يعاني واحد من كل خمسة أشخاص من الحساسية، ويترتب على ذلك العطس، المصاعب في التنفس، الدموع، وغيرها. إليكم مرشدا للتعامل مع الحساسية من زاوية تدمج الطب التقليدي والطب الاستكمالي
يعاني شخص واحد من كل خمسة أشخاص من الحساسية، وليس من المعروف دائما سبب تفاعل الجسم بعنف مع مسببات الحساسية، فالعيون تدمع، والأنف يقطر، والجلد يتهيج، والعطس لا يتوقف. لماذا يحدث هذا، وكيف يمكن أن نتخلص منه؟
"أنت تثير حساسيتي" هي عبارة نحب أن نستخدمها في كل مرة يثير أعصابنا شخص ما. على أمل أن يفهم الدلالة ويبتعد عنا قدر الإمكان. إن "الحساسية" في هذه الحالة تنتهي في تلك اللحظة فنهدأ. إلى أن يعود ذات المصدر المسبب للحساسية ليمر في جوارنا.
المشكلة هي أنك لن تتمكن دائما من إبعاد من يتسبب بالحساسية عمن هو مصاب بالحساسية. يعرف الكثير منا هذا الشعور حين ينهضون صباحا وهم يعانون من أنف مسدود وعيون دامعة ليعرفوا بذلك أن الربيع قد حل، رغم أن الراصد الجوي لم يبلغهم بالأمر بعد. هنالك آخرون يحبون القطط جدا، ولكنهم يضطرون للتعبير عن حبهم هذا للقطط عن بعد، لأن المكوث برفقة القطط يجعل التنفس لديهم صعبا، وهذا لا يحدث بسبب عواطفهم بالطبع.
هنالك، بالطبع، من يدققون في اختياراتهم لما يأكلونه، ولا يفعلون الأمر بسبب رغبتهم بالحفاظ على وزنهم، بل لكي لا ينتفخ جسمهم بسبب نوع من الغذاء يعانون من حساسية تجاهه. وهذه بالطبع ليست هي الطريقة التي يرغبون بإنهاء وجبة عشاءهم فيها.
هل يبدو الأمر معروفا لديكم ولا فكرة لديكم عما يمكن فعله؟ إن لئوميت للخدمات الصحية تقدم لكم مرشدا مدمجا عن الحساسية، يدمج هذا المرشد ما بين الطب التقليدي والطب الاستكمالي، وذلك لكي تتمكنوا من قضاء حياتكم بكمية أقل من الدموع، و من حالات العطس، وسائر ردود الفعل غير المرغوب بها.
تعد الحساسية ردة فعل غير طبيعية يقوم بها جهاز المناعة تجاه عوامل خارجية: وهي مواد إما نستنشقها إلى قنوات التنفس، أو مواد نتناولها، أو مواد نقوم بلمسها.
يهدف الجهاز المناعي إلى الدفاع عن أجسامنا من الأجسام الغريبة كالفيروسات، والبكتيريا والطفيليات. حين يطرأ تشوّش ما على هذا الجهاز فإنه يستجيب بحساسية وبقوة فائضة عن الحاجة. إن التعرض لمسبب الحساسية يتسبب في حدوث ظواهر مختلفة في المنظومات الحيوية، ومن ضمنها سيلان المخاط، التهاب الجيوب الأنفية، الإسهال، القيء والطفح الجلدي. تتشكّل لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية أجسام مضادة اسمها IGE بكميات متناهية الصغر، هذه الكمية هي، عمليا، ما يشكل الفرق بين الإنسان الذي يعاني من الحساسية وبين من لا يعاني من الحساسية.
تبلغ نسبة المصابين بالأمراض على خلفية حساسية في أوساط السكان نحو 20% (أي أن واحدا من كل خمسة أشخاص يعاني من الحساسية)، ولكن كل إنسان، عمليا، قد تتشكل لديه، خلال حياته، حساسية تجاه مادة ما. وستظهر الحساسية، بشكل عام، في جيل ما بعد العشرة أعوام، وهي تستمر حتى جيل الخمسين تقريبا، ورغم ذلك، فبالإمكان العثور على أشخاص بالغين في جيل الستين ممن لا يزالون يعانون من الحساسية.
هنالك أنواع مختلفة من الحساسية، بعضها موسمي وبعضها دائم. إن أنواع الحساسية الموسمية الأساسية هي حمى القش والتهاب ملتحمة العين.
تعد هذه الظاهرة الأكثر انتشارا، وهي تتسبب، على الأغلب بسبب التعرض للغبار في المنزل وغبار الطلع. وبسبب كون التعرض لمسببات الحساسية هذه يكون عن طريق قنوات التنفس، فإن أعضاء الجسد الأكثر تأثرا بهذه الأعراض هي العيون، الأنف، الجيوب الأنفية، والقسم العلوي من القنوات التنفسية.
