عندما يكون الشخص في حالة متقدمة من الخرف، يصبح جسده أكثر حساسية للأمور مثل العدوى. الآن سنرى كيف يمكننا التصرف بأفضل طريقة.
نعم، يصاب معظم الأشخاص المصابين بالخرف المتقدم بالالتهاب. عادة ما تكون هذه علامة على اقتراب نهاية الحياة. أكثر أنواع الالتهابات شيوعًا لدى هؤلاء المرضى: الالتهاب الرئوي والتهاب المسالك البولية.
في حالات الخرف المتقدمة، تضعف آليات الدفاع في الجسم التي تحارب البكتيريا. يعاني العديد من الأشخاص المصابين بالخرف المتقدم أيضًا من مشاكل في البلع وإخراج الإفرازات من الحلق. يمكن أن يتسبب ذلك في دخول الطعام أو اللعاب إلى القناة الخطأ ووصوله إلى الرئتين. تُعرف المشكلة باسم "إغلاق مجرى الهواء" ويمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي.
هناك خياران علاجيان:
معنى علاج أعراض الالتهاب هو التركيز على العلاج الذي يخفف الانزعاج الناجم عن الأعراض، ولكن لا يوقف الالتهاب. يتم تجنب إدارة المضادات الحيوية والاختبارات والعلاج في المستشفى.
يمكن تخفيف معظم الانزعاج الناجم عن أعراض الالتهاب بإجراءات بسيطة مثل الأدوية الخافضة للحرارة، والتوصيل بأنبوب الأكسجين لتخفيف ضيق التنفس، وإعطاء مسكنات الألم لعلاج الانزعاج.
الميزة الأساسية لمعالجة الأعراض هي تخفيف الألم وتحسين راحة المريض والامتناع عن إجراء فحوصات قد تتسبب بالإزعاج
العيب الأساسي في الاكتفاء فقط بمعالجة الأعراض هو حالة المريض المصاب بالالتهاب قد تتفاقم إذا لم يتلق المضادات الحيوية. في البلاد يسمح "قانون المريض المحتضر" بتجنب العلاج الذي يطيل الحياة إذا كان هناك تشخيص لمدة ستة أشهر.
في كل الأحوال ينصح باستشارة الطبيب المعالج.
على الرغم من أننا لا نستطيع أبدًا معرفة ما يشعر به الشخص المصاب بالخرف المتقدم، إلا أن العاملين في المجال الطبي معتادون على اكتشاف علامات الانزعاج لدى أولئك الذين لا يستطيعون التحدث. وتشمل بعض العلامات التهيج، والأرق، والتنفس السريع، أو تعبيرات الوجه مثل العبوس التي تشير إلى عدم الراحة. عندما تظهر مثل هذه العلامات لدى مريض أصيب بالتهابات، يمكن تزويده بالتدابير المصممة لتخفيف الانزعاج.
تهدف المضادات الحيوية إلى علاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا، وليس الفيروسات. يمكن إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن العضلي، أو عن طريق الحقن المباشر في مجرى الدم عن طريق حقنة في الوريد. الميزة الرئيسية لإعطاء المضادات الحيوية هي أنها تعالج الالتهابات التي تسببها البكتيريا. وبذلك تتحسن حالة الالتهاب التي يعاني منها المريض. العيب الرئيسي في إعطاء المضادات الحيوية هو أن استخدامها يمكن أن يسبب الانزعاج- خاصة إذا كان ذلك يتطلب العلاج في المستشفى. يمكن أن تسبب المضادات الحيوية أيضًا آثارًا جانبية خطيرة مثل عدوى معوية حادة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأطباء إجراء الفحوصات لتحديد نوع المضاد الحيوي المناسب. تسبب هذه الاختبارات، جزئيًا، إزعاجًا للمريض (على سبيل المثال: فحوصات الدم أو فحوصات البول أو الأشعة رنتغن).
يعاني حوالي 40% من الأشخاص المصابين بالخرف المتقدم من الالتهاب الرئوي مع اقترابهم من نهاية حياتهم. وحتى لو تحسنت حالتهم، فإنهم معرضون لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي مرة أخرى. تشير أفضل الأدلة البحثية إلى أن الأشخاص المصابين بالخرف المتقدم والذين يعانون من الالتهاب الرئوي ويعالجون بالمضادات الحيوية يمكن أن يعيشوا بضعة أشهر أطول من أولئك الذين لا يتلقونها، ولكنهم قد يعانون أيضًا من المزيد من الانزعاج.
يمكن للمرضى الذين لا يتلقون المضادات الحيوية الحصول على العلاج الذي يخفف من الانزعاج الناجم عن الالتهاب الرئوي. على سبيل المثال: توفير الأكسجين مما يخفف من ضيق التنفس.
ومن المهم أن نعرف أن الأدلة البحثية تشير إلى أن حالة المرضى المصابين بالالتهاب الرئوي، والذين يتلقون المضادات الحيوية في قسم التمريض، تتحسن بنفس الطريقة التي يتحسن بها أولئك الذين يتلقونها في المستشفى. ومن المهم أيضًا أن نقول إن المضادات الحيوية التي تُعطى عن طريق الفم عادةً ما تكون فعالة مثل تلك التي تُعطى عن طريق الوريد.
ولذلك، عندما يتم اتخاذ قرار لعلاج الالتهاب الرئوي بالمضادات الحيوية، فمن الممكن عادة تجنب دخول المستشفى أو الإجراءات التي تسبب عدم الراحة.
عادةً ما يتلقى الأشخاص المصابون بالخرف المتقدم والذين يُخشى أن يكونوا يعانون من التهابات المسالك البولية (زيادة مستوى الارتباك، ورائحة البول الكريهة، والبول الداكن) علاجًا بالمضادات الحيوية.
ومن المهم القول أن هذه الأعراض وحدها لا تكفي للإشارة إلى وجود التهاب في المسالك البولية. للحصول على تشخيص نهائي لالتهاب المسالك البولية، من الضروري إجراء فحص بول في المختبر يشير إلى وجود البكتيريا ودليل على أن المريض ليس على ما يرام (يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، على سبيل المثال). الحصول على عينة بول جيدة من شخص مصاب بالخرف المتقدم قد ينطوي على عدم الراحة. وذلك لأنه من أجل إجراء ذلك، من الضروري إدخال قسطرة (قسطرة) في المثانة.
كيف يمكنني أن أتأكد أن الخطة العلاجية للالتهاب تلائم هدف العلاج؟
عندما تكون الراحة هي الهدف الرئيسي للعلاج، فمن المنطقي علاج الأعراض دون العلاج بالمضادات الحيوية. وعندما يكون إطالة العمر هو الهدف الرئيسي للعلاج، فإن هناك منطقا في العلاج بالمضادات الحيوية. على أية حال، من الممكن عادة تجنب دخول المستشفى لأن الالتهابات يمكن علاجها خارج المستشفى أيضًا.
يجب أن تتم مشاركة اتخاذ القرار بشأن علاج الالتهابات بين مقدم الرعاية الأساسي والفريق الطبي للمريض. وبما أن ظهور الالتهابات هو حقيقة يمكن التنبؤ بها في حالات الخرف المتقدم، فمن المستحسن مناقشة النهج المفضل لعلاجها حتى قبل ظهورها.