASD) بين 40%-90%.
تشير الدراسات الميدانية إلى أن معظم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) يواجهون صعوبات في التنظيم الحسي مقارنة بالآخرين. عادة ما تظهر هذه الصعوبات في قلة التفاعل في معظم الأجهزة الحسية وفرط الحساسية للمنبهات اللمسية والسمعية.
من المهم أن نتذكر أننا جميعًا نواجه صعوبات تتعلق بالتنظيم الحسي بدرجة أو بأخرى.
على سبيل المثال، هناك أشخاص لا يستطيعون ارتداء قميص عليه ملصق مخيط على الظهر، وهناك من سيجد صعوبة في الجلوس لفترة طويلة دون التحرك أو مضغ العلكة. بعض الناس حساسون للروائح والضوضاء وما إلى ذلك.
لتحديد ما إذا كان هناك نقص في التنظيم الحسي، يجب على المرء أن يأخذ في الاعتبار شدته ومدى تأثيره على الأداء اليومي. لن يتم تشخيص مرض SMD إلا إذا كان الاضطراب يحد من قدرة الطفل على مختلف مجالات الحياة.
خدمات العلاج الوظيفي في لئوميت تقدم في المراكز الطبية أو المراكز الطبية المتعاقدة، يجب تلقي تحويلة من الطبيب المعالج.
من المهم أن نفهم أن هذه السلوكيات ليست ذنب الأطفال أو تحت سيطرتهم. إن اللمسة، التي بالكاد يشعر بها معظمنا، تبدو لهؤلاء وكأنها اعتداء، أما انفجار بالون فصوته بالنسبة إليهم يمثل ضجيجا يصم الآذان ومرعبا، وضوء الشمس بالنسبة إليهم مثل مصباح يعمي البصر موجه مباشرة إلى عيونهم . إن الوظائف اليومية الأساسية، مثل غسل اليدين أو قص الأظافر أو تمشيط الشعر، هي أعمال يمكن اعتبارها مؤلمة لهؤلاء الأطفال ومصدرًا للشجار. يصبح الطعام موضوعًا للصراع وتصبح التفاعلات الاجتماعية معقدة ومشحونة بالنسبة إليهم. هؤلاء الأطفال ليسوا أطفالاً يعانون من مشاكل في الانتباه ولا من الاكتئاب أو المشاكل الاجتماعية أو السلوكية، فهم لا يقومون بما يقومون به لأنهم "عنيدين" وهم ليسوا ضد أحد، بل إنهم يحاولون حماية أنفسهم.
يتم علاج مشاكل التنظيم الحسي في العيادات المهنية، مع الجمع بين العمل تحت التوجيه في المنزل. يتمثل الهدف من العلاج في تعريض الطفل تدريجيًا لملمس وأحاسيس مختلفة، حتى يعتاد عليها. أثناء العلاج، يواجه الطفل تحديًا أثناء اللعب، ويعمل على تنظيم ردود أفعال وأداء مناسبة يُنظر إليها على أنها مقبولة اجتماعيًا.
في إطار التدريب، يتعلم الأهل كيفية التحفيز الحسي. كما يتعلمون كيفية إجراء التغييرات والتعديلات من أجل خلق مكان آمن لطفلهم عبر خلق مكان تكون فيه المحفزات في المستوى المناسب للطفل كما يتعلمون كيفية إعداد الطفل والتعامل معه في الأماكن التي فيها عدم السيطرة على المحفزات. بالإضافة إلى ذلك، يتعلم الأهل كيفية توقع الاستجابات المحتملة، وكيفية إدارة التفاعلات الاجتماعية وكيفية توجيه الطاقم التربوي المسؤول عن الطفل.
من المهم أن نلاحظ أن جزءًا كبيرًا من الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بصعوبة التنظيم الحسي، لديهم اعتلال مصاحب لصعوبات التعلم وصعوبات الانتباه والمشاكل العاطفية وغيرها. يتم التداول في هذه المشكلات وتتطلب أخذها في الاعتبار في إطار من التقييم العصبي المستمر الذي يجريه طبيب أعصاب الأطفال. يتمثل دور طبيب الأعصاب في أن يكون عامل ربط وتوجيه لمختلف التقييمات والعلاجات وإدارة علاج الطفل بالطريقة المثلى.