فلسفة المياداة
في حين يسعى الكثيرين للخضوع لعلاج مياداة من أجل تخفيف الألم، إلا أن الفلسفة الأساسية لهذه الطريقة تستند إلى الإيمان بأن الجسم لديه القدرة التي يولد معها على معالجة نفسه. إن هذه الطريقة التكاملية الصحية تأخذ في حسبانها العلاقة بين العمود الفقري، والجهاز العصبي، والشعور العام.
- التوجه التكاملي للصحة: يركز علاج المياداة على اتباع النهج الشمولي، مع إدراك أن الألم أو الانزعاج في منطقة واحدة من الجسم قد يكون نتيجة لخلل أو اعتلال في منطقة أخرى محتملة. يقوم معالجو المياداة بدراسة الجسم بأكمله، بما في ذلك العمود الفقري والعضلات والمفاصل والجهاز العصبي، من أجل تحديد الأسباب الجذرية للألم وكيفية معالجتها.
- معالجة العامل الأساسي، لا الاكتفاء بمعالجة الأعراض: تهدف علاجات المياداة إلى تحديد السبب الكامن خلف الألم وعلاجها، وليس التركيز فقط على معالجة الأعراض. يستخدم المعالجون بهذه الطريقة تقنيات مختلفة لاستعادة الأداء الطبيعي للجسم. من خلال استهداف مصدر المشكلة، ويؤدي العلاج بهذه الطريقة إلى شفاء طويل الأمد والحفاظ على الصحة العامة.
- تحسين قدرات الاستشفاء الطبيعي لدى الجسم: واحد من المبادئ الأساسية لعلاج المياداة هو الإيمان بقدرة الجسم الغريزية على شفاء نفسه. يؤمن المعالجون بهذه الطريقة أنه حينما يكون العمود الفقري والجهاز العصبي في اتصال سليم، يمكن للجسم أن يعمل على النحو الأمثل ويتعافى بشكل أكثر فعالية، من خلال إعادة التوازن إلى الجهاز العصبي، حيث تدعم علاجات المياداة قدرات الجسم الطبيعية على الشفاء.
ما الذي يحصل خلال علاج المياداة؟
يستخدم المعالجون خلال علاجات المياداة تقنيات مختلفة لتقييم المشكلة، وتوفير العلاج لمرضاهم. يتم تكييف هذه التقنيات وفقا للاحتياجات المحددة لكل شخص، وقد تختلف وفقا لتدريب وخبرة المعالج. فيما يلي بعض التقنيات الشائعة المستخدمة أثناء العلاج بالمياداة:
- التقييم والفحص الأوليين: تتمثل الخطوة الأولى في لقاء المياداة الأول، الفحص الأولي وتقييم حالة المريض. يقوم المعالج بالنظر في التاريخ الطبي ويوجه أسئلة متعلقة بالأعراض الراهنة، والإصابات السابقة، والشعور العام. كما يقوم المعالج غالبا بإجراء فحص جسدي من شأنه أن يشمل تقييم الثبات في الوقفة، آماد الحركة، وفحص للعظام، وفحص عصبي. يساعد هذا التقييم المعالج على إدراك حالة المتعالج بعمق، وصياغة خطة علاجية ملائمة.
- معالجة العمود الفقري: واحدة من التقنيات الرئيسية المستخدمة في المياداة، هي تعديل العمود الفقري. هذه التكييفات ترتبط بالضغط المنضبط على مناطق محددة في العمود الفقري أو المفاصل من أجل "تصحيحها" واستعادة أدائها السليم. يمكن لمعالجة العمود الفقري أن تساعد في تخفيف الألم، وتحسين الشعور والأداء العامين، وتحسين عملية الاستشفاء الطبيعي للجسم؟
- معالجة / تعديل الأنسجة الرخوة: بالإضافة إلى تكييف العمود الفقري، يقوم المعالجون في الكثير من الأحيان باستخدام آليات معالجة الأنسجة الرخوة، وتشمل هذه الآليات الضغط على العضلات، والأوتار، من أجل تقليل التوتر والمساعدة في تخفيف الآلام. من شأن هذا الأسلوب أن يشمل التدليك، معالجة النقاط الحساسة، أو تقنيات يدوية أخرى. يهدف العلاج إلى "التخلص من التشنج"، وتحسين تدفق الدم والصحة العامة للأنسجة.