ينقسم التهاب الملتحمة إلى نوعين: التهاب الملتحمة الربيعي والتهاب الملتحمة المزمن. ورغم هذه التسمية، فإن التهاب الملتحمة الربيعي لا يحصل في الربيع فحسب. وعلاوة على ذلك، يطلق عليها إسم "حساسية" لكن لم يتم العثور على مسبب بيئي لهذا الالتهاب. في هذه الحالة تكون عوارض الحساسية إفرازات في العيون وشعور بالحرقة، وفي حالات متطرفة قد يمكن أن يتسبب الأمر في أذى للعيون. وقابل ذلك، فإن الالتهاب المزمن يتسبب كجزء من ردة فعل صادرة عن الجهاز المناعي لعوامل بيئية وهو يترافق مع العطس، الإفرازات المخاطية، والإفرازات الأخرى.
تختلف الأعراض في هذا المجال، وهي تتعلق، عمليا، بالعامل المسبب للحساسية، وفي الجهاز الذي يستقبل هذه العوامل المسببة للحساسية. فعلى سبيل المثال، ستترافق الحساسية تجاه نوع معين من الطعام مع ظوهر متعلقة بالجهاز الهضمي؛ أما الحساسية التي تتسبب عن مسبب حساسية يتم استنشاقه داخل الجسم، فإن التعبير عن هذه الحساسية سيظهر في قنوات التنفس العليا، أو على الجلد؛ وتظهر الحساسية التي تتسبب عن اللمس عبر الطفح الجلدي والحكة في الجلد. أمامكم بضعة عوارض منتشرة في حالات الحساسية:
إن الطبيب المختص بالحساسية قادر على تشخيص هذه المشكلة عبر الفحص الجسماني، وعبر الاطلاع على التاريخ المرضي، وتقدير البيئة المحيطة وإجراء الاختبارات. يشمل الفحص الجسدي فحصا للأنف وللجيوب الأنفية، الإصغاء لصوت الرئتين، فحص الجلد، العيون، البلعوم والآذان. وفي حالات معينة يتم إجراء اختبارات للعثور على مصدر الحساسية. في هذا الفحص يتم تنقيط تركيزات مختلفة من المواد المعروفة كمسببة للحساسية على غرار: إفرازات الحشرات، وأنواع مختلفة من النباتات والأشجار (العشب، شجرة الزيتون، شجرة الكينا، والصنوبر، والبلوط) إلى جانب عث غبار المنزل (إن 95% من المصابين بالحساسية يعانون من حساسية لهذا العامل). وبعد القيام بغز سطحي وانتظار لفترة تبلغ نحو عشرين دقيقة سيكون بالإمكان العثور على انتفاخ، أو حكة لدى المصاب بالحساسية.
مرغليت شيلو، وهي مديرة الطب المدمج ودعم الصحة، توضح وجود توجهات مختلفة وطرق علاج متنوعة لعلاج الحساسية والتهاب لحيمة العين، ولذا فمن المهم العثور على العلاج الخاص والشخصي لكل إنسان. ينبغي أن نتذكر أن ردود الفعل على العلاج الاستكمالي لا تكون فورية وينبغي الانتظار إلى أن يبدا العلاج بالتأثير. من المهم الإشارة إلى أن كل ما تقرأه هنا لا يشكل بديلا لتلقي العلاج لدى الطبيب والمعالج الذي يمارس الطب الاستكمالي.
مبدئيا، لا أحد قادر حقا على معرفة السبب الدقيق لردة الفعل المسببة للحساسية، وهناك بضعة تفسيرات لهذه الظاهرة.
إن الطب الطبيعي يتعامل مع أمراض الحساسية باعتبارها ضعفا مزمنا للجهاز المناعي، وهو يسعى إلى تقويتها بمنسوب عالي من النجاح. وكما أسلفنا سابقا، فإن طرق المعالجة المتنوعة وطرق العلاج متعلقة بردة الفعل المحددة للمتعالج الفرد.
يستند هذا النظام الغذائي بشكل أساسي إلى قائمة طعام تشمل الكربوهيدرات المعقدة والأحماض الدهنية غير المشبعة. إننا ننصح بزيادة استهلاك البروتين النباتي، الفواكه، الخضروات، البذور والبراعم (נבטים). وإلى جانب ذلك فإنه من المستحسن تجنب استخدام المواد الشائعة المسببة للحساسية كالبيض والطحين واللحوم الحمراء ومنتجات الحليب البقري والمكسرات والفستق والشوكولاتة والحمضيات والأسماك والبيض والشاي والقهوة والحلوى والمواد الحافظة الاصطناعية، إلى جانب الإضافات الغذائية الصناعية التي تغير تركيبة الطعام الطبيعي. وذلك بهدف تركيب قائمة طعام تتضمن أفضل المكملات الغذائية (الفيتامينات والمعادن) ، والنباتات التي تتم ملاءمتها بشكل شخصي وينصح بالالتقاء بأخصائية.
الزيوت العطرية: اللافندر، الليمون وزيت شجرة الشاي يخففان من الأعراض المتعلقة بالجهاز التنفسي. حيث يتم تقطير قطرتين من كل نوع من هذه الزيوت إلى مبخر. وأثناء النوم يمكن تقطير قطرة واحدة من زيت الأوكاليبتوس على الوسادة لتخفيف الأعراض أثناء النوم.
قرص العسل: ينصح الطب الشعبي بمضغ يومي لقرص العسل لمدة شهر قبل موعد ظهور أعراض الحساسية، وعلى امتداد الفترة التي تظهر فيها.
البابونج: إن خلاصة زيت البابونج فعالة في معالجة الالتهابات المتسببة عن الحساسية والجلد المتهيج.
إي مورتال: وهو فعال في معالجة الحساسية، والالتهابات الجلدية وآلام الرأس
عشبة الليمون (ليمونيت): وهي فعالة في معالجة الحساسيات، والأرق والتلبكات المعوية.
الحزنبل (achillea mill folium): مفيد في تطهير التهابات الجلد الناجمة عن الحساسية.
نبات القراص: مفيد في معالجة الظواهر الحساسية المختلفة.
الكفارتسيتين: الموجود في الفواكه والخضروات والحنطة السوداء. وهو يخفف الالتهابات الناجمة عن الحساسية.
تقدم العلاجات التماثلية بحسب الأعراض كما ومن المهم مواءمة هذه الأدوية بطريقة مثلى لكي تناسب أعراضا محددة.
Apis - لمعالجة الأعراض التالية: تورّم البلعوم الذي تزداد خطورته بارتفاع الحرارة، الإحساس بالحكة والحرارة في الجلد.
Arsenicum - لمعالجة الأعراض التالية: الدموع والإفرازات الحارقة من الأنف، التهيج وضيق التنفس.
Euphrasia - لمعالجة الأعراض التالية: الدموع وإفرازات الأنف المتعكرة الغزيرة والحارقة، وحين تزداد حالة العيون سوءا في الهواء الطلق وأثناء الاستلقاء في السرير.
Kali Bicarbonatum - لمعالجة الأعراض التالية: الإفرازات السميكة، اللزجة والصفراء من الأنف، البلغم اللزج، السعال أو آلام الحلق وانتفاخه.
Nux Vomica - لمعالجة الأعراض التالية: سيلان الأنف في ساعات النهار وانسداده في الليل، العصبية والقشعريرة.
Sulphur - لمعالجة الأعراض التالية: السيولة في الأنف المتسببة عن الحساسية في الطقس الحار وتحت الشمس، الاحمرار في الأنف والعيون، الإفرازات الفراء والأزمة، خصوصا لدى بذل المجهود العضلي.
الزنك: استهلاك 25 ملغ ثلاثة مرات يوميا لمدة أسبوع.
فيتامين C: استهلاك 500 ملغ ثلاثة مرات في اليوم طيلة أسبوع.
بيتا كاروتين: استهلاك 25 ألف وحدة دولية مرتين في اليوم لمدة أسبوع.
يتم خلط ملعقتين أو ثلاث بنصف لتر من الماء المغلي لمدة عشر دقائق، يتم عصرها وترك الخليط يبرد. يتم غمس قطع من القطن أو الشاش في الخلطة ويتم تنظيف الإفرازات ومن ثم يتم غمس قطعة شاش نظيفة في الخلطة وتوضع على العين. الغسل باستخدام الماء الدافئ يهدئ العين.
العلاجات التماثلية: هذه العلاجات تقدم بحسب الأعراض ولذا فمن المهم ملاءمة العلاج التماثلي الصحيح للأعراض المحددة.
Apis - لمعالجة الأعراض التالية : الحكة في العيون، الدموع الساخنة، انتفاخ الجفون، الانتفاخ (الأكياس) تحت العينين، والشعور بوجود رمال في العيون.
Arsenicum – لمعالجة الأعراض التالية : إحمرار العيون بحيث تبدو وكأنها مليئة بالدم، والإحساس بأنها ساخنة وتنبض، التدميع، وتدهور حالة العيون لدى التعرض للضوء.
Belladonna - لمعالجة الأعراض التالية : تورد العينين أو احمرارها مع وجود حرقة، اتساع حدقة العيون إلى جانب وجود حساسية للضوء.
Pulsatilla - لمعالجة الأعراض التالية : الحرقة في العيون، الحكة، خصوصا في الليل في الهواء الطلق، إلى جانب وجود إفرازات سميكة والجفون اللزجة في الصباح.
Calendula - تستخدم في الاسترخاء، بالإمكان تقطيرها في العين كعلاج مكمّل لأدوية أخرى.
Sulphur – لمعالجة الظواهر التالية: سيلان الأنف الناتج عن الحساسية في حالة طقس الحارة وتحت الشمس، احمرار في الأنف والعيون، إفرازات صفراء وأزمة تنفسية (بشكل أساسي أثناء بذل الجهد العضلي).