التاي تشي هو نشاط جسماني معتدل يرتكز على مبادئ الطب الصيني
التاي تشي هو نشاط جسماني معتدل يرتكز على مبادئ الطب الصيني. ويجري التمري ببطء وتقريبا من دون جهد، وهو يرتكز إلى تصورات تتعامل مع الإنسان بوصفه كلّا متكاملا، يعمل وسط العالم في انسجام.
وبحسب هذا التصور، يُنظر إلى جسم الإنسان أيضا كوحدة متكاملة ومتسقة: إذ أن كل حركة ينظر إليها بأنها ترتبط بسائر أعضاء الجسم وطرق عملها.
إلى جانب كون التاي تشي فرعا من فروع الطب الصيني، إلا أنه يعد جزءا من مجموعة الفنون القتالية الناعمة. صحيح أنه لا يتم التركيز على هذه الصفة أثناء التدريبات، إلا أنها تشكل في الكثير من الأحيان مصدر جذب للمتدرب الذي يبحث عن مثل هذا النوع من النشاطات
يكون التمرين هادئا ومعتدلا إلا أن المتدرب يدرك ويشعر أن هذا التمرين، في حقيقته، هو فن قتالي عميق جذوره تمتد في حكمة الحياة التي عمرها آلاف السنوات. يتيح التاي تشي للمتدرب تحويل التمرين إلى لقاء بينه وبين العالم الذي يحيط به، وهو بذا يحول التمرين إلى جزء لا يتجزأ من حياته.
يدمج التمرين بالتاي تشي جميع أجهزة الجسم بشكل هادئ، وبسكون ونجاعة بدنية ونفسية قصوى وهو يتسبب في تحقيق نتائج فريدة. هذا لربما هو السبب الذي يدفع أبناء الشعب الصيني، حتى أولئك الذين يعيشون خارج وطنهم، يواصلون التمرن على التاي تشي، وهذا هو السبب الذي يجعل التمرن على التاي تشي يلاقي شعبية في العالم الغربي بشكل متزايد.
يتعامل التاي تشي مع الحياة باعتبارها صراعا دائما، ولذا فإن تمرين التاي تشي "يبني" الإنسان ويسهل عليه مواجهة حالات التوتر والضغط والآلام والإعاقة الجسدية والتوترات التي تنتج عوائق داخلية تضعف أجهزة الجسم.
إلى جانب كون التاي تشي نشاطا بدنيا ممتعا وصحيا، فإنه يشكل منظومة معقدة ومتماسكة من مبادئ الحركة والأداء الجسدي، العقلي، والاجتماعي. الكثير من هذه المبادئ تظهر أثناء العمل مع مجموعات مختلفة وفقا لاحتياجاتها الخاصة.
إن التمرين في إطار مجموعة هو أمر سهل، وخفيف الأداء ويتكون من ثلاثة أجزاء:
للتاي تشي العديد من الفوائد، ويُنصح بتمارين التاي تشي لأي جيل.
رغم أن التاي تشي هو فن قتالي إلا أن التمرين يتم ببطء ونعومة، ويتطور المتدرب بشكل شخصي وفقا لقدراته وحالته البدنية. ويمنع الأمر حالات الإحباط ويتيح للمتدربين ذوي الإعاقات البدنية التعلم والتطور.
صحيح أن التدريب ناعم ومعتدل جدا إلا أنه يرتكز على مبادئ طبية تقوي الجسم وتجعله أكثر مرونة. ويركز التمرين على التوازن والوقوف الصحيح والرؤية
كل هذا يحصل بالتدريج وهو يحصل بشكل تلقائي ظاهريا، ويتطور المتدربون مع مرور السنوات. وكلما تدربوا أكثر يتقدمون أكثر.
أثناء التدريب يبدأ المتدرب التمرن على الحركة في حالة من الهدوء والتركيز والإصغاء. هذه المبادئ تشجع على خلق الهدوء النفسي والشعور بالأمان من خلال التمرن الذاتي، وفي بعض الأحيان يحصل الأمر من دون حاجة إلى تعزيز من الخارج. هذه السمات تتيح للمتدرب التمتع بالوقت الذي يكون فيه وحيدا أو معزولا من دون أن يتوتر.