يؤثر كل من نمط الحياة، والصحة، والنشاط اليومي على أداء الدماغ وصحته
جميعنا نضيع المفاتيح بين وقت لآخر، وجميعنا ندخل إلى المطبخ، لنكتشف أننا قد نسينا ما أردناه. ينسى معظمنا أحيانًا اسم أحد معارفه، ورقم هاتفه، وما اسم الكتاب الذي انتهينا منه للتو. نضحك ونقول "لقد هرمنا"، ونواصل حياتنا.
في الواقع، مع تقدمنا في السن، تميل الذاكرة إلى التدهور. ويبدأ الحُصين، وهو منطقة الدماغ المسؤولة عن إنشاء الذكريات واسترجاعها، في العمل بكفاءة أقل. يفشل الجسم في إنتاج ما يكفي من الهرمونات والبروتينات المسؤولة عن ترميم خلايا الدماغ، وينخفض تدفق الدم إلى الدماغ، ويضعف امتصاص العناصر الغذائية الحيوية، والنتيجة - النسيان. طالما أنك قادر على العمل بشكل مستقل، وتتمكن من الحفاظ على روتين يومي، وتذكر ووصف الحوادث التي تنسى فيها، وتتمكن من إجراء محادثة بطلاقة وتكون عملية الحكم واتخاذ القرار بأكملها طبيعية، يتم تعريف النسيان على أنه أمر طبيعي وجزء من التقدم العمر.
*في أي حالة يكون فيها النسيان أكثر مما هو موصوف أعلاه، على سبيل المثال: وجود مصاعب في اتباع التعليمات، مصاعب في أداء الأنشطة اليومية، ارتباك في الأماكن المألوفة، كلام مشوش وغير واضح، نسيان الكلمات، صعوبة في اتخاذ القرارات و/أو السلوك الاجتماعي غير المناسب - يجب عليك الاتصال بالطبيب في أسرع وقت ممكن.
يعاني كثير من الأشخاص – لا سيّما من لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالخرف – من تراجع أو تغيّر في قدراتهم الذهنية، ما يدفعهم إلى إجراء الفحوصات. هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تراجع الأداء الإدراكي، وبعضها قابل للعلاج، أو على الأقل يمكن إبطاء وتيرته.
لكي يعمل الدماغ على النحو الأمثل، يجب تدريبه. يؤثر نمط الحياة والصحة والنشاط اليومي على وظائف المخ وصحته:
النشاط البدني المنتظم يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب التي تسبب فقدان الذاكرة. يساعد النشاط البدني في السيطرة على التوتر والقلق ويقلل من الاكتئاب، وجميع العوامل التي تؤثر على الذاكرة والنشاط المعرفي. أظهر بحث جديد أن التمارين الرياضية تمنع انكماش الدماغ وفقدان الذاكرة، وأن الأشخاص الذين يمارسون المشي بانتظام يقللون من فرصة فقدان الذاكرة إلى النصف.
نجد في إطار الروابط العائلية والاجتماعية الوثيقة أنشطة تتحدى الدماغ وتقلل من الاكتئاب والقلق. يُنصح بالتعرف على الآخرين والانضمام إلى النوادي وأن تكون لدينا حياة اجتماعية غنية ومتنوعة.
تحتوي الفواكه والخضروات والشاي الأخضر على مضادات الأكسدة التي تساعد في الحفاظ على الدماغ. الأسماك والمكسرات وبذور الكتان مليئة بالأوميجا 3 الضرورية للدماغ والذاكرة. وفي المقابل، فإن تناول الكثير من السعرات الحرارية والدهون المشبعة يضر بالذاكرة ويزيد من فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية.
يسبب الضغط ، والتوتر، والقلق مشاكل في التركيز ومصاعب في الذاكرة. يوصى بتطوير استراتيجيات التهدئة والعثور على شخص متفهم لمساعدتك. تساعد أنشطة الاسترخاء مثل اليوغا أو الاستماع إلى الموسيقى أو الهوايات المختلفة في التحكم في مستويات القلق. إذا كنت تشعر بالتوتر والقلق، فمن المستحسن الاتصال بطبيبك لمزيد من الشرح.
النوم ضروري لتكوين وتخزين الذكريات الجديدة. تؤدي قلة النوم إلى إبطاء نمو الخلايا العصبية في الدماغ وتؤدي إلى اضطرابات في الذاكرة والتركيز واتخاذ القرار. تؤدي قلة النوم أيضًا إلى الإصابة بالاكتئاب (الذي يؤثر أيضًا على النوم).
يؤدي التدخين إلى إتلاف الأوعية الدموية التي تحمل الأكسجين إلى الدماغ.
العب الألعاب الإستراتيجية مثل الشطرنج أو الجسر، أو ألعاب الكلمات المتقاطعة، أو ألعاب الكلمات، أو السودوكو. إن قراءة الصحف والكتب والمجلات تنشط الدماغ وتبقيه نشطاً. أما تعلم شيء جديد - لعبة أو وصفة أو لغة أجنبية أو طريق سفر سيساعدك على تطوير القدرة على التركيز واستخلاص النتائج. كما تنشط الدورات أو المحاضرات حول مواضيع تثير اهتمامك عقلك وتضعه أمام تحديات إيجابية.
تؤثر العوامل الصحية والبيئية المختلفة على الانتباه والتركيز والذاكرة ووظيفة الدماغ. الأدوية المختلفة (بما في ذلك الحبوب المنومة، ومضادات الهيستامين، وأدوية ضغط الدم، وأدوية التهاب المفاصل، وأدوية الاكتئاب والقلق، ومسكنات الألم المختلفة)، والاكتئاب، ونقص فيتامين ب 12، ومشاكل الغدة الدرقية المسؤولة عن التمثيل الغذائي، واستهلاك الكحول، والجفاف هي أمثلة على ذلك. الحالات التي قد يحدث فيها الضرر. وينصح باستشارة طبيب الأسرة، ومحاولة الوصول إلى التوازن في الحالة الصحية وفي علاجها.