علاجات المياداة للانزلاق الغضروفي (الديسك) والتغيرات التنكسية
يعد الانزلاق الغضروفي (الديسك) والتغيرات التنكسية من الحالات الشائعة التي تصيب العمود الفقري والتي من شأنها أن تتسبب في الكثير من الآلام وانعدام الراحة. في حالات الانزلاق الغضروفي، فإن الجزء الداخلي الرخو من الأقراص الفاصلة بين فقرات العمود الفقري تخرج خارج الطبقة الخارجية، وتشكل ضغطا على الأعصاب القريبة منها. من شأن الأمر أن يتسبب في الآلام، والتنميل، وفقدان الشعور، والضعف في المنطقة المصابة. أما التغييرات التنكسية، في المقابل، فهي تحصل حينما تذوب الفواصل بين الفقرات بصورة طبيعية مع الوقت، وتفقد قدرتها على تبطين الفقرات، وتؤدي إلى التلامس بين الفقرات.
من المهم الإشارة إلى أن مثل هذه الحالات قد تؤثر على مناطق مختلفة في العمود الفقري، بما فيها العنق والمنطقة السفلية من الظهر. إن أعراض وشدة هذه الإصابات قد تختلف وفقا لموقع ومدى الإصابة. والتوجه إلى معالج المياداة من شأنها أن تساعد المصابين، حيث يمكنه أن يحدد السبب المحدد المؤدي لمشاكل العمود الفقري وتكييف خطة علاجية ناجعة.
هل العلاج بالمياداة يناسبني؟
العلاج بالمياداة: خيار طبيعي محتمل للعديد من الحالات يمكن أن يكون العلاج بالمياداة خيارًا مفيدًا للأشخاص الذين يبحثون عن نهج طبيعي للرعاية الصحية. ومع ذلك، من الضروري فهم نطاق ومحدوديات العلاج بالمياداة لتحديد ما إذا كان مناسبًا لاحتياجاتك الخاصة.
ما يمكن أن يعالجه العلاج بالمياداة:
- مشاكل العضلات والعظام: يركز العلاج بالمياداة بشكل أساسي على مشاكل العضلات والعظام، خاصة تلك المتعلقة بالعامود الفقري.
- الألم: إذا كنت تعاني من آلام الظهر والظهر السفلي، أو آلام الرقبة، أو الصداع، أو حالات أخرى مماثلة، فقد يكون العلاج بالمياداة خيارًا جيدًا لك.
ما لا يمكن أن يعالجه العلاج بالمياداة:
- الحالات الطبية الأساسية: لا يعالج العلاج بالمياداة الحالات الطبية الأساسية مثل السرطان أو أمراض القلب.
- جميع الناس: لا يناسب العلاج بالمياداة الجميع. تختلف استجابة كل شخص للعلاج من شخص لآخر.
ما يجب توقعه من العلاج بالمياداة:
- نتائج متفاوتة: قد يشعر بعض الأشخاص بتحسن فوري، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى جلسات متعددة لرؤية النتائج.
- التواصل المفتوح: من المهم أن تكون لديك توقعات واقعية وأن تتواصل بوضوح مع المعالج بالمياداة حول أهدافك وتقدمك خلال العلاج.
- السلامة: يعتبر العلاج بالمياداة آمنًا بشكل عام عند إجرائه من قبل معالج مؤهل ومرخص.
- ملاحظات هامة: تاريخك الطبي - من المهم إطلاع المعالج على تاريخك الطبي الكامل وأي حالات صحية أساسية لضمان سلامتك وفعالية العلاج.
- الاستشارة مع طبيبك: إذا كنت تفكر في العلاج بالمياداة، فمن المهم استشارة طبيبك أولاً للتأكد من أنه مناسب لك.
تمثل علاجات المياداة نهجا طبيعيا وغير جراحي من الطب التكميلي. وتهدف فلسفة هذه العلاجات وتقنياتها إلى تكييف بنية الجسم وتحسين أدائه، ومساعدته على شفاء نفسه، واستعادة الصحة العامة. يتزايد الاهتمام بالعلاج بالمياداة وهو يتطور، ويقدم إجابة على العديد من المشكلات للعديد من الأشخاص حول العالم. هل لا زلت مترددا فيما إذا كان هذا العلاج مناسبا لك؟ ننصحك بالتوجه إلى طبيبك/طبيبتك والتشاور معه/ها حول الموضوع.