مرحلة جديدة في التغذية: حينما يتفاقم مرض الخرف

إن تفاقم حالة المرض هي أمر فردي ويحدث تدريجيا. قد يكون الشخص المصاب بالمرض قادرًا على تناول الطعام بصورة مستقلة، ولكنه يحتاج إلى من يحضر إليه الطبق. وفي بعض الأحيان سيحتاج إلى التشجيع اللفظي فقط. في مثل هذه الحالة من المفيد أن نذكر ببساطة وبأدب: "من فضلك تناول الطعام".

مقتبس من جوينت إسرائيل، وجمعية عمدا

مع مرور الوقت وتطور المرض، تتفاقم الحالة حتى لا يتذكر الشخص مراحل الأكل ولا يفهم حتى تعليمات مثل "كل من فضلك". وستتطلب هذه التغييرات تغييرات في الأطعمة نفسها وتكوينها وطرق التغذية.

العوامل التي تؤثر على الشهية

الأدوية: في المراحل المتقدمة من الخرف، يزداد استخدام الأدوية بشكل عام والأدوية المؤثرة على السلوك بشكل خاص أو المسكنات - وتزداد الآثار الجانبية، مما قد يسبب انخفاضا في اليقظة، قلة الشهية، ومصاعب الابتلاع. وهذه كلها لها تأثير مباشر على الأكل.
الأسنان: قد يعاني الشخص المصاب بالخرف من مشاكل في الأسنان مثل أي شخص آخر، ولكن في المراحل المتقدمة من المرض سيجد صعوبة في التعبير عنها والإشارة إلى مصدر المشكلة. لذلك، يتأخر تشخيص المشكلة وعلاجها وتتفاقم إلى درجة تسبب الألم وصعوبات المضغ، ورفض الأكل، وفقدان الوزن، والأرق، وأعراض الانسحاب، وغيرها من التغيرات السلوكية.

من المهم وضع خطة شخصية مع طبيب الأسنان تتكيف مع الشخص المصاب بالخرف. من المهم الانتباه إلى علامات مثل انكسار الأسنان أو تحركها، وعدم تناسب أطقم الأسنان ، والقروح في تجويف الفم، كما يجب الانتباه بشكل عام لأي تغيير سلوكي يظهر بالقرب من أو أثناء تناول الوجبة ويمكن أن يشير إلى مشاكل في الأسنان.

جفاف الفم: يعد جفاف الفم ظاهرة شائعة في أمراض مثل مرض السكري، كما أنه يعد أثرا جانبيا لأدوية مختلفة، مثل أدوية مضادات ارتفاع ضغط الدم، ومضادات الحساسية، ومضادات الاكتئاب، وغيرها. يمكن أن يسبب جفاف الفم مصاعب في المضغ والابتلاع، وتلف الأسنان، والفطريات، وحتى ضعف الكلام. عليكم التأكد من جعل المريض يشرب الكثير من الماء، والحفاظ على نظافة الفم واستشارة الطبيب المعالج.

من المهم توخي الحذر أثناء تناول الطعام

  • إذا كان الشخص يسعل أثناء تناول الطعام أو بعده مباشرة، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة في الابتلاع.
  • الألم والإمساك ومشاكل الفم: كما ذكرنا - هذه الحالات شائعة جداً عند كبار السن، وعند مرضى الخرف بشكل خاص، وقد تتفاقم في المراحل المتقدمة من المرض. إلا أن قدرة المريض على التعبير عن الألم أو الانزعاج تتضاءل نتيجة لهذه المواقف، لذلك من المهم البدء في متابعتها وعلاجها حتى بدون أن يشكو المريض بصورة واضحة.

في حال وجود أي مشكلة، يجب لفت انتباه الطبيب/ة المعالج/ة واستشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة و/أو أخصائي النطق و/أو طبيب الأسنان.

التغييرات في تناول الطعام والابتلاع، كإحدى أعراض تفاقم مرض الخرف

قد تظهر التغيرات في الحالة المعرفية والتغيرات في حالة اليقظة لدى الشخص المصاب بالخرف، النعاس، وانخفاض الاتصال مع المحيط، وعدم قدرة المريض على التعبير عن نفسه ورغباته، وفي عدم فهم أنه يتم تقديم الطعام إليه، والخطوات المطلوبة لتناوله.

  • انخفاض في مستوى الحواس - مع تقدم المرض، يحصل انخفاض في ردود الفعل تجاه طعم ورائحة وأصوات الطعام، والتي عادة ما تكون المحفز الأولي قبل الابتلاع.
  • مشاكل الابتلاع – مع تقدم المرض يحدث ضرر للأعصاب والعضلات المشاركة في عملية الأكل والابتلاع، وهذا يسبب اضطرابات في الابتلاع مما قد يؤثر على التغذية وفي نفس الوقت يسبب دخول الطعام إلى الرئتين، والسعال والاختناق أثناء تناول الطعام، الالتهاب الرئوي المتكرر والظروف التي تهدد الحياة.

ما هي أعراض مشاكل الابتلاع؟

حينما يشير المريض إلى وجود طعام عالق في الحلق، أو إلى أمراض متكررة في الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي الحمى بدون سبب، أو فقدان الوزن بصورة كبيرة، أو السعال أو الصفير أثناء الأكل و/أو الشرب، والتغير أو المصاعب في التنفس أثناء الابتلاع، أو الإبقاء على الطعام في الفم ورفض تناول الطعام.
إن واحدة أو أكثر من هذه الأعراض، قد تشير إلى وجود اضطرابات في الابتلاع! يجب التوجه إلى الطبيب المعالج من دون تأخير، من أجل استيضاح المشكلة وتلقي العلاج المناسب.

نصائح وإرشادات مفيدة قبل الوجبة، وخلالها، وبعدها 

مع تفاقم حالة المريض، تزداد الحاجة إلى وجود شخص آخر يرافقه طوال النهار وغالباً في الليل أيضاً. في هذه المرحلة، غالبًا يُطلب من المرافق المساعدة ليس فقط في إعداد الطعام وتنظيم البيئة، بل أيضًا في عملية تناول الطعام نفسها.

قبل الوجبة

من المهم التأكد من أن الشخص الذي يعاني من الخرف يكون مستيقظًا قدر الإمكان قبل تناول الطعام. يمكن تنشيطه بالحديث، وتشغيل الموسيقى، وما إلى ذلك.

حافظوا على جلوس مريح قدر المستطاع، وكونوا حريصين على أن يكون الرأس مستقيمًا وليس منحنيًا إلى الأمام.

حافظوا على نظام غذائي منتظم واجعلوا وقت تناول الطعام ممتعًا من خلال تناول الطعام على الطاولة، وتشغيل الموسيقى وما إلى ذلك. تقديم ما لا يقل عن ست وجبات يوميا. إذا كان الشخص مستيقظًا في الليل، فمن المستحسن الاستفادة من هذه الفترة لتناول وجبة.

اسمحوا بالاختيار بين تناول الطعام باستخدام أطقم الأسنان أو بدونها، وتأكدوا من مساعدتهم بالنظارات وسماعات الأذن حتى أثناء تناول الطعام.

تأكدوا من أن الفم رطب قبل بدء الوجبة باستخدام بضع قطرات من الماء المحلى أو باستخدام عضاضة التي تحفز إفراز اللعاب وتحافظ على حركة عضلات الفم.

خلال الوجبة

التأكد من أن قوام الطعام مناسب لحالته الصحية العامة وقدرته على البلع.

لا تفرضوا على الشخص تناول الطعام أو فتح فمه رغماً عنه. من المهم الحديث معه، وإقناعه، وتوضيح الأمور بشكل قصير وواضح.

حافظوا على التواصل البصري خلال تناول الطعام لتعزيز التواصل الشخصي. كونوا حريصين على ملاحظة الاستجابات اللفظية، وتعابير الوجه، ولغة الجسد كرد فعل على الطعام. هذه هي الطريقة التي يمكن بها تحديد المتعة، والراحة، والألم، والمعاناة. تحدثوا بلطف وبهدوء، لتخفيف المخاوف والقلق.

قدّموا فترات راحة بين كل ملعقة وأخرى، وذكّروه بالبلع. اذا سعل أثناء تناول الطعام يجب التوجه إلى الطبيب/ة للحصول على استشارة.

بعد الوجبة

من المهم الحرص على النظافة ونظافة الفم، وتنظيف الفم من بقايا الطعام وغسل طقم الأسنان (إن وُجد).
من المستحسن استخدام فرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يفضله الشخص ويعتاد عليه.
يجب أن يتم تنظيف تجويف الفم بلطف وحذر، لتجنب القيء أو الإصابة.
تجنب وضع الشخص بوضعية الاستلقاء مباشرةً بعد تناول الوجبة، للسماح للطعام بالهضم وتجنب دخول الطعام إلى القصبة الهوائية والرئتين.

نظن أنك قد تكون مهتم