من أجل رضاعة صحية

الرضاعة الطبيعية الصحية مرتبطة بشكل كبير بصحتك أيضًا. لقد جمعنا لك معلومات مهمة يجب عليك معرفتها.

حني سكال، رئيسة قسم التغذية والحمية الغدائية في لئوميت

تشعر معظم الأمهات اللواتي يرضعن بتلك الرغبة في الطعام، التي تأتي بشدة لم يشعرن بها من قبل. هذا الجوع القارص الذي تشعرين به أثناء قيامك بإرضاع طفلك مصدره هرمون اسمه البرولاكتين، وهو هرمون ضروري لإنتاج الحليب. إن مستوى هذا الهرمون يكون أعلى في خلال الشهور الثلاثة الأولى التي تتبع الولادة، وبعد ذلك ينخفض منسوب هذا الهرمون وتقل الشهية (رغم أنك تظلين جائعة بأكثر مما أنت معتادة عليه في الحالات الطبيعية). لكي تواجهي الجوع من المهم أن تتناولي وجبات منتظمة، وأن تهتمي بأن تحتوي كل وجبة على طعام مغذي: مصدر للبروتين، مصدر للكربوهيدرات، القليل من الدهون من مصدر صحي، خضروات و/أو فواكه.

أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومغذي أثناء الرضاعة الطبيعية

نشرت اللجنة الفرعية لشؤون التغذية أثناء الرضاعة، وهي تتبع للجنة الغذاء والتغذية التابعة لمعهد IOM الأمريكي للطب، تقريرا شاملا في العام 1991، حيث أشارت اللجنة في تقريرها بشكل مفصل بأن النساء قادرات على "إنتاج الحليب بكمية ونوعية كافية لكي تسند نمو الطفل وتسند صحته، حتى لو كانت مكونات تغذية الأم محدودة" . رغم ذلك، يعد الانخفاض في المخزون الغذائي للأم خطرا عليها إن لم تقم الأم بجهود من أجل استهلاك لائق للغذاء من أجل ملء خزانات غذائها، خصوصا الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك وحمض الفوليك وفيتامين B6.

مكونات حليب الأم

يعد حليب الأم مادة شديدة التعقيد، وهي تحتوي على مئات المكونات التي يمكن لها جميعا أن تتأثر من تغذية الأم. إلا أن بعض المكونات تتأثر بشكل أقل من المكونات الأخرى.

  • البروتينات – عمومًا، لا يتأثر مستوى البروتين في الحليب بتغييرات في النظام الغذائي. قد يكون هناك تأثيرات قصيرة المدى، ولكن يتم الحفاظ على تكوين حليب الأم حتى في حالات استهلاك المواد الغذائية بكمية أقل من الكمية الموصى بها.
  • الكربوهيدرات – لا توجد أدلة على أن التغييرات في النظام الغذائي تؤثر على كمية اللاكتوز في الحليب.
  • الدهون – تقريبًا، لا تتأثر الكمية الإجمالية للدهون بالقائمة الغذائية. ومع ذلك، يتأثر نوع الدهون بالتغذية. على سبيل المثال، تكون مستويات DHA في الحليب أعلى للنساء اللواتي يستهلكن كميات أعلى من الأسماك، بينما النساء اللواتي يتناولن كميات أعلى من دهون ترانس ينتجن الحليب بمستويات أعلى من هذه الدهون.
  • الفيتامينات – يتأثر مستوى الفيتامينات في الحليب بالتغذية، ولكن بعض الفيتامينات أكثر حساسية للتغذية من غيرها. من المهم التأكد من تعويض مخزون الفيتامينات لدى الأم.
  • المعادن - لا يتأثر مستوى الكالسيوم في الحليب بالتغذية، وتُحدد تركيزات الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد بواسطة الجهد الكهربائي ولا يتأثر بالتغذية. يتأثر السيلينيوم، واليود، والفلور، والمنغنيز - بالنظام الغذائي للأم.
  • الحديد - لا يتأثر محتوى الحديد في حليب الأم بمحتوى الحديد في القائمة الغذائية أو في السيرم الخاص بالأم. الزيادة في استهلاك الحديد من التغذية لا يرفع مستويات الحديد في السيرم. ومع ذلك، يجب تعويض مخزون الحديد بعد الولادة. الرضاعة الطبيعية تقلل من احتياجات الحديد: على الرغم من أن فقدان الحديد من خلال الحليب خلال ستة أشهر من الرضاعة الطبيعية يُقدر بنحو 14% من مخزونات الحديد المتوسطة للمرأة، إلا أن هذا يُعتبر نصف الكمية التي عادة ما تفقدها في فترة الحيض. لذا، إذا لم يكن هناك فقدان كبير للدم أثناء الولادة، فإن احتياجات الحديد خلال فترة الرضاعة تكون منخفضة ما دامت المرأة لا تزال في حالة غياب الحيض، مقارنة بالنساء غير الحوامل وغير المرضعات. عندما تعود المرأة للحيض، فإن الحاجة المشتركة لإنتاج الحليب ونزيف الحيض قد يقلل من مخزون الأم إذا كان الاستهلاك الغذائي منخفضًا.

العوامل التي تؤثر على كمية الحليب التي تنتجينها

  • كمية حليبك تتأثر بشكل كبير من استهلاك الطفل الرضيع للحليب. فكلما رضع طفلك أكثر، كلما زادت كمية الحليب.
  • وفقا لدراسات تم إجراؤها على بشر يعيشون ظروفا خطيرة من قلة التغذية، كان هناك انخفاض في كمية الحليب المنتج ، ولكن من دون أن تنخفض جودته.
  • هناك حالة أخرى يمكن أن تؤثر على كمية الحليب هي ظروف الجفاف الشديد - الذي يمكن أن ينتج عن الإسهال الشديد والقيء ، وحتى بعد ذلك ، يقل حجم الحليب فقط بعد انخفاض كمية البول بشكل ملحوظ.
  • إن تناول أقل من 1500 سعرة حرارية يمكن أن تضر بعملية إنتاج الحليب!

تحضُّرا لرضاعة طبيعية صحية

  • أثناء فترة الإرضاع الطبيعي، كما هو الحال في أية مرحلة أخرى في في الحياة ،من المهم تناول الطعام الصحي بشكل منتظم. يوصى عادة بتناول ثلاثة وجبات رئيسية في اليوم (الإفطار والغداء والعشاء) وثلاث وجبات في المنتصف (بين الصباح وبعد الظهر، وبين الظهيرة والمساء، وخلال الليل).
  • يمكن تحضير خضروات مقطّعة بشكل مسبق، شطائر لذيذة، فواكه مغسولة لمثل هذه الوجبات.
  • بإمكان قائمة طعام صحية ومتوازنة أن توفر لك جميع الفيتامينات والمعادن من دون أن تحتاجي للجوء إلى المكملات الغذائية. ومع ذلك، ينصح بتناول بضعة مكمّلات في حالات محددة:
    • إن كنت تستهلكين 1,800 سعرا حراريا في اليوم أو أقل، فأنت بحاجة إلى مكمّل من نوع "مالتي فيتامين" للمرضعات
    • إن كنت نباتية أو خضرية، فمن شبه المؤكد أنك ستحتاجين إلى مكمل غذائي لفيتامين B12 (بحسب فحوصات الدم التي أجريتها).
    • إن كنت تمتنعين عن تناول منتجات الألبان، فلربما تحتاجين إلى مكمل غذائي هو الكلس.
    • إن كنت تمتنعين عن التعرض إلى الشمس، فستحتاجين إلى مكمل فيتامينD الغذائي.
    • إن كنت لا تتناولين وجبتين من السمك في الأسبوع الواحد، فستحتاجين إلى مكمل غذائي يحتوي على 200 ملي غرام من ال DHA ، حامض دهني من نوع أوميغا 3.

أسئلة حول الرضاعة الطبيعية الصحية

من المهم أن تعرفي بأن عليك أن تتناولي الطعام بشكل أكبر أثناء فترة الإرضاع، ولكن ليس بشكل كبير جدا. خلال نصف العام الأول يحصل الطفل على نحو 500 سعرة حرارية في اليوم من حليب الأم (وأنت تحرقين أكثر من ذلك بقليل لكي تنتجي الحليب). خلال نصف العام التالي، حين لا تعود تغذية الطفل مقتصرة على الرضاعة، يحصل الطفل على نحو 400 سعرة حرارية من عملية الإرضاع. لكي تتمكني من تلبية هذه المطالب، تصير الأم المرضعة بحاجة إلى إضافة 330 سعرة حرارية من الغذاء (170 سعرة حرارية أخرى تأتي من مخزون الجسم)، وخلال نصف العام المقبل هنالك حاجة إلى إضافة 400 سعرة حرارية في اليوم الواحد.
تهدف هذه الزيادة في السعرات الحرارية أيضا إلى تزويد كمية الفيتامينات والمعادن التي تحتاجها النساء المرضعات، لأن الغذاء، لا المكملات الغذائية، هي المصدر المفضل للحصول على مكونات التغذية الحيوية. حتى لو كنت ترغبين جدا في العودة إلى وزنك الطبيعي قبل الحمل، بأسرع وقت ممكن، فمن المهم أن تتذكري أن عليك أثناء فترة الإرضاع تناول أقل من 1,800 سعرة حرارية في اليوم الواحد.

في كل يوم، يفقد جسمك أثناء عملية الإرضاع نحو 700 ملي لتر من السوائل مقارنة بأم لا تقوم بالإرضاع. لذلك عليك أن تشربي أكثر أثناء الإرضاع. ومع ذلك، فإن استهلاك السوائل لا يؤثر على منسوب حليب. ننصحك أن تشربيت بحسب منسوب عطشك (أثناء عملية الإرضاع يكون الشعور بالعطش مضاعفا أصلا). تقديراتنا تشير إلى أنك أثناء فترة الإرضاع بحاجة إلى ثلاثة ليترات من المشروبات، ويفضل أن تكون من الماء.

ننصح بعدم شرب الكحول أثناء فترة الإرضاع، وذلك لأنه يضر بعملية إنتاج الحليب ولأن الكحول يمكن أن تصل إلى الرضيع.

فيما يتعلق بالقهوة، فإن كمية الكافيين التي تصل إلى حليبك تبلغ نحو واحد في المائة من الكمية التي تستهلكينها، لكن الطفل الرضيع يتأثر أيضا من كميات قليلة من الكافيين، وذلك لأن جسده لم ينضج بعد بشكل كافي لكي يفكك ويطرد الكافيين بنجاعة. لذا، ننصحك بتقليص كمية الكافيين (الموجود على سبيل المثال في القهوة، الشاي، الكولا)، والاهتمام بأن يكون استهلاكها بعد إنهاء عملية الإرضاع، وذلك لكي ينخفض منسوب الكافيين في الحليب حتى موعد عملية الإرضاع المقبلة